حزب الله وإسرائيل.. هل يخرجان إيران من عنق زجاجة ترامب؟

أن يحضر النزاع النووي الإيراني مجدداً بكامل هذا الصخب والضجيج يعني أن تستحضر مكونات الصراع الإسرائيلي مع من تصنفهم كأعداء إلى الضوء مجدداً.

إن العلاقة مبهمة داخل محور التصادم الذي يضم إسرائيل وإيران وأميركا والأجنحة العسكرية الوكيلة بالحروب عن إيران.

اسرائيل

بالعودة إلى تقرير محرك البحث “ويكيبيديا” يشار فيه إلى “حروب الوكالة بين اسرائيل وإيران”، وبحسب تقرير ويكيبيديا المستند إلى معلومات وتقارير امنية ووقائع فإن إيران وإسرائيل يصفيان حزمة التوتر بينهما عبر حروب الوكالة، كما ولا يخلو التقرير من ربط ملفات إيران مع المجتمع الدولي بتوقيت إندلاع حروب الوكالة ومن أبرز تلك الملفات أزمتها النووية.

وقد أمنت إيران عدة كيانات عسكرية من بينها حزب الله وحركة حماس والجهاد الاسلامي وميلشيات الحشد الشعبي لخوض حروبها في حال إشتد الضغط الدبلوماسي والعسكري عليها.

في مقال للكاتبة روثي بلوم في صحيفة “ذا غمينر” يلقي الضوء على التقارير الامنية الاسرائيلية حول ما وصفته بإرهاب وكلاء إيران الخطير للغاية من قبل حزب الله على الدولة الإسرائيلية.

إقرأ أيضاً: اسرائيل تنشر صورة لبنك أهدافها ضد حزب الله.. آلاف المواقع!

وبحسب احد  المستشارين السابقين في الشؤون الخارجية في مجلس الامن القومي الاسرائيلي فإن أخطر تصعيد بين إيران وأميركا جاء من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي أعلن منذ بداية عهده بأن تحركات إيران باتت تحت المجهر الأميركي.

وجاء في المقالة أن الباحث الاسرائيلي إيران ليرمان يعتبر أن خطاب ترامب الموجه لإيران لم يشمل فقط التحذير من مغبة تجارب إيران للصواريخ الباليستية بل ركز اكثر على الدور السلبي والرئيسي لوكلاء إيران في زعزعة أمن منطقة الشرق الاوسط.

ويشرح الباحث ليرمان أن اميركا تعيد مجرى العلاقات إلى طبيعتها مع السعودية التي تشترك مع إسرائيل في الشعور بالخطر من تصرفات إيران.

إقرأ أيضاً: بعد الحرب الباردة.. ترامب يطلق حرباً ساخنة مع إيران

في السياق نفسه، ظهر فيديو قديم يعود لقيادات حزب الله تشرف على تدريب عناصر من التنظيم الحوثي الذي تصفه السعودية بأنه إرهابي وتخوض حالياً حرب ضروس ضده في اليمن، من جهة أخرى تمكن الحوثيين اليمنيين من توجيه ضربات قاسية عبر رمي صواريخ باليستية على المصالح الحيوية للسعودية. وقد اشارت التقارير الأمنية إلى أن إيران منحت صواريخ بعيدة المدى للحوثيين وهو ما نفاه الحوثي والإيراني.

حزب الله

لذلك تشير مقالة روثي بلوم إلى  التهديدات المتصاعدة لحزب الله ضد إسرائيل. ورغم ذلك فإنه من غير المؤكد ما إذا كانت اميركا ستشارك إسرائيل في معركتها ضد حزب الله ولكن قد تمنح الجيش الاسرائيل الدعم الكامل في حال إندلعت الحرب بين الطرفين.

أما المحلل السياسي الإسرائيلي آموس هاريل في صحيفة هآرتس الإسرائيلية فكتب مقالٍ إستعاد فيها حادثة سقوط المروحية الحربية الإسرائيلية فوق اراضي جنوب لبنان عام 1994.

