ترامب وخديعة المناطق الامنة في سوريا

في مقالٍ للكاتب اللبناني الاميركي حسين عبدالحسين بعنوان “ماذا يبيع ترامب في سوريا”، يقول الكاتب ان خبر انشاء مناطق امنة في سوريا بعث ارتياحاً في نفوس السوريين المنهكين من آلة القتل والدمار التي لحقت بهم، إلا أن وعود ترامب بإقامة تلك المناطق تندرج ضمن الـ”خديغة” المخصصة للإستعراض.

وبحسب الكاتب فإن تلك المناطق التي اعلن ترامب عن عزمه لإقامتها لا تهدف حماية السوريين من دموية بشار الاسد بل هي فقط مراسيم للإستعراض.

ويشير عبدالحسين إلى الحالة التي شكلها عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، والذي طالب بتأييد ضرب الاسد كذلك دعت ايباك الكونغرس الاميركي إلى المصادقة على قرار ضرب الاسد ولكن ما لبث حتى صوت روبيو ضد مشروع قانون الضربة.

إقرأ ايضاً: قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة

 

بحسب الكاتب فإن روبيو قام بإستعراض مسرحية شبيهة بالتي يحاول ترامب القيام بها حالياً حول المناطق الامنة في سوريا.

ويتحدث الكاتب عن كراهية رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتياهو لحزب الله ولكنه صديق روسيا ويريد بقاء الاسد، اما ايران فهي تكره اسرائيل وتريد التعامل بواقعية مع موسكو وتل ابيب.

كذلك فقد شهدت الجبهة بين حزب الله واسرائيل هدوءاً بسبب غنشغال مقاتلي الحزب بجبهات سوريا، ولكن روسيا بدورها وفرت غطاءاً جوياً لمقاتلي حزب الله في سوريا وعادت فرمتهم ليواجهوا مصيرهم امام الغارات الاسرائيلية.

يقول عبدالحسين ان اولويات ادارة ترامب هي التطابق مع اهداف اسرائيل في مواجهة حزب الله وايران، ويحرص ترامب في الوقت نفسه على توثيق علاقته مع روسيا ورفع العقوبات عنها، ومن جهة اخرى تريد موسكو استبدال تحالفها مع ايران بالتحالف مع روسيا.

إقرأ أيضاً: هل يدخل لبنان والاردن ضمن المناطق الآمنة الأميركية؟

ويضيف الكاتب “أميركا انقلبت تجاه إيران و”حزب الله”، كان لا بد من تبدل مواز في سوريا. ولأن سياسة أميركا تجاه روسيا انقلبت من عداء إلى صداقة، صارت إقامة مناطق آمنة في وجه قوة جوية روسية صديقة أمراً منافياً للمنطق.”

“ترامب، الرئيس شبه الأُمي، ليس سياسياً ولا استراتيجياً، بل هو “تاجر شنطة”، وهو لذلك، وقع مرسوماً هدفه الأول إظهار أنه يتصرف كرئيس “قوي” في سوريا على عكس سلفه “الضعيف” باراك أوباما.

ويختم الكاتب الشيء الوحيد القادر على فعله  ترامب في سوريا هو إظهار عداؤه لإيران وحزب الله

 

 

السابق
قرار ترامب ضد إيران.. للحد من نفوذها التوسعيّ في المنطقة
التالي
المعلم يدعو اللاجئين السوريين الى العودة الى بلادهم