حزب الله يُسكن انصاره بالقلمون؟

هل يعمل حزب الله ومن ورائه إيران على إحداث تغيير ديموغرافي ذي طابع أمني عسكري ليحفظ لقواعده المنتشرة بقاعا خط أمان دائم ويكون هذا تعويضا عن اية انتكاسة له قد تذهب بحكم الرئيس بشار الاسد؟

هل سيبقى حزب الله في سوريا، خلال الأشهر المقبلة أم سيرحل بضغط أميركي روسي تركي. أم سيبقى إلى حين انتهاء الازمة نهائيا والتوصل الى حل نهائي؟ هذا السؤال يطرح نفسه تلقائيا.

اقرأ أيضاً: حزب الله في سوريا بانتظار الأمر : الانسحاب المر أو البقاء الأمّر !

فمع تردد معلومات عن أن دور الحزب في سوريا آخذ في التقلص وخاصة مع انطلاق محادثات الآستانة، حيث يستمرّ حزب الله في العمل على اعادة انتشار قواته، في المناطق التي يسيطر عليها، وعوائله الذين يقطنون خاصة في الداخل السوري، إلى المناطق القريبة من دمشق والمناطق الحدودية مع لبنان.
لدرجة ان ثمة مشروع تقايض بين قيادة الحزب وبعض فصائل المعارضة يعمل عليها حزب الله تكتيكيا، خاصة انه يسعى الى اسكان الشيعة السوريين في مناطق القلمون القريبة من لبنان بما يشبه المقايضة الجغرافية بين المناطق. كأن “يسمح حزب الله بعودة نحو 30 ألف مواطن من مخيمات جرود عرسال التي تقع خلف حاجز وادي حميد، إلى قرية أو قريتين من القلمون، مقابل إنسحاب الفصائل العسكرية من جرود عرسال وجرود فليطة”. بحسب مراقبين.
ولا تعود مسألة نقل مواطنين من منطقة الى اخرى داخل سوريا، ذات طابع مذهبي، الى الحد من العمليات العسكرية في المنطقة فقط، بل للمسألة ابعادها المذهبية ايضا.
فبحسب تقرير نشرته “الغارديان” فإن عملية إسكان لنازحين داخل سوريا في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي في أجزاء من سوريا، وإعادة تنظيم البلاد إلى مناطق ذات نفوذ إيراني.
وقد تحركت إيران لتنفيذ مشروعها هذا بالتعاون حزب الله، اذ ان مصير سكان مضايا والزبداني الواقعتين تحت سيطرة المعارضة السورية كان موضوع المفاوضات بين الايرانيين والمعارضة السورية مؤخرا. اضافة الى ان قريتين شيعيتين هما الفوعة وكفريّا في محافظة حلب حيث يعتبرهم حزب الله منطقة أمنية، وامتدادا طبيعيا لأرضهم في لبنان، في محاولة منهم لربط مصير هاتين القريتين بمصير حلب الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة.


وبسبب سيطرة حزب الله على المنطقة الواقعة بين وادي البقاع اللبناني وضواحي دمشق، فان الاسكان الجديد سيكون في هذه المناطق، عبر افراغها من أهلها السنّة واستبدالهم بسوريين شيعة وعراقيين.
فتحت عنوان حماية المراقد الشيعية في كل من العاصمة دمشق وداريا، انوجد حزب الله مع جماعات شيعية مدعومة من إيران، حيث استوطنوا مسجد السيدة زينب في دمشق، وقامت طهران بشراء قطعة أرض كبيرة هناك لجلب من تريد في ظل غياب تام للسلطة السورية، التي همها الحفاظ على كرسيها دون أي إلتفات للخطر الذي يحيق بالقرى والمدن.
فهناك الكثير من الشيعة يتم إحضارهم للسكن في المنطقة المحيطة بالمسجد الأموي داخل دمشق، عاصمة الدولة الاموية تاريخيا، رغم أنها منطقة سنيّة بالكامل، في مخطط واضح لتغيير هويتها الديموغرافية. وكان لحرق السجل العقاري في كل من داريا والزبداني وحمص والقصير على الحدود اللبنانية، يهدف الى تضييع الاثباتات لملكية العقارات هناك.

اقرأ أيضاً: #مشروع_تجهيز_مجاهد: هكذا يكافح حزب الله الشح المالي

ومع تزايد عمليات التغيير الإسكاني بشكل واسع منذ العام 2015 أصبح الهدف واضحا تماما، وهو نقل المواطنيين السوريين السنّة من محافظتي حمص ودمشق الى محافظات أخرى بعيدة جدا، بما يضمن الامان للمحيط الشيعي على الحدود المشتركة بين لبنان وسوريا. وبالتالي يكون لحزب الله دولته الشيعية الصغيرة الممتدة.

السابق
الأسد يجند السوريين في الميلشيات الإيرانية بهدف استغلالها
التالي
اشكال بكلية الحقوق بين طلاب من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية