في ذكرى انتصار الثورة سابقا .. الخمينية ماتت !!

كنا قد تأملنا خيرا من نشوء دولة يحكمها فقهاء شيعة في إيران يتعاطون -مع مسلمي العالم بشكل عام و الشيعة منهم بشكل خاص- بأخوية إيمانية بعد ظلم هائل ومزمن تعرض له الشيعة في العالم الإسلامي على يد حكام حاربوا الشيعة بإسم السنة والسنة منهم براء .

وقد مارست القيادة الإيرانية طموحنا هذا بشكل كبير فترة حكم سلوة قلوبنا، إمامنا الخميني الراحل قدس سره . إلا أن السياسة الإيرانية عادت وانقلبت رأسا على عقب تجاه الشيعة أنفسهم، حتى بتنا -كشيعة نحمل الفكر الجعفري الوحدوي- نتمنى لو أن الشاه ما زال يحكم إيران ويكف شر هذه الدولة عنا بعدما رأيناه من السياسات الإيرانية العدوانية تجاه شرائح واااسعة جدا من شيعة العالم . فقد بات هؤلاء الشيعة الذين تعتدي عليهم إيران مخيرون بين ظلم قادم من دولة شيعية تحت عناوين الولاية لسياستها وفكر قادتها، وظلم قادم من دول أخرى … وظلم ذوي القربى أشد غضاضة !!

فالسياسة الإيرانية بعد إمامنا الخميني قد افتقدت الروح الشيعية والمبادئ الأخلاقية التي تمتاز بها الروابط الأخوية بين الشيعة انفسهم وبينهم وبين باقي المسلمين بحسب المبادى الجعفرية . فبتنا نرى إيران وأتباعها يلعنون كل من يختلف معهم من الشيعة أنفسهم ويمكرون بهم، في الوقت الذي ترى هؤلاء المنافقين يتوددون لغير الشيعة بل لغير المسلمين، با حتى للمجرمين الذين ارتكبوا مجازر بحق الشيعة وبقية المسلمين، وذلك بسبب توافق سياسي مرحلي بين السياسة الإيرانية وهؤلاء المجرمين أو غير الشيعة أو المسلمين أساسا !!

أذكر أن وزير خارجية الإتحاد السوفياتي قد زار إيران زمن الإمام الخميني وجلس معه، فما كان من الإمام الخميني “الفذ” إلا أن “مد رجليه أمامه” ، وذلك تطبيقا لقوله تعالى : {وليجدوا فيكم غلظة} . بينما ترى القادة الإيرانيين اليوم وأذنابهم من شيعة المنطقة ومنهم لبنان يلهثون خلف هذه الشخصية أو تلك الدولة من هذا المذهب وتلك الديانة وذلك الحزب ويتوددون إليهم كما يتودد الجرو لأمه كي تحتضنه، ولكنك تراهم فجأة يتحولون تجاه أبناء مذهبهم بل فيما بينهم في الجهة السياسية الواحدة إلى كلاب مسعورة، يعلوا صوت نباحها في وجه إخوتهم الشيعة ويمكرون بهم مع هذا وذاك من الظالمين عند أبسط خلاف سياسي أو فكري، متناسين كل ما يجمعهم مع إخوتهم الشيعة هؤلاء من عقيدة هي الميزان في التولي والتبري !!

إيران وأذنابها يتوددون لقتلة المسلمين والشيعة من الأحزاب والدول بسبب التقاء مرحلي في سياسة لا دين لها، لأنها لو كانت سياسة دينية جعفرية، لوجب على معتمديها أن يطبقوا قاعدة الأخوة مع من يشتركون معهم في الدين أولا وفي المذهب ثانيا، لا أن يعتمدوا سياسة “لحس الأحذية” عند التودد للأغيار عقيدة، وسياسة الكلاب المسعورة عند التعاطي مع إخوتهم في العقيدة والإيمان عند أبسط اختلاف في السياسة، حتى بات مؤمنوا الشيعة وعلمائهم -الذين يختلفون بشيء من السياسة مع مدعي التشيع والخمينية- هدفا لألسنة ومكر السوء التي ينتهجها هؤلاء المنافقون !!

نحن عندما نزور الإمام الحسين وأهل بيته (ع) نقول : “إنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم” ، فكيف نسي هؤلاء الدجاجلة الملاعين هذا الشعار الذي كتبه الإمام الصادق (ع) بدماء نحر جده الحسين (ع) في زيارة عاشوراء، والتي هي أساسا حديث قدسي أوحاه الله تعالى لنبيه (ص) ثم نقله لنا علماء أخيار ضمن ظروف قاهرة أحاطت بهم، وكل همهم أن يحفظوا هذا الدين والمذهب وأهله ؟!!

فالإمام الخميني قد مات، ومدرسته الوحدوية المجيدة قد دمرها المنافقون، ولعنة رب العالمين على هؤلاء المنافقين

السابق
سجال القانون الإنتخابي(2): لبناء دولة المواطنة أم لتكريس «دولة الطوائف»؟
التالي
لو…لكانت شام !