المناطق الامنة والدستور الروسي.. استعداد لما بعد بشار الاسد

لم يظهر الرئيس الاميركي اي مرونة في قراراته التي تتوائم بشكل كامل مع ما اطلقته من تعهدات خلال حملته الإنتخابية. ورغم حديث الصحف العالمية عن مودة غريبة تجمع ترامب والرئيس الروسي فلادمير بوتين إلى ان الادارة الاميركية تستعد عبر مشروع اقامة المناطق الامنة في سوريا إلى الكشف عن أنيابها بوجه موسكو.

حدثان يجتاحان الساحة السورية. مقترح روسي لدستور جديد لسوريا وتعهد ترامب بإقامة مناطق آمنة وقد لا تخلو الحرب السورية من حركة شياطين الدولتين خصوصاً وأن اميركا مع الادارة الجديدة تبدو كما وأنها استيقظت من سباتها الطويل مع الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما.

إقرأ ايضاً: الفصائل السورية المسلحة توحد رصاصها ضد «جبهة النصرة»

لقد تحدثت صحيفة “الشرق” القطرية عن وجود خطة اميركية لفرض منطقة امنة للسوريين تحمي المدنيين من قصف النظام السوري وحليفته روسية وتهدف إلى إبعاد خطر الميلشيات المسلحة عن المنطقة الامنة وستعمل على منع الإبادة الجماعية التي يمارسها النظام ضد شعبه كذلك ستؤمن الاستقرار والامن للحدود التركية والسورية.

وفي هذا الموضوع يرى المتخصص والباحث بالشأن الروسي خالد عزّي بأن ترامب ليس الرجل الودود كما اشيع عنه عبر الصحف، ويعد العدة للمضي نحو مواجهة بوتين.

وبحسب عزّي فإن «وزارة الدفاع الاميركية، ستعيد تموضع اميركا في المنطقة، ولن تقع في الأخطأ التي وقعت فيها خلال فترة احتلالها للعراق، هذا إذا ما نظرنا بأن اميركا سيكون لها تواجد كبير على الاراض السورية في الفترات القادمة.»

ويضيف عزّي لـ”جنوبية” بأن «أميركا رغم تكتمها عن القاعدتين العسكريتين اللتين بنتهما في مدينة عين عرب والقامشلي إلا انها ستجاهر بهما في المستقبل القريب، كذلك فإن أميركا تستعد لخوض معركة الرقة وادخال قواته الخاصة اليها والتمركز بها لفترة زمنية قد تمتد إلى سنوات بالاضافة إلى ذلك يجري الحديث حالياً عن المناطق الامنة الاميركية.»

وعن المناطق الاميركية في سوريا يقول عزّي “هنالك ثلاث مناطق امنة عازمة ادارة ترامب وبجدية كاملة على تثبيتهم، بداية من الحسكة وصولاً إلى القامشلي وهي أساساً مناطق امنة ولم تشهد مناوشات عسكرية كما باقي المحافظات، اما المنطقة الامنة الثانية ستجمع محافظة اللاذقية وحلب وحمص وسيكون الهدف منها تثبيت وجود الطائفة السنية مقابل الساحل العلوي بعد تهجير مئات الالاف منهم خلال الخمس سنوات الماضية، اما المنطقة الثالثة فستأخذ شكل متاريس مع حزب الله اللبناني وإيران.”

إقرأ أيضاً: على تماس مع مواقع حزب الله.. منطقة امنة لأميركا في سوريا

أما بما يتعلق بـالمشروع الروسي للدستور السوري يشير عزّي إلى انه في الاشهر السابقة جرى توقيع عدد من القرارات بين النظام السوري من جهة وروسيا وإيران من جهة اخرى، من بين تلك القرارات منح قاعدة طرطوس للروس دون اي مقابل للسوريين، كذلك وقعت ايران على اتفاقيات لإستثمار الغاز في سوريا بالإضافة إلى ان وزارة الاتصالات الايرانية ربحت مناقصة احد شركات الاتصالات السورية، كذلك قامت ايران بإستثمار طويل الامد لعدد من الاراضي السورية في اللاذقية للقيام بمشاريع زراعية.”

ومن هنا يجدر التساؤل “ماذا سيكون مصير تلك الاتفاقيات في حال قام النظام الجديد الذي يسعى لافروف لإقامته في سوريا؟”

كذلك يقول عزّي إن روسيا عبر مسودة الدستور الذي إقترحته كشفت عن معاناتها مع تركيبة النظام السوري، لأن كل المواد المطروح مست صلاحيات رئيس الجمهورية وعمدت إلى تقليص حجمه وأدواره.

السابق
محاولات لإقناع ارسلان بالترشّح في حاصبيا مكان انور الخليل
التالي
اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا تسلم مخابرات الجيش الورقة الأمنية الخاصة بعين الحلوة