اليمن ما بعد صالح: أولى ثمرات تفاهم ترامب – سلمان

ترامب
يشكل تحرير مدينة المخا على الساحل اليمني عند مضيق باب المندب من قبل قوات الرئيس هادي، ضربة موجعة لكل من ميليشيا الحوثي وجيش الرئيس السابق علي عبدالله صالح إذ قطعت قوات الشرعية آخر شريان لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين عبر هذا الميناء الإستراتيجي، كما أجهضت مخططات إيران بإنشاء قواعد بحرية قريبة من باب المندب.

يربط المراقبون بين تسارع الاحداث العسكرية لمصلحة قوات الشرعية اليمنية بثلاثة احداث متتالية تظهر ان الغلبة الوشيكة ستكون من نصيب قوات الرئيس هادي المدعومة من التحالف العربي.

اقرأ أيضاً: ثورة… كالسورية في جبال اليمن

الحدث الاول كان في 25 من الشهر الماضي مع تلقي المملكة لأحدث طائرة حربية في العالم من الجيل الرابع من اميركا وهي أف 15 إيغل، وكانت لا تملك الا اسرائيل نوعها في الشرق الاوسط، وهي طائرة “تحوي أجهزة متقدمة جدا في الحرب الإلكترونية، وتعمل معظم هذه الأجهزة بالتكنولوجيا الرقمية، ويمكن تحميل الطائرة بالأسلحة التقليدية أو الأسلحة الذكية الحديثة بقدرات متطورة”.

وفي تلميح اكيد لإيران التي تعاني من تخلف سلاحها الجوي قالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية في تغطيتها لميزات الطائرة التي تعاقدت المملكة قبل سنوات على العشرات منها أنها ستتيح “تفوقًا نوعيًا في القدرات الجوية على مستوى الشرق الأوسط، يضمن لها الحصول على أحدث القدرات والإمكانيات التي تحافظ بها على أراضيها واستقرار أمنها وأمن المنطقة ضد أي تهديدات خارجية محتملة”.

هذه الطائرات التي كانت تلوّح ادارة اوباما للسعودية بعدم تنفيذ صفقتها بسبب حرب اليمن، تتمتع بقدرات تصويب دقيقه جدا في مختلف الأحوال الجوية و”ستكون السعودية بهذه الطائرة بعضلات اقوى وذراع أطول حسب تعبير محطة سي إن إن الأمريكية”.

ولأن قدرة هذه الطائرة عالية بتنفيذ قصف أرضي دقيق بالإضافة إلى ميزات متقدمة في الدفاع عن نفسها ضد طائرات العدو، فانها ستكون قوة ردع مؤكدة ضد ايران وقوة حسم لا شك فيها ضد نفوذها في اليمن.

وبالنسبة للحدث الثاني فقد كان قبل اسبوعين بعد خمسة أيام فقط من الحدث الاول عندما اعلن عن محادثة هاتفية بين الرئيس الاميركي العتيد دونالد ترامب والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز “بحثا فيها بقضايا حساسة”.وقد قال البيت الأبيض في بيان “إن الجانبين اتفقا على إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن”. وأضاف البيان أن الجانبين يؤيدان “تطبيقا صارما” للاتفاق النووي الإيراني.

وقال المصدر السعودي إنه تم الاتفاق خلال الاتصال “على الكثير من الأمور المهمة، ومن ذلك تعزيز مشاركة البلدين بشكل واسع في محاربة الإرهاب والتطرف وتمويلهما”.

وأكد المصدر تطابق وجهات نظر الزعيمين بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة، وإشادتهما بالتعاون الأمني والعسكري القائم بين البلدين، وأهمية تعزيز ذلك في الفترة القادمة. ‎وقال المصدر السعودي نفسه لرويترز “إنه يتوقع أن تشهد فترة الرئيس ترامب علاقات تاريخية بين أمريكا والسعودية”.

اما الحدث الثالث الذي ينبىء ان ايام الحوثيين وعلي عبدالله صالح باتت معدودة هو ما صرح به اليوم مستشار وزير الدفاع السعودي، اللواء أحمد عسيري لوكالة سبوتنيك الروسية بقوله ان الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، سيخضع للمحاكمة بتهمة الضلوع في انقلاب على السلطة.
وقال اللواء عسيري إن علي عبد الله صالح هو مواطن يمني “فرضت عليه عقوبات دولية ويرتكب أعمالاً إجرامية في اليمن”، مضيفًا أن الحكومة الشرعية للبلاد هي من تتحمل المسؤولية عن مواطنيها، لهذا السبب “سيخضع صالح للمحاكمة وفقًا للقوانين اليمنية”.
لافتًا إلى أن الرئيس اليمني السابق عليه التعاون مع الحكومة الشرعية إذا أراد تجنب العقوبة التي يستحقها وفقًا للقانون.

اقرأ أيضاً: المستقبل لن يكون للحوثي وصالح في اليمن

هذا التصريح يثبت ان الوضع اليمني العسكري بات شبه محسوم، مع بدء تهيئة الارضية السياسية لتحرير صنعاء، وليمن ما بعد علي عبدالله صالح والمليشيات الحوثية المدعومة من ايران.

وعلى هذا الصعيد، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي أن الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي تسيطر حالياً على أكثر من 85% من الأراضي اليمنية”.

السابق
اشكال بكلية الحقوق بين طلاب من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية
التالي
ترامب: «التوسع الاستيطاني الإسرائيلي لا يخدم عملية السلام»