اليمن.. أول ساحة عسكرية أميركية لمواجهة ايران

كيف سيتصرف ترامب مع صواريخ الحوثيين الباليستية؟ التقارير الاميركية تتحدث عن عزم ترامب لتوجيه ضربة عسكرية للحوثيين وذلك بهدف منعهم من تشكيل حالة شبيهة بحزب الله اللبناني.

يقف العالم على حافة التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة الاميركية وايران، فقد وجهت الادارة الاميركية الجديدة مجموعة إنذارات تحذر فيها طهران من نفاذ الصبر إلا أن الضربة العسكرية التي وجهها الحوثيين الاسبوع الماضي للفرقاطة السعودية والتجربة الصاروخية الباليستية التي أعلن عنها أنصار الله الحوثيين كانت كافية للتنكيل بحزم اميركا والإستمرار بالعزف على وتر الإستفزازات المتصاعدة.

trouble-in-yemen

ليلة الامس وجه الحوثيون صاروخاً باليستياً إلى قلب العاصمة السعودية الرياض وقد أصدرت القوة الصاروخية بياناً وصفت فيه تجربة إطلاق الصاروخ البالستي على هدف عسكري في الرياض بالناجحة. ولم تنفي او تؤكد المملكة العربية السعودية صحة الخبر وبقي الحديث عن دقة إصابته طي الكتمان. إن العودة إلى التجارب الباليستية التي يجريها الحوثيين يعيد إلى الذاكرة الصاروخ الباليستي الذي مر فوق مكة المكرمة والذي نفى الحوثي أي صلة به وإعتبرها مؤامرة سعودية عليه لتبرير ضرباتها الجوية وعملياتها العسكرية في اليمن.

وقد علقت المجلة الاميركية المتخصصة في البحث بالنزاعات والعلاقات الدولية بأن اليمن سيكون الساحة الأولى لترامب لمواجهة إيران.

وتضيف الصحيفة بأن ترامب بدأ يتخذ إجراءات تصعيدية ضد الحوثيين تتوافق مع الإتصال الذي اجري بين الادارة الاميركية والمملكة السعودية والذي تم خلاله التركيز على نقاط عدة من بينها محاربة ايران واذرعها في اليمن وسوريا والعراق.

واشارت “الفورن بوليسي” إلى أن أميركا قد تنطلق من اليمن في خطة واسعة لمواجهة غران وحلفائها، وبحسب مصادر المجلة من داخل الادارة الاميركية فإن نشر المدمرة الحربية الاميركية كول قبالة السواحل اليمنية تندرج ضمن إعلان الحرب غير المصرح عنها، وستساعد تلك المدمرة مجموعة طائرات من طراز درونز كما سترسل اميركا مستشارين عسكريين لتدريب القوات الحكومية الموالية للسعودية في اليمن.

ووصفت فورين بوليسي توجه ترامب للتصعيد ضد ايران بالقوي جداً وبحسب احد المستشارين العاملين بفريق ترامب فإن هنالك شعور قوي لديهم بضرورة توجيه عمل قوي ضد طهران بحيث ان القوات العسكرية الاميركية تستعد للإنخراط عسكرياً وبشكل مباشر مع السعودية والامارات في عاصفة الحزم.

إقرأ أيضاً: لماذا اليمن ؟

وأضافت «فورين بوليسي» أن «مساعدي ترامب يرون في اليمن ساحة مهمة لإظهار تصميم الولايات المتحدة في مواجهة إيران، ولتغيير ما يعتبرون أنه فشل إدارة باراك أوباما في التصدي لتنامي القوة الإيرانية في المنطقة. لكن ثمة مخاوف من أن تؤدي المقاربة القاسية للوضع اليمني إلى رد فعل إيراني ضد الولايات المتحدة في العراق وسورية».

من جهتها وصفت صحيفة “ذا غلوبليست” الاميركية ان احتدام الصراع الاميركي – الإيراني بهذا الشكل الغريب والمتسارع سيؤدي في نهاية المطاف إلى مضاعفة آلية تمزيق الشرق الأوسط.

وبحسب “ذا غلوبليست” فإن إيران تقف على حافة النار مع الادارة الاميركية خصوصاً بعد رسائل مستشار الامن القومي الاميركي مايكل فيلن ضد إيران.

إقرأ أيضاً: اليمن ثورة… سوريا مؤامرة

وقد حذر نائب الرئيس الاميركي مايك بنس طهران من إختبار حزم دونالد ترامب، وآتى تحذيره بعد أيام من وضع اشخاص وكيانات عسكرية وامنية وتجارية إيرانية على لائحة العقوبات الاميركية.

وخلال المقابلة التي اجراها بنس مع شبكة “أي بي سي” الاميركية فإن على إيران ان لا تختبر حزم الرئيس الجديد الذي إستلم زمام البيت الابيض وأضاف، “إن إيران ستواصل تطوير انشطتها العسكرية إلا ان تعود إلى رشدها.”

وبالعودة إلى مقالة “ذا غلوبليست” فإن الكلام حالياً في واشنطن يدور حول القرار الذي وزع على مجلس النواب الاميركي والذي ينص على ضرورة القيام بعمل عسكري أميركي ضد إيران.

إقرأ أيضاً: مقتل 13 عنصرا من تنظيم القاعدة في اليمن منذ 24 آب

وتحذر الصحيفة الاميركية من مغبة القيام بأي عمل عسكري قد يقوم به ترامب ضد ايران خصوصاً بعد إلحاح السعودية واسرائيل على التصرف بحزم مع ايران العابثة بأمن المنطقة.

وتقول الصحيفة ان الارتدادات السلبية لأي عمل عسكري قد يؤثر سلباً وبشكل كبير على السعودية لأنه قد يجلب معه ردات فعل عكسية.

اما شبكة “أن بي سي نيوز” الاميركية فتساءلت عن مكانة اليمن في الصراع بين إيران وأميركا، وتساءلت مقالة الموقع عن دور إيران الذي لُعب على مدى سنوات من بين النزاع الحوثي والسعودية، وبحسب “ان بي سي نيوز” فإن إيران كان لها دوراً مفصلياً بقلب الطاولة على السعودية.

وتضيف الشبكة بأن إيران اغرقت نفسها بفتح النزاع على الطرفين الاميركي والسعودي بعد إمداد الحوثيين بالصواريخ مع عدم مراقبة كيفية إستخدامها بحيث تورط الحوثي بإعطاء اميركا الذريعة الكافية لتوجيه ضربة عسكرية إليه بعد استهدافه سفنها الحربية المتواجدة في البحر الاحمر كذلك يستهدف الحوثي اهداف حيوية سعودية مستخدماً تلك الصواريخ.

كذلك تشير الشبكة الاميركية إلى انها حصلت على معلومات من مصدر قريب من دائرة ترامب بأن اي خطوة عسكرية لأميركا في اليمن ستكون لمنع قيام تشكيل عسكري وايديولوجي شبيه بحزب الله قادر في المستقبل على الامساك بمفاصل اليمن.

وفي السياق نفسه كتب الباحث الاميركي جايمس فيليبس مقالاً في “ذا ديلي سيغنال” اشار فيه إلى تقارير امنية ألمانية تتحدث عن أن إيران قد اجرت تجارب على صواريخ نووية بذريعة إطلاقها صواريخ باليستية.

 

السابق
ريفي: سأشكل قوة تغييرية
التالي
سمكة نادرة يقتلها جهل الصيادين في طرابلس