لو…لكانت شام !

مأساة الحرب السورية

لو أتاني طفلٌ أو طفلةُ في 15 – 3 – 2011 لكان عمرُهُ الان ست سنوات؛ أو لكانت الآنَ تختارُ حقيبتَها وأقلامَها ودفاترَها لتذهبَ إلى المدرسة؛ لكان قد ارتجف قلبُه الصغير من هدير الطائرات التي تقصفنا؛ لكانت ترى الآن كوابيساً عن وحوشٍ تُهاجِمُ “ليلى السورية” لتأكلها وهي في طريقها لزيارة جدَّتها.

لكان الآن تحت أنقاضِ بيتنا المقصوف ورجالُ الدفاع المدنيّ السوريّ قد سمعوا حَشرَجَتَهُ ويحاولون الآن إنقاذه؛ لكانت شظيةٌ قد أصابت ساقَها واضطرّ ما تبقّى من الفرق الطبيّة أن تبترَ ساقَهَا في مشفى ميداني يفتقد للأجهزة والأدوية؛ لكان الآنَ ينتقل معنا من تهجيرٍ داخلَ بلدنا إلى تهجيرٍ خارجَه؛ لكانت ربّما غرِقت في البحر وقذفتها الأمواج إلى شاطىءٍ بلا كاميراتٍ ولا مُصوّرين.

لكانت شام – كما أسميتُهَا – قد نجت من كلّ هذا؛ أو نجا آرام – كما أسميتُهُ – من المقتلة الكبرى؛ ثم قالت لي؛ أو قال لي ؛ أو قالا معاً: سنخرج إلى أول مظاهرةٍ لنا؛ إلى أول اعتصامٍ لنا؛ وركضا أمامي بأجنحة الحريّة؛ يحملان علمَ الثورة التي سينهض لها الشهداءُ من قبورهم؛ والمعتقلونَ من سجونهم؛ ليشهدوا مع شام وآرام.. انتصارَها الأكيد.

السابق
في ذكرى انتصار الثورة سابقا .. الخمينية ماتت !!
التالي
من قصد شارل جبور بالخوارج؟