إيران قد تفتح ابواب دمشق لـ«داعش»

حزمة من الإستفزازات ألقتها الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام روسيا في مؤتمر استانة بداية من تشكيك عدد قيادات ايران بجدوى اللقاءات في استانة وصولاً إلى اتهام تركيا بالإرهاب ومن ثم تسمية المعارضة السورية بالمجموعات الإرهابية.

في حديث اجراه موقع جنوبية مع الباحث والمتخصص بالشأن الروسي خالد عزّى حول لقاء استانة وما سيترتب عليه من نتائج على الأراضي السورية أشار عزّي إلى “ان إيران لن تخرج من اللقاء بدون إفتعال مشاكل في الداخل السوري وعلى رأسها إمكانية فتح أبواب العاصمة السورية دمشق لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.”

وبحسب عزّي فإن “تنظيم الدولة الإسلامية كالزئبق يتحرك داخل المناطق السورية ويظهر بشكل مفاجيء، وأثبت التنظيم قدرته على العودة إلى تدمر بعد أن فقدها، بالإضافة إلى ان التنظيم متواجد في مخيم اليرموك، ويقال انه موجود في وديان الغوطة، كذلك فإن التنظيمات الإسلامية المتشددة التي تتنقل بين ولاءها للنصرة وولاءها لداعش ستساعد التنظيم على التنقل بحرية اكثر وتحقيق اهداف اكبر في مدينة دمشق.”

لقد حاولت إيران إحراج روسيا امام الوفود الرسمية الدبلوماسية والعسكرية وعلى مرآى كل الأذاعات والقنوات العالمية ظهر تباين او ما يمكن ان نطلق عليه شرخ حقيقي في خطابات داعمي النظام السوري. ففي الوقت الذي استمعنا إلى عبارة “الفصائل المسلحة” و “المعارضة السورية المسلحة” تتردد على لسان ممثلي روسيا والإعلام الروسي من وكالة سبونتيك وصولاً إلى روسيا اليوم وجدنا في المقلب الاخر أن رئيس الوفد السوري بشار الجعفري يقع في مغالطات متعمدة عندما يتناول في كلامه إسم المعارضة السورية فتارة يسميها بالمجموعات الإرهابية وتارة اخرى يتهم تركيا برعاية الإرهاب علماً بأن روسيا كانت قد شكرت تركيا قبل انطلاق اللقاءات على جهودها المبذولة من أجل حل النزاع السوري.”

إقرأ أيضاً: بيان استانة الختامي خيب آمال المعارضة فلوحت بعودة القتال

ويضيف عزّي إن “إيران هي من دفعت بشار الجعفري للتفوه بهذه الألفاظ وتبناها مراراً وكررها ومن المؤكد ان سبب احراج لروسيا، لذلك يمكن القول بأن مؤتمر استانة سيفشل ليس بسبب تعنت المعارضة السورية او تلاعب تركيا على مضمون البيان الختامي بل بسبب إنفجار الخلاف الروسي – الإيراني داخل إجتماع استانة، وستحمل الأيام المقبلة المزيد من المفاجئات على صعيد علاقة البلدين وهدفهما من المعركة السورية.”

ويشير عزّي إلى ارتياح موسكو من وفد المعارضة السورية وهو ما استفز النظام السوري. حتى ان الاعلام الروسي انشغل بنقل تحركات وكلمات المعارضة السورية كما لا يمكن تجاهل حقيقة ان اعلام روسيا يعمل وفق توجيهات الكرملين.

لذلك “لم يعجب طهران ايضاً الحديث عن لقاء مرتقب بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف مع وفد المعارضة السورية العسكرية في موسكو، وقد يتطرأ الجانبان إلى البحث في الشؤون العسكرية، ما يشير إلى تعاون مبطن لم تتضح معالمه بشكل واضح إلى الآن ولكن تتجلى بنيته الأولية في العملية المشتركة التي انطلقت قبل اسبوعين بين الروس والاتراك في مدينة الباب شمال سوريا. لقد تجنب الطرفين ذكر القوات المقاتلة على الارض واخذوا الخبر نحو الإشارة إلى العملية الجوية المشتركة ولكن الجميع يعلم ان من يخوض العمليات العسكرية على الارض هو الجيش السوري الحر. ومن هنا فإن خطوط التواصل العسكرية يمكن وضعها ضمن خانة “شبه الرسمية” وبالتالي لم تعد مقتصرة على اللقاءات الدبلوماسية.”

إقرأ أيضاً: آستانة: تموضع روسيا يكشف ايران

يضيف عزّي لموقع “جنوبية” ان روسيا إذا ما ضاقت ذرعاً بتصرفات إيران فإنها تمتلك مفاتيح الرد عليها. لقد صدرت تقارير رسمية عن منظمات حقوقية تبنتها اكثر من صحيفة بريطانية مرموقة تؤكد عودة جزء من سكان حلب الشرقية إلى منازلهم في الوقت الذي سعت إيران إلى إخلاء المدينة بشكل كامل ومنع عودة السكان إليها.

أما الرد الثاني بحسب عزّي سيكون بتوثيق التعاون بين موسكو وإدارة الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب حول ملفات “الإسلام الراديكالي” وهو لفظ فضفاض سيطال إيران شاءت ام ابت. بالإضافة إلى امكانية تعويم سيناريو غض النظر عن تحركات المعارضة في عدد من المحافظات السورية، والرد الاقوى سيكون عبر إستهداف نقاط حساسة لإيران في سورية.

 

 

 

السابق
سيمون أبي رميا: لبنان ومجيد الهاشم ضحية الوجود السوري
التالي
بالارقام فضائح أمنية: مبالغ خيالية تكلفة حماية الشخصيات