سليم: أنا سعيد أن حزب الله تحوّل الى بطرك السياسة اللبنانية!

لقمان سليم
انتهت حالة 14 آذار وسقطت ثورة الأرز في زواريب حزب الله، وحدهم الشيعة المعارضون من ظلّوا يغردون خارج السرب، فما موقفهم؟ وما قراءتهم لهذا الواقع المستجد.

الباحث والمحلل السياسي، مدير جمعية “هيا بنا” الأستاذ لقمان سليم أكّد لـ”جنوبية” أنّه “ليس كل المعارضين ضدّ حزب الله لديهم أجندة واحدة، ويمكن أن نوزع هؤلاء المعترضين إلى فريقين كبيرين، فريق يشترك مع عامة اللبنانيين ويؤمن بأنّ حزب الله في نهاية المطاف شريك في معادلة بناء وإعادة بناء وصياغة هذا البلد، وبالتالي هذا الفريق يسجّل على حزب الله مخالفات موضوعية ولا يخالفه في المبدأ العام، وهذا الفريق يمكن أن تتأرجح مواقفه على غرار تأرجح مواقف سائر القوى اللبنانية الأخرى. وهناك فريق آخر يعترض على أصول حزب الله الذي لا يخفي أنّ أجندته السياسية ما فوق لبنانية، ويعتبر أنّ عسكرة المجتمع قيمة عليا، ويعتبر أنّ الضبط الاجتماعي هو وظيفة من وظائفه، وأنّ الخلط بين اللاهوت وبين الدنيا أمر جائز، أي كل ما نعرفه من صفات حزب الله التي تقرّبه أحياناً من داعش وتقربه أحياناً أخرى من الفكر الفاشي”.

اقرأ أيضاً: مأساة الحسيني في «البازورية» مستمرة وحزب الله يمتنع عن التعويض

مضيفاً “وأظن أنّ المعترضين على حزب الله تحت العنوان المبدأي هذا لا يمكن لهم إلا أن يرثوا ما تتدحرج إليه الأمور في لبنان، حيث يبدو من الواضح أنّ الجميع في حالة استسلام ابتداءً من ابن الشهيد، وبالتالي ليس مطلوباً من هؤلاء أكثر مما يفعلون وهو التمسك بمبادئهم، وعلى رأس هذه المبادئ أنّ مخالفاتهم لحزب الله ليس مخالفة سياسية، فمثلاً إن افترضنا أنّ حزب الله قد عاد غداً من سوريا لن يكون الابن الضال الذي يعود والذي يذبح له الثور الكبير، إذ أنّ هناك مشكلة أساسية وهي أنّ حزب الله في التركيبة اللبنانية منذ أواسط الثمانينات يمثل النموذج السيء، ويبدو واضحاً بأنّ اللبنانيين الآخرين وقعوا في غواية محاكاة هذا النموذج السيء، منهم من حاكاه فنجح جزئياً ومنهم من حاكاه ففشل فشلاً هزلياً (2008 مثلاُ)”.

لقمان سليم

وتابع سليم “من يعتبر أنّ السياسة اخر المطاف قد يعتبر اليوم أنّه هو مهزوم، أما من يعتبر أنّ السياسة ليست إلا وجهاً من وجوه المواجهة الأخلاقية فبكل بساطة سوف يشعر بالسعادة”.

معلقاً “أنا اليوم بغاية السعادة أن أرى حزب الله يلتف حوله اللبنانيون جميعاً، أن يتحول حزب الله إلى بطرك السياسة اللبنانية، لنرى ماذا يمكن أن يفعل”.

وفيما يتعلق بالضغوطات وامكانية ازديادها من الحزب في ظلّ غياب الغطاء، أوضح سليم “من قال إنّ الضغوطات خلال الفترة السابقة قد نقصت لتزيد؟ موقفنا هو موقف أخلاقي من يرفض التنازل عن موقفه، يرفض لأنه يكيل نفسه بمكيال نفسه لا الأخرين”.

اقرأ أيضاً: شخصيات شيعية ترفض قرار التمديد للمجلس الشيعي

مشيراً فيما يتعلق بعدم تشكيل المعترضين الشيعة لثقل متماسك إلى أنّه “نحن لم نكن من الغباء في أي حين من الأحيان لنقول بأننا نريد أن نكون كتلة متماسكة بمعنى كتلة تزان في ميزان الأحجام والقبضات المرفوعة والحناجر الملفوحة، هاجسنا أن نكون المدافعين سواء بالموضوع الداخلي أو بموضوع تدخل حزب الله في سوريا وفي غيرها من الساحات، أن نكون مدافعين عن موقف أخلاقي يترجم عن نفسه أحياناً في السياسة”.

خاتماً “من أجمل الأشياء أن يشعر المرء أنّه على حق ووحيداً، أجمل بكثير من أن يشعر أنّه على باطل وجزء من الرعاع”.

السابق
القانون الانتخابي في الغرف المغلقة… وهذه قصة «المحافظات الست»
التالي
فحص لـ«جنوبية»: الشيعة المستقلون أكثر تمسكا الآن بخياراتهم