قانون باسيل الانتخابي يواجه اتهامات بالفئويّة وحديث عن مختلط 64 – 64

يبدو ان مشروع قانون الانتخاب المختلط الذي طرحه رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل يواجه الترنح تحت وطأة اشتداد الاعتراض عليه في جملة نقاط اساسية فيه ليس أقلها فقدان وحدة المعايير في تقسيماته بين النظامين النسبي والاكثري.

علمت «الحياة» من مصادر الوفدين أن بري أبدى تفهماً لوجهتي نظر «اللقاء الديموقراطي» و «الكتائب» حيال ما سجلاه من ملاحظات أساسية على مشروع باسيل الذي يبدو من خلال المواقف أنه غير قابل للحياة ويهدف إلى الغاء قوى أساسية في البلد. وكشفت المصادر أن بري لم يشاركهما في مخاوفهما فقط، وإنما سيكون لحركة «أمل» و«حزب الله» موقف موحد من مشروع باسيل سيتبلغه الأخير اليوم من الوزير علي حسن خليل والنائب علي فياض في اجتماع اللجنة الرباعية فور عودة مدير مكتب رئيس الحكومة سعد الحريري، نادر الحريري من الخارج.

اقرأ أيضاً: التوافق = قانون محاصصة يعيد إنتاج السلطة

ولفتت إلى أن «أمل» و «حزب الله» لن يسيرا في مشروع باسيل الذي يحتاج إلى إعادة نظر لأنه يفتقد التوازن في توزيع المقاعد النيابية على النظامين الأكثري والنسبي.وسألت المصادر عن دوافع باسيل إلى طرح مشروع أقل ما يقال فيه إنه يتعامل مع المذاهب المسيحية على أساس أنها طائفة واحدة في مقابل تعامله مع المذاهب الإسلامية على أنها مذاهب عدة. ورأت أن رفع السقوف في مناقشة مشاريع قوانين الانتخاب أمر طبيعي تمهيداً للتفاوض، لكن مشروع باسيل يخرق كل السقوف ما يحول دون مناقشته ما لم يصر إلى تعديله.

مجلس النواب

في غضون ذلك، علمت “النهار” ان “حزب الله” وحركة “امل” سيبلغان في اجتماع اللجنة الرباعية الذي ينعقد اليوم في وزارة المال اعتراضهما على صيغة القانون المختلط الذي طرحه الوزير باسيل. واذ كان يفترض ان يستكمل النقاش في شأن هذه الصيغة لتبدي القوى موقفها النهائي منها، بدأ يتسرّب اعتراض الفريق الشيعي وعدم ارتياحه الى طريقة تصنيف المقاعد. وفِي هذا الإطار، سجّلت مصادر قريبة من هذا الفريق على هذه الصيغة: أولاً اشكالاً دستورياً بالتعامل مع المسيحيين كطائفة ومع المسلمين كمذاهب. وثانياً اشكالاً جوهرياً من الناحية التقنية بأن يكون في كل محافظة الجنوب مقعد أو مقعدان فقط على النسبية، وهذا غير متكافئ مع كل المحافظات الاخرى التي يوجد فيها مقاعد على النسبية تراوح بين ٦ و٧ و٩ و١١، مما يجعل هذين المقعدين من دون معنى ولا تصنيف ولا تكافؤ مع حجم النسبية في المحافظات الاخرى.

واشارت المصادر المعنية الى ان هذا الطرح الذي تقدّم به “التيار الوطني الحر” أدخلت تعديلات عدة عليه لمراعاة المشكلة الجنبلاطية وملاحظات “تيار المستقبل” عليه، علما ان “المستقبل” لم يقل بعد رأيه فيه على رغم التعديلات التي طرحها.

كما علم ان الصيغة التي طرحها الفريق الشيعي والتي يعتبرها عادلة هي التأهيل على الاكثري في القضاء والانتخاب على النسبي في المحافظة، لكن قوى أساسية سجّلت تحفظات عليها. لذلك يستمر هذا الفريق في مطالبته بالنسبية وفق تطبيقات مختلفة احداها التطبيق الذي طرحته حكومة الرئيس ميقاتي.

وتقول المصادر نفسها إن النقاش لا يزال في منتصف الطريق وليس صحيحاً انه على وشك ان ينتهي الى نتيجة. اما عن قرب انتهاء مهل القانون النافذ فتقول إن التعامل يتم معها بجدية والفريق الشيعي يريد ان يكون هناك قانون انتخاب جديد لكنه يريده عادلاً يقوم على نسبية تنطبق معاييرها على الجميع.

