قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

شهدت منطقة الشرق الأوسط بُعيد العام 2011 تزايدا في قدرة إيران بشكل واسع في المنطقة العربية، حيث انها صارت اللاعب المؤثر في أحداث المنطقة من خلال توسيع عمقها الاستراتيجي الممتد من طهران وحتى البحر الأبيض المتوسط. فهل هذا هو سبب مواجهة ترامب لها؟

كل هذا التوّسع دفع الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا، بالتشارك مع بعض الدول العربية للتفكير بتشكيل جبهة غربية-عربية لمواجهة نفوذ طهران المتنامي في المنطقة.

والمستغرب هو ان يعتمد العرب، مجتمعين، في سياستهم على الدور الامريكي لمواجهة طهران – التي تعتمد على فصائل لبنانية وعراقية وسورية ويمنية للتوسع- حيث جاء قرار دونالد ترامب، الرئيس الامريكي الجديد، بمنع الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة كنوع من انتقام مباشر من إيران التي تسعى لتحسين علاقاتها مع الغرب بشتى السبل، حيث سجلت انتصارها بالاتفاق النووي عام 2015.

إقرأ أيضا: هل سيدفع حزب الله ثمن تطهير ايران من الارهاب؟

وقد جاءت قوة إيران في المنطقة في كل سوريا والعراق ولبنان، كنتيجة حتمية لابرام الاتفاق النووي بينها وبين مجموعة الدول (الخمسة زائد واحد)، اضافة الى ابرام صفقات شراء طائرات “بوينغ” و”إيرباص”، اضافة الى صناعتها العسكرية التي تعلن عنها كل فترة رغم الفقر المتنامي والتقييد على صعيد الحريات فيها. وهي تشبه في وضعها الحالي روسيا، الدولة العظمى، لكن شعبها يعاني مع المشاكل الاقتصادية بشكل كبير.

ولمواجهة هذه القوة المتنامية لبلد محاصر، منذ اكثر من ثلاثة عقود من الزمن، تتداول بعض وسائل الاعلام أخبارا عن نشوء تحالف غربي- عربي ضد طهران، لمواجهة الدور القوي والمتنامي لإيران في المنطقة العربية.

ولمزيد من الاطلاع، اعتبرت الدكتورة الباحثة هلا أموّن، الخبيرة بالحركات الاسلامية ردا على سؤال “جنوبية” حول سبب ادخال ترامب لإيران ضمن قائمة الدول الممنوعة من دخول الولايات المتحدة أن: “أقول ان ولاية دونالد ترامب ستكون عبارة عن تصحيح لكل الاخطاء التي ارتكبها سلفه باراك اوباما، خاصة ان أوباما قد سمح بارتكاب المجازر في سوريا، ولم يستعمل سلطته للدفاع عن الابرياء، وترك هذا البلد ليكون ملجأ للارهابيين، حيث قرر الا يرتكب خطأ جورج بوش الابن من خلال إنفاق ملايين الدولارات على أرض الغير في الشرق الاوسط ووقف متفرجا على المجازر والعنف”.

هلا رشيد أمون

واضافت أمون:”وموقف اوباما هذا سمح لإيران بأن تحلم بما لم تكن تحلم به، وسلّمها مفاتيح العراق وسوريا واليمن ولبنان”.

لذا “جاء ترامب ليصحح كل أخطاء أوباما، فأطلق شعاره الجديد “أمريكا أولا”، حيث سيعمل على خطين: الاول داخلي، والثاني خارجي لحماية أمريكا مما يخشى عليها من إرهاب وتطرّف حيث شهدنا مؤخرا الاحداث الارهابية في كل من ألمانيا وفرنسا وكندا وامستردام وغيرها من الدول الغربية”.

وبرأي الدكتورة أمون، ان: “قرار ترامب لا تعود اسبابه الى مسايرة دول الخليج العربي أبدا، وهو قد أدخل إيران الى قائمة الدول الممنوعة من الدخول الى أمريكا، وبالتالي الدول الارهابية، من أجل الحد من خطر النفوذ الايراني خوفا على اسرائيل، فاسرائيل هي همه الاكبر، وهو منذ دخوله البيت الأبيض اعطى اشارة لاسرائيل للبدء ببناء المستوطنات اضافة الى قراره بنقل السفارة الامريكية الى القدس”. في اشارة الى موقف تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا التي وعدت بجعل محاربة ايران في سلم اولويات بريطانيا.

وتتابع أمون بالقول: “ولكونه يعلم ان ايران حاضنة لرؤوس الإرهاب في العالم، فأسامة بن لادن نفسه لم يأت على ذكر إيران مرة، اضافة الى ان ابو مصعب الزرقاوي نفسه زار ايران مرة، وجعفر أسامة بن لادن كان مقيما في ايران محميّا، اضافة الى الكثير من اعضاء تنظيم القاعدة الذين احتضنتهم ايران حيث من خلالهم كانت تدير كل المنظمات السنيّة في العالم. لان إيران تسيطر على الشيعة، ولكنها لا تستطيع السيطرة على القيادات السنيّة الا من خلال هؤلاء، حيث تتحكم بالقيادات السنيّة في العالم”.

وبرأيها، تؤكد أمون أن :”ايران من ضمن الدول الراعية للارهاب، وتؤّمن ملاذا آمنا له، وهي التي تموّل داعش التي هي صنيعة إيران وأمريكا والنظام السوري، حيث لإيران دورها في ذلك”.

إقرأ أيضا: رحلة العنف المقدّس من الوهابية إلى الدولة الإسلامية

فـ”ترامب، بحسب الدكتورة أموّن، يرى أنها دولة توسعيّة، تملك ايديولوجيا مذهبية تغزو بها العالم العربي لتُعيد أمجاد كسرى بظاهر  وخلفية دينية”.

وتختم الباحثة هلا أموّن، بالقول “لن يستطع ترامب تعطيل الإتفاق النووي مع ايران، لذا سيلجأ الى محاربتها كراعيّة للإرهاب، وقد وضعها على اللائحة مع دول في الدرجة العشرين كالصومال والعراق، مما يعني القصد من تصرفه هذا إهانة شعب ايران، وهي رسالة قاسية جدا جدا له، بمعنى ان الحرب قد فتحت على ايران، ولا يمكن محاربة التطرف دون معاقبة ايران”.

ويبقى القول ان الشعب الايراني يدفع ثمن سياسات أنظمته جراء العقوبات الغربية والعربية عليه، في حين ان النظام يتوسع ويسيطر.

السابق
#الدفاع_حتي_الموت نصرةً لآية الله عيسى قاسم
التالي
ترامب وخديعة المناطق الامنة في سوريا