عرسال تستغيث ومخيمات نازحيها تغرق.. ولا من يجيب

اللاجئون في عرسال يواجهون الشتاء، وموجات الصقيع، والعواصف، الخيم غرقت في المياه، ومادة المازوت مفقودة، فأين المنظمات؟ وأين المفوضية؟

عرسال إلى الواجهة من جديد، المخيمات أتلفتها العواصف، والدفء مفقود بسبب نقص المازوت، صرخات عدة أطلقها اللاجئون لإنقاذهم كما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاغ “#عرسال_تستغيث”، فما هو واقع المأساة في هذه البلدة؟ ولماذا لا تصل المساعدات؟

اقرأ ايضًا: اللاجئون السوريون في عرسال ضحية الكيدية وصقيع الشتاء

في هذا لسياق رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أكّد لـ”جنوبية” أنّ “المساعدات قد وزعت ولم تصل لكل النازحين لاسيما غير المسجلين في الأمم إذ لم تصل إليهم لا تغذية ولا ألبسة ولا مازوت”.

مشيراً إلى أنّه “هم والمجتمع المحلي بحاجة لمساعدات، فالوضع التي ترزح تحته عرسال يفرض العديد من المشاكل، ما من حركة اقتصادية والعجلة شبه متوقفة، وموارد العيش شبه معدومة وكثافة سكانية كبرى والجميع بحالة ضيق وبحاجة السوري واللبناني”.

ولفت الحجيري إلى أنّه “ما من أضرار بشرية إذ لم يعلموا بأي حالات وفاة خلال هذه العواصف”.

وفيما يتعلق بعدد اللاجئين فأوضح أنّه هناك “100 ألف نازح سوري تقريباً موزعين على 96 مخيم، هذا ناهيك عن المخيمات الصغيرة التي تمّ انشاءها حديثاً ممّا جعل هذا العدد يتخطى الـ100”.
بدورها فرح حجيري العاملة في لجنة الإنقاذ الدولي والمسؤولة عن إدارة الحالات في برنامج حماية التابع للجنة، والمسؤولة أيضاً عن مكتب اللجنة في عرسال، لفتت في حديث مع “جنوبية” إلى أنّ “المخيمات تعاني للمرة الثانية، في العاصفة السابقة العديد من المخيمات طافت فيها المياه”.
مضيفة “هناك ما يقارب الـ500 خيمة قد تضررت بنسبة كبيرة، كما كان هناك مخيمات ليست متضررة تماماً ولكن يدخل إليها المياه وتقارب نسبتها الـ70%”.

وأشارت الحجيري ” إلى أنّ هذه الخيم نوعيتها من البلاستيك وتتأثر بالظروف الطبيعية مثل الصيف والشمس والشتاء، وقد مضى على توزيعها ثلاث سنوات، وما من أحد من الجمعيات يقوم بإعادة تقديمها مجدداً، صحيح أنّها سلعة ولكنها تتعرض للتلف بفعل عوامل المناخ، ويفترض أن يتم بشكل سنوي توزيع خشب وشوادر على اللاجئين في عرسال”.

موضحة “حتى العوازل التي يتم توزيعها في دار الفتوى لم تتمكن من منع المياه من الدخول على هذه الخيم”.
وفيما يتعلق بالشح في مادة المازوت، أكّدت الحجيري أنّ “هناك عديد من اللاجئين قد فصلتهم المفوضية ومنعت عنهم مادة المازوت، ويقارب عددهم الـ50%، وذلك لوجود شباب في العائلة وتفترض المفوضية أنّ هؤلاء يعملون ويستطيعون تأمين هذه المادة، إضافة إلى افتراضات لدى الفوضية بأن يكون بعض هؤلاء الشباب قد التحقوا بالمنظمات المسلحة وبالتالي قد يذهب المازوت إلى هذه الجهة بحسب رأيهم”.

لافتة إلى “أغلب المشاريع في عرسال التي تقوم على المساعدة المادية تمتنع عن منح الأموال للاجئين أيضاً لنفس الذريعة وهي مخاوفهم من أن تصل هذه الأموال إلى جهات مسلحة وليس للعائلات النازحة”.

مخيمات النازحين

وعن وضع الأطفال في العواصف الأخيرة، أشارت الحجيري إلى انّ “نسبة المرضى من الأطفال قد زادت بنسب كبيرة لدى أطباء بلا حدود، وجميعها حالات سببها البرد والصقيع، وقد يصل عدد الحالات في اليوم الواحد إلى ما يقارب الـ200 ممن هم دون الـ15 عاماً”. مؤكدة “لم يتم تسجيل أيّ حالة وفاة أو إصابة بمرض مستعصي”.

إقرأ ايضًا: نبيل الحلبي لـ«جنوبية»: عرسال جائعة وعطشى وتحتاج أدوية

أما عن الحلول المطروحة بالنسبة للاجئين المفصولين من المازوت، فأوضحت الحجيري أنّ “القرار بيد المفوضية، ونحن حينما نرى هذه الحالات نقوم بإحالة رسمية لهم لإعادة النظر، غير أنّه فقط 20% من الحالات التي نرسلها يتم إعادة النظر فيها وليس جميع الحالات”.

وأضافت “هناك أناس أيضاً يقدمون المساعدة بشكل مستقل، فيقومون بتشكيل ما يسمى لجنة الطوارئ، أما الجميعات فتقدم المساعدات بعد انتهاء العاصفة”.

وختمت الحجيري لافتة إلى أنّه “بحسب التقارير الصادرة فإنّ النازحين في الشمال وعرسال هم الأكثر تعرضاً للنكبات، إلا أنّ عرسال وضعها كارثي من ناحية اللاجئين والمخيمات وذلك بسبب موقعها الجغرافي”.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 31 كانون الثاني 2017
التالي
صقيع في عكار.. والحرارة وصلت إلى 10 درجات تحت الصفر!