جنبلاط والموارنة.. «توم أند جيري»

صراع مصالح ام صراع طوائف؟ صراع زعامات ام صراع جقوق؟ هكذا هو حال لبنان عند كل مفصل انتخابي يحدد مصير الافرقاء حيث تخرج الاسلحة المشروعة والاسلحة غير المشروعة الى العلن. فما هو شكل الصراع الدرزي الماروني المعاصر والحديث؟

الصراع التاريخي بين الدروز والموارنة لا تزال طعمته تحت اللسان، خاصة ان المهجرين لم يعودوا الى عدد كبير من القرى الى الجبل التي شهدت هذا التناحر طيلة الحرب الاهلية اللبنانية.

إقرأ أيضا: جنبلاط القلِق يسأل: أين قانون الانتخاب؟

لكن، وبعيد هدوء الجبهات ما بعد العام 1989 لم يقع يوما تناحر عسكري بين الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار العوني، او ما يُعرف بالتيار الوطني الحر. كما انه لم يكن ثمة كيمياء بين زعيمي هذين التيارين، أي وليد جنبلاط وميشال عون- قبل ان يسلم  الاخير صهره جبران باسيل رئاسة التيار الذي ورث التشنج من عمه الرئيس ايضا.

عون جنبلاط

واليوم، يخرج الى العلن صراع كبير ظاهره قانون الانتخاب، حيث ان الرئيس ميشال عون ينادي بالنسبية والعدالة ما بين الطوائف على صعيد القانون الانتخابي المنويّ اقراره مقابل اصرار وليد جنبلاط على خياطة قانون يناسب حجمه في الجبل الدرزي. بحيث يتركه زعيما وطنيا كبيرا بعدد مناسب من النواب وكتلة وازنة تفوق الحجم المناسب للمنطقة التي هو مسؤول عنها.

وأصدق تعبير عن هذا الصراع هو ما قاله الوزير السابق وائل أبو فاعور: “لحمنا لا يؤكل”،  في رفض علنيّ للقانون المختلط الذي تردد الكلام حوله كثيرا في الفترة الاخيرة. ضاربا بعرض الحائط اقتراحات كل من التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية.

وقد وصل هذا التوتر الى صفحات التواصل الاجتماعي، حيث هدد رجال دين دروز  بالقول ان “أي قانون انتخابي لا يلحظ الخصوصية الجنبلاطية يعني أنّ صناديق الاقتراع لن تدخل الجبل من دير العشائر إلى نيحا ومن كفرسلوان إلى باتر. فما نتعرّض له هو حرب إلغاء”. وهنا نتذكر تعابير حرب الالغاء للمسيحيين وما تلاها من احتقانات داخلية، وشعور بالغبن وخلافه. فهل سنشهد المقاطعة الدرزية للانتخابات في حال تم اقرار قانون انتخابي غير مناسب للزعامة الجنبلاطية؟

جوني منير

وفي اتصال مع المحلل السياسي جوني منيّر حول شكل الصراع الدرزي-المسيحي فيما يتعلق بقانون الانتخابات المنويّ اعتماده في انتخابات عام 2017 -في حال جرت هذه الانتخابات- حيث يقول لـ”جنوبية”: “الخلاف خلاف سياسي لان هناك مسيحيين مع النائب وليد جنبلاط  كالكتائب، ودروز مع الرئيس ميشال عون، كطلال ارسلان ووئام وهاب. وليس للصراع طابعه الطائفي كما يقال”.

وردا على سؤال حول الصراع الآخذ بالتوسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول: “رجعوا نبشوا الماضي وكل واحد يتوخى شد العصب الخاص بجماعته، من خلال الصراع السابق، ويعود ليصور المسألة على انها خطر على الطائفة”. “لن نصل الى أي محل  لانه للامر حدود”.

إقرأ أيضا: بعد فشل «ثلاثية الحوار»… ماذا بعد؟

وبرأي منّير: “الكل يعرفون ان ثمة حدود للمعركة وسنشهد اسابيع صعبة، لكن بعد ان تنتهي المعركة ستعود الامور الى نصابها عبر تسوية والبحث عن قواسم مشتركة، وخصوصا انه امامنا شهرين او ثلاثة، اي قبل ايلول القادم”.

ويرى المعلق السياسي، جوني منيّر، اننا: “نملك وقتا لاعداد قانون جديد، وما بقي من الوقت سنتمكن فيه من اجراء الانتخابات في ايلول، لكن سندخل في صراع”. فـ”الاشهر القادمة ستوصلهم الى تفاهم حول الصيغة الانتخابية، وستنقسم الاتجاهات اذ ان الرئيس سعد الحريري سيقف خلف وليد جنبلاط في هذا الصراع، علما انه اليوم يقف خلفه بشكل خفيّ، ولكن سيكون الصراع واضحا”.

 

السابق
إماراتيون يبتهجون بالثلج الذي يغطي الصحراء!
التالي
ريفي: سأشكل قوة تغييرية