حزب الكتائب بدوره اعترض على القانون المختلط المطروح، فـ”لا يجوز أن يُختصر التمثيل على الفريق الحاكم في لبنان ولا يجوز أن يخيّط الفريق الحاكم قانوناً على قياسه لإقصاء باقي الأطراف غير الموجودة في السلطة” قالها رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل مصعّداً في بيت حزبه المركزي في الصيفي، أمس، بعد لقاء الحزب بمن تجمعه وإياهم (شكلاً لا مضموناً) مصيبة الصمود والمواجهة في وجه الحرب الوجودية التي يدير دفتها تحالف (الأعدقاء) المتحكم بالسلطة اليوم، وهو التحالف الذي لا يبدو بأنه يعمل على توفير فرصة واحدة في خلق أرضية انتخابية تمسح أخضر المسيحيين المستقلين ويابسهم عبر قانون هجين بالكاد سيعيد تدوير المقاعد بين محاور السلطة.
وفيما يخص الجبل وإحاطته بالخطوط الحمراء من على منبر الكتائب، تؤكد المصادر نفسها بأن موضوع الجبل هو “إستراتيجي” بالنسبة للكتائب. إنطلاقاً من كونه نقطة تلاقي مسيحي- إسلامي و “عندما يكون الجبل بخير يكون لبنان كله بخير والعكس صحيح”، ومن هنا تترجم المصادر حرص الجميل على هواجس جنبلاط “بكل الأحوال”. وإن كانت هذه الهواجس لا تصب في الخانة نفسها مع تطلعات الكتائب بقانون نسبي يعطي كل ذي تمثيلٍ حقه.

القانون المختلط 64 ـ 64 بالأرقام

بالمقابل تحدثت مصادر لصحيفة ‘الأنباء’ الكويتية “أن هناك صيغة هي الأكثر تداولا وجدية لقانون الانتخاب يتم التداول بها لتوزيع المناطق والمقاعد لقانون الانتخابات النيابية وهي متقدمة في البحث وكناية عن مشروع انتخابي يعتمد النظامين النسبي والأكثري مناصفة، أي أن 64 نائبا ينتخبون وفق النظام الأكثري و64 وفق النظام النسبي.

اقرأ أيضاً: القانون الانتخابي يطبخ مختلطا… غبّ الطلب!

وحسب هذه الصيغة، يكون تقسيم النواب على الشكل الآتي:

٭ بيروت الأولى: 5 نواب مسيحيين ينتخبون وفق النظام الأكثري.

٭ بيروت الثانية: 4 نواب واحد سُني وآخر شيعي و2 أرمن أرثوذكس وينتخبون جميعا وفق النظام النسبي.

٭ بيروت الثالثة: 4 نواب سُنة ينتخبون وفق النظام الأكثري ونائب شيعي وآخر أرثوذكسي ونائب أقليات ونائب درزي ونائب إنجيلي ينتخبون وفق النظام النسبي.

٭ جبل لبنان تم تقسيمه الى قسمين جنوبي وشمالي، ففي الجنوبي الذي يضم الشوف وعاليه ينتخب نائبان درزيان وفق الأكثري و11 نائبا وفق النظام النسبي، وفي الشمالي الذي يضم بعبدا والمتن وكسروان وجبيل هناك 14 نائبا ينتخبون وفق النظام الأكثري ونائبان وفق النظام النسبي.

٭ في الشمال: ينتخب في طرابلس ينتخب 3 نواب وفق النظام الأكثري و5 آخرون وفق النظام النسبي.
أما في المنية ـ الضنية فينتخب 3 نواب وفق النظام الأكثري.
في زغرتا ينتخب 3 نواب وفق النظام الأكثري.
في بشري ينتخب نائبان وفق النظام الأكثري.
في الكورة ينتخب 3 نواب وفق النظام الأكثري.
في البترون ينتخب نائبان وفق الأكثري.
في عكار ينتخب نائبان وفق الأكثري و5 وفق النسبي.

٭ البقاع: في بعلبك الهرمل ينتخب 3 نواب وفق الأكثري و7 وفق النسبي.
في البقاع الغربي وراشيا نائب وفق الأكثري و5 وفق النسبي.
في زحلة ينتخب 7 نواب وفق النسبي.

٭ الجنوب: في صيدا ينتخب نائبان وفق الأكثري.
في الزهراني ينتخب نائبان وفق الأكثري وواحد وفق النسبي.
في جزين ينتخب 3 نواب وفق النظام الأكثري.
في صور ينتخب 3 نواب وفق الأكثري وواحد وفق النسبي.
في النبطية ينتخب 3 نواب بحسب الأكثري.
في بنت جبيل ينتخب 3 نواب بحسب الأكثري.
في مرجعيون وحاصبيا ينتخب 5 بحسب النظام النسبي.
وتم توزيع المقاعد النيابية طائفيا بحسب النظامين الأكثري والنسبي على الشكل الآتي:
السنية: 14 أكثري و13 نسبي.
الشيعية: 14 أكثري و13 نسبي.
الدرزية: 4 أكثري و4 نسبي.
العلوية: 2 نسبي.

المارونية: 20 أكثري و14 نسبي.
الأرثوذكسية: 6 أكثري و8 نسبي.
الكاثوليكية 3 أكثري و5 نسبي.
الإنجيلية: 1 نسبي.
الأقليات: 1 نسبي.
أرمن أرثوذكس: 2 أكثري و3 نسبي.
أرمن كاثوليك: 1 أكثري.

السابق
نديم قطيش: السعودية ليست إيران!
التالي
جورج وسوف يتحدّث عن صحّة الرئيس الأسد