بربكم أليس ملعوناً؟

حسن مشيمش

يعيش في كندا منذ 25 سنة لم يجد فيها يوما مواطنا فقيرا بحاجة إلى حبة دواء، أو نفقة عملية جراحية، أو شاهد منزلا ليس كاملا تاما بناؤه، أو طريقا فيه حفرة، أو متسولا على شارع، أو نهرا أو بحرا ملوثة مياهه، أو شاطئ بحر عامرا بالنفايات، أو ضفاف نهر تتراكم فيه الزبالة،

إقرأ ايضا: كذبة «حماية الطائفة» لخداع الأتباع…

يعيش منذ 25 سنة في كندا يعمل موظفا في شركة بأجرة مادية لا تكفيه لسد احتياجاته فيستعين بالدولة لتساعده على ما ينقصه من حاجات ضرورية وكمالية له ولأسرته فتعينه ولا تقصر في إعانته مطلقا،

يعيش في كندا منذ 25 سنة لم يشاهد فيها يوما الكهرباء أو الماء مقطوعة، ودخل إلى كل مؤسسات الدولة لإنجاز معاملاته فلم يطلب منه موظف رشوة ولم يشعر بأهانة ومذلة مطلقا وهو يتمها،

عاش فيها 25 سنة لم يشاهد فيها سيارة على الشارع غير كاملة غير تامة بكل أجزائها، ولم ير يوما شاحنة كميون تنقل الحصى أو الرمل من دون شادور وحزام مشدود على الحصى أو الرمل كي لا يتطاير على زجاج السيارات السائرين خلفه؛

عاش فيها 25 سنة لم يسمع يوما بأن مواطنا كنديا اتهموه بارتكاب جريمة فخرج من التحقيق الأمني على أيدي المخابرات مرسوما على جسده خريطة تعذيب تقشعر من بشاعتها الأبدان،

عاش فيها 25 سنة حاملاً في حقيبة جيبه 3 بطاقات

بطاقة الضمان الصحي

وبطاقة الضمان الإجتماعي

وبطاقة ضمان الشيخوخة،

ودفاتر متعددة بحجم جيبة القميص دفتراً يركب به في المترو لينتقل به مجانا حيث يرغب

ودفتراً لكي يذهب به إلى محلات التصوير مجانا أيضا

ودفترا لكي يذهب به 3 أيام في الأسبوع إلى مطاعم تقدم وجبات مجانية إلى ذوي الإحتياجات الخاصة،

عاش فيها 25 سنة لم يُصْبح غنيا إلا أنه لم يعرف معنى الفقر

إنَّ هذا الرجل المعتوه بل الملعون عاد إلى بلده في الشرق لكي يقول عن كندا إنها بلاد الفسق والمجون

إنها بلاد الديمقراطية المزيفة ديمقراطية الرأسماليين البرجوازيين أعداء الدين والكادحين.

السابق
لماذا تُحجم الإيرانيات عن الزواج؟
التالي
شيعة مستقلون يتمردون على «حزب الله» وحركة أمل