يوم مجيد… للوصاية

الوصاية السورية

الْيَوْمَ هو السادس من شباط. يعيدنا هذا التاريخ الى:
أولاً: ٦شباط ١٩٨٤٤حيث تعاون الجميع على إسقاط الدولة لكي تتولى الميليشيات الشعبية والرسميةالسلطة في الشارع وتخلق الفوضى والارهاب والفرز السكاني والدمار. بغياب الدولة راجت عمليات قصف الأحياء السكنية وتم ارتكاب أفظع الجرائم والقتل على الهوية أو القتل لأجل الابتزاز المالي. صارت الخوّات هي العملة اليومية وانتشرت مجموعات ايران وتوسعت في خطف الأجانب والمفاوضة على رؤوسهم. ومن الطبيعي ان ينهار الاقتصاد تحت “حكم الميليشيات” وفعلاً انهارت الليرة اللبنانية من خمس ليرات للدولار الى ثلاثة آلاف ليرة للدولار الواحد وكل ذلك كان في خدمة الوصاية التي عادت مظفرة مطمئنة الى إمساكها بالبلد واهله وإخضاعه بالكامل لسياساتها ومصالحها وفسادها.

اقرأ أيضاً: في ذكرى انتصار الثورة سابقا .. الخمينية ماتت !!

ثانياً : ٦شباط ٢٠٠٦٦ تاريخ اعلان “التفاهم” بين تيار عون ونجباء ايران اَي حزب الله وكل المجموعات التي تسير في ركب النفوذ الإيراني طبعاً مشكورة ومأجورة. هذا التفاهم صار عمره ١١سنة وهو مؤلف من عشر نقاط لم ينفذ الطرفان منها اَي بند أو جزء من بند. كانت مجرد خديعة لإقناع قسم كبير من المسيحيين بفوائد الوصاية الإيرانية التي تعطي مغانم الوزارات والادارات للتيار مقابل احتفاظ الوصاية بالقرار الأمني والعسكري والسياسة الخارجية.
ثالثاً: من رفض الوصاية السورية أولاً ثم الإيرانية وقع ضحية الاٍرهاب بدءاً من اغتيال رفيق الحريري وصولاً الى يوم ارهاب العاصمة بيروت يوم ٧ أيار الذي كان رمزاً لاسقاط الدولة أو للانقلاب على مشروع الدولة وبغطاء “تحالف الأقليات”.
هنا الرسالة الى كل من يحمل مشروع الدولة و لبنان العيش المشترك: الوصاية تقوم على ركيزتين المذهبية والفساد وسلاحها هو الاٍرهاب على مستوى البلد ككل.
لذلك فإن مواجهة الوصاية والسلاح غير الشرعي والنفوذ الخارجي تفترض الحرب على المذهبية وطبعاً الطائفية كما الحرب على الفساد. هنا نرى أهمية التيارات العابرة للطوائف ومنها تيار المستقبل. هل ستكون على مستوى التحدي ؟كل الطبقة السياسية تعمل الْيَوْمَ على وضع قانون انتخاب مذهبي تحاصصي يُؤْمِن هيمنة الوصاية على المجلس النيابي تمهيداً لتشريع السلاح غير الشرعي ووضع لبنان ضمن النموذج الإيراني مع مرشد محلي. اللبنانيون يطلبون من سعد الحريري ان لا يرضخ لطروحات المذهبيين والطائفيين وان يصر على قانون عابر للطوائف تأكيداً على استمراره في خط وطني لبناني رافض للوصاية وحروبها المذهبية. ما نراه الْيَوْمَ من أفكار لقانون الانتخاب لا يبشر بالخير والخوف كل الخوف ان لا يبقى في لبنان من يقول انه لبناني وهويته وطنية وليست مذهبية.
٦٦ شباط يوم مجيد في خدمة الوصاية فهل نرى في الطبقة السياسية من يريد خدمة لبنان؟

السابق
ترامب يبدأ الهجوم السياسي ضد الطغمة الفاسده في العراق
التالي
شركات عالمية.. الفضل في تأسيسها لمهاجرين إلى أميركا