الحاجة إلى حرب مقدسة

دونالد ترامب

ما يزال الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يثير الجدل بعد أن نفذ قسطًا كبيرًا من وعوده الانتخابية التي أثارت فزع العالم. وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًّا منع بموجبه مواطني سبعة دول إسلامية من دخول بلاده، ما أثار موجة من الاحتجاجات داخل الولايات المتحدة، وخارجها. وقد دفع ذلك برادلي برستون، مراسل صحيفة هآرتز الإسرائيلية في أمريكا، إلى القول إن الرئيس الجديد يبحث عن خلق عدو جديد لشن ما أسماه «حربًا مقدسة».

إقرأ ايضا: I’m Arab and Many of Us Are Glad That Trump Won

يقول برادلي: «إن من المفزع للغاية التفكير في أن الإدارة الأمريكية تهدم وتدمر وتفجر وتقسم الولايات المتحدة، وكل هذا بدون خطة واضحة. لكن المفزع أكثر هو أنها تفعل ذلك في حقيقة الأمر وفق خطة ممنهجة».

يرى برستون أن ترامب يسعى عبر هذه الخطة إلى توسيع صلاحياته بشكل كبير، وحشد قاعدته الشعبية، وإشعال جذوة العنصرية، لا سيما اتجاه الإسلام، ومعاداة السامية إن لزم الأمر، وكل ذلك لتعليق أي قصور، أو فشل مستقبلي لإدارته على شماعات واهية.

يحتاج ترامب إلى حرب يوفق عبرها بين تناقضات شخصيته الشعبوية، وحملته الانتخابية المثيرة للجدل، التي تعهد فيها بإعادة بناء الجيش الأمريكي، وفي نفس الوقت خفض الإنفاق الحكومي. إنه يحتاج إلى حرب يحقق وعوده عبرها كي يحيي الصناعات الثقيلة، واستخراج “الفحم الجميل”.

هي حرب ستطلق يده لمنح الضوء الأخضر للشركات الاحتكارية، وتوفير ذريعة باسم الطوارئ لإلغاء الضمانات الدستورية للحريات الفردية، باستثناء حرية امتلاك سلاح.

يواصل برستون فيقول إنها حرب ستظهر ضعف الانتقادات الموجهة إليه، وأن خصومه يتسمون بقصر النظر، وأن المهاجرين إرهابيون محتملون، وأن اليساريين مثل السرطان، وأن وسائل الإعلام تسعى عن عمد لتخريب وتدمير البلاد، باستثناء شبكة فوكس نيوز، وموقع بريت بارت.

حرب ستؤكد بجلاء أن الأمريكي الأبيض الذي يفتح النار على الناس، ليس هو السبب في عدم أمان الأمريكيين، وإنما هو المسلم داكن البشرة الآتي من الخارج، حتى لو كان ذلك المسلم شخصية مرموقة بين مجتمع الفيزيائيين مثلاً، أو رفيق سلاح سابقًا في الجيش الأمريكي.

ويرى برستون أن ترامب يسعى خلف حرب من نوع خاص. حرب عالمية ضد عدو غير مسيحي، ولا يقبل بالتفاوض. حرب دموية رهيبة تثير ذعر العالم.

وهذه الحرب تحتاج إلى سلاح فتاك، كما يقول برستون. ويمتلك ترامب هذا السلاح بالفعل. إنه ستيف بانون، ذاك المنظر، والمتعهد، وحامل شعلة الجمهوريين، الذي ما انفك منذ سنوات يتحدث عن حرب مقدسة.

ترجمة: عبدالرحمن النجار (نقلا عن هآرتس)

السابق
مدير صفحة وئام وهاب يهدد إعلامي الـotv: سعرك سعر جدودك عالقبر!
التالي
عون يطرح تأمين أماكن في سوريا آمنة لاستيعاب اللاجئين