إقرأ أيضاً: ترامب لوزيرة خارجيته: نحو إيران دُر

يستعيد الكاتب الاسرائيلي هاريل الحادثة واصفاً إياها بنقطة تحول حاسمة في مسار إستراتيجية الجيش الإسرائيلي في الجنوب بعد أن سقط له 73 جندياً، ويسلط هاريل الضوء على المعارك التي حصلت في الجنوب اللبناني، إلى لحظة إنسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000، ويصل الكاتب إلى إتفاق 1701، الذي فرض إستقراراً غير مسبوقاً على الحدود الشمالية الإسرائيلية، ويستغرب الكاتب طول تلك المدى ويصفها بأنها تعود لسببين الأول هو وضوح قدرات الطرفين العسكرية وتخوفهما من الخسائر الناجمة عن حرب جديدة، بالإضافة إلى إستمتاع الطرفين بالإستقرار الذي يدفعهما للتفكير كثيراً قبل المجازفة بالحرب.

كذلك كتب الخبير في النزاعات الدولية غراهام أليسون مقالاً في في “ذا اتلنتك” الاميركية، سلط فيه الضوء على سؤال “هل إيران مازالت تتعامل مع إسرائيل على انها رأس قائمة التهديدات الأمنية والعسكرية”.

ويقيّم أليسون أهمية وأولوية البرنامج النووي بالنسبة لطهران، ويشير في مقاله إلى كلام رئيس هيئة الاركان الإسرائيلية غادي ازنكوت العائد إلى شهر كانون الثاني من عام 2016 والذي علّق فيه على كلمة “الخطأ التاريخي” التي كررها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في التعليق على الإتفاق النووي الإيراني.

وأشار المحللون والخبراء الاسرائيليين على الوثيقة السنوية التي تطرأ إليها رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية والتي تناولت استراتيجية إسرائيل الدفاعية والهجومية  والامن القومي والمخاطر إلى ان الوثيقة لم تذكر اي شيء يخص البرنامج النووي الإيراني مما يؤكد بان اسرائيل لا تشعر بتهديد منه.

ولكن يسلط غراهام أليسون الضوء على تراكم المخاوف الاسرائيلية من إنتشار وكلاء إيران في الشرق الاوسط كالحوثي وحزب الله وحركة حماس والحشد الشعبي.

إقرأ أيضاً: صحف اسرائيل: حزب الله مأزوم اقتصاديا وسورياً وفقد ما يزيد على 1500 قتيل و 7000 جريح

ويصف ذلك بأن قدرة حزب الله  وازدياد مهاراته وإنتشاره في محيط إسرائيل مما يشكل عائقاً حقيقياً امام الجيش الاسرائيلي وشغله الشاغل في الوقت الراهن من اجل حله.

ومن غير المستبعد إندلاع حرب جديدة رغم إتفاق 1701 الذي ضبط الوضع في الجنوب اللبناني بشكل غير متوقع، ولكن تقارير إسرائيلية تحدثت مؤخراً على ضوء اشتداد الغارات الجوية الإسرائيلية على عدة مواقع في دمشق يقال بأنها مواقع ومخازن أسلحة للحزب إلا ان من المرجح ان يلتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بهذا الاسلوب مع رفع وتيرته.

كذلك يجب الإلتفات إلى تصريح يعود للخبير العسكري الإيراني حسين كنعاني قبل يومين لإحد المواقع الالكترونية العربية والذي أكد فيه دعم إيران لحزب الله عبر الصواريخ بالإضافة إلى تزويده بالخبرات اللازمة لتطويرها وصناعتها.

ويجدر الإشارة إلى مقالة الكاتب اللبناني جوني منير الذي أشار فيه إلى زيادة المخاوف من إمكانية إندلاع حرب إسرائيلية جديدة على ضوء التوتر الأميركي – الإيراني حول الإتفاق النووي وعدد من النقاط الاخرى في المنطقة.

 

السابق
الإعلام اللبناني بين مؤخرة ميريام كلينك وطائفية «ماري بطرس»!
التالي
لماذا علينا ان نتوقف عن الحديث حول حرية المرأة وحقوقها؟