هل تتحول مخيمات اللجوء السوري في لبنان إلى مناطق آمنة؟

أثارت المناطق الآمنة التي يعتزم الرئيس الاميركي دونالد ترامب إقامتها الكثير من الشكوك حول آلية تنفيذها والقوى التي ستشرف عليها وقد اشارت عدة تقارير لبنانية ودولية إلى ان لبنان يقع ضمن الخطة التي طرحها ترامب حول المناطق الامنة في «سوريا ومحيطها».

يقول الكاتب الاميركي أندرو بووين في مقاله في مجلة “إنتراشونال انتيريست” أن لبنان من ضمن الدول التي استقبلت اللاجئين وفي الوقت الذي ستشرف كل من الأردن وتركيا على المناطق الامنة المجاورة لحدودهما تدور اسئلة حول لبنان. كذلك سيكون على السعودية وقطر والامارات دور في تمويل المشروع.

في تعليق للمحلل السياسي ورئيس مركز «أمم للتوثيق والأبحاث» الباحث لقمان سليم عن امكانية ان تتحول أجزاء من الأطراف الحدودية اللبنانية – السورية إلى مناطق آمنة وفق الاستراتيجية الاميركية، إستبعد سليم إقامة تلك المناطق لأسباب عديدة من بينها زعزعة الإتفاقات الكبرى التي أمنت الاستقرار الامني للبنان. “ولكن من غير المستبعد ان نشهد في المرحلة القادمة محاولة إعادة عدد رمزي من اللاجئين السوريين إلى سوريا تحت عنوان إعادة الأعمار.” ويضيف الباحث والمحلل السياسي سليم، “هنالك مشاريع تدرس لـ«تأهيل» عدة مئات من السوريين على بعض المهن قد يستفاد منها في عملية إعادة الأعمار.”

إقرأ أيضاً: هل يدخل لبنان والاردن ضمن المناطق الآمنة الأميركية؟

مصدر مطلع على ملف اللاجئين السوريين في لبنان رأى أن “لبنان عالق في أزمة تحديد هوية الوجود السوري بحيث انه لم يوقع في السابق على الإتفاقيات المتعلقة باللجوء الأجنبي في حالات النزاع. لذلك فإن السوريين الفارين من الحرب إلى لبنان ينظر إليهم من الناحية القانونية اللبنانية على انهم نازحين. إن صفة النزوح لا تمنح إلا إلى المواطن الذي ينتقل من منطقة إلى منطقة اخرى ضمن حدود بلده”.

ويضيف المصدر أن “ترامب إلتزم بعبارة اللاجئين إلى الخارج والنازحين داخلياً لتبرير إقامة تلك المناطق، أما لبنان فملتزم بعبارة نازحين سوريين كما ورد في كل بياناته الرسمية ومن الممكن أن تكون هذه الثغرة اللفظية ذو حدين فإما ان يستفيد لبنان من هذا اللفظ ويمنع تحويل مخيماته الحدودية إلى مناطق امنة أو أن يدخلنا توصيف الـ«لاجئين» بصفة «نازحين» إلى قلب لعبة الألفاظ مع اميركا المتمرسة بشد حبال اللغة وتوظيفها دبلوماسياً وعسكرياً وفي هذه الحالة قد نجد أنفسنا أمام مناطق امنة”.

وفي حديث سابق للمحلل السياسي سعد محيو أشار لموقع “جنوبية” إلى المسودة الاميركية التي سربت مطلع العام الحالي حول المناطق الآمنة بحيث انها لم تأت على ذكر المناطق التي تزمع أميركا إنشاءها. وبحسب محيو “يسود الغموض في تلك المسودة التي جاءت على ذكر “مناطق امنة في سوريا ومحيطها ولم تحدد اميركا ما المقصود بمحيط سوريا ولكن من المرجح ان يكون لبنان والاردن ضمن نطاق تلك الخطة لأن كلا البلدين استقبلا اعداداً ضخمة من اللاجئين السوريين.” ويضيف محيو ليس مستبعداً أن تتحول مخيمات البقاع في لبنان إلى مناطق آمنة”.

إقرأ ايضاً: جبران باسيل: هناك مناطق آمنة فليعد إليها النازحون

وكان الكاتب والمحلل السياسي ناصر شرارة قد أثار في مقال له نشر في صحيفة “الجمهورية” أسئلة مقلقة تمس الكيان اللبناني بعد طرح إدارة ترامب حول المناطق الامنة. وصوب الكاتب مقاله للبحث في عبارة “ومحيطها” التي وردت القرار الرئاسي الاميركي الذي دعا فيه وزارة الخارجية والدفاع إلى دراسة “إنشاء مناطق آمنة في سوريا ومحيطها”. ويقول شرارة أن لبنان منشغل في ترسيم قانونه الإنتخابي بينما هنالك مسألة تشتغل عليها الدول تتعلق بترسيم حدود النازحين واللاجئين السوريين في الدول المجاورة لسورية.

 

 

السابق
عندما يحرّم «العونيون» المسّ بـ «الذات الرئاسية»!
التالي
مشروع تعداد فلسطينيّ لبنان: هواجس أمنية وسياسّية