الخزعلي يتهم «الفرس» بقتل الحسين!

في تصريح لم يعرف له تاريخ، يرفع الشيخ قيس الخزعلي من وتيرة الخلاف القومي بين العرب والفرس فماذا يقول؟

اتهم الشيخ قيس الخزعلي زعيم مجموعات “عصائب أهل الحق” العراقية، من أسماهم بـ”الفرس” بقتل الإمام الحسين عليه السلام بمدينة الكوفة، حسبما أظهر مقطع فيديو تداولته وسائل مواقع التواصل بكثرة. ونقلته قناة “وصال” المعروفة التوجهات.

وكان الخزعلي قد قال إن “البعض يتهم أهل الكوفة بالغدر والخيانة، وانا أقول لهم فليكن عندكم إنصاف عن أية مرحلة تاريخية حدثت فيها تلك الخيانة”.

إقرأ أيضا: حزب الله يطلق عاشوراء قبل موعدها في الضاحية!

واعتبر أن “بعض الآلاف قاتلوا ضد الإمام الحسين، ويسمونهم أهل الحميراء الذين كانوا من الفرس، فهل نأتي ونقول اليوم إن الفرس هم من قتل الحسين؟؟”.

وبرر الخزعلي قتل “الفرس” كما قال للحسين، بذكر الآية الكريمة “تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون”. ولم يتسن “التأكد من صحة الفيديو او التحقق من مكان وزمان تصوير المقطع”.

وهذا التصريح المضاد للشيخ الخزعلي يأتي بعد سلسلة أحاديث شعبية يتناقلها عامة الشيعة، وخاصة خلال شهر محرم وعاشوراء حيث يكثر الحديث في هذا الموضوع، لاسيما وان الشيعة يرددون دوما خلال إحياء مراسم عاشوراء قولا لا يُعرف له مصدر وهو “يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما”.

هذا القول يردده ابناء وجماهير حزب الله في لبنان أيضا، الذين يرون انهم لو كانوا مع الامام الحسين حينها، لكان انتصرعلى ابن زياد في كربلاء. وان الذين خذلوه هم أبناء الكوفة فقط، موجهين بطريقة غير مباشرة بذلك التهمة لأهل الكوفة الحاليين. مما ولد شعورا بالدونيّة من ذلك تجاه الايرانيين الحاليين الذين يعتبرون انفسهم جند الامام المهدي الذين سينتقمون للامام الحسين. خاصة ان شعار “يا لثارات الحسين” هو أساس أية مسيرة عاشورائية في كل العالم عند الشيعة.

وفي لبنان يردد أهل الجنوب ان اهل البقاع قد سخروا من السيدة زينب خلال مرورها مسبيّة مما جعلها تدعو عليهم. والغريب ان هذه الاقوال الشعبية التفريقية يتناولها رجل دين معمم من على المنبر، مما يزيد من الفرقة بين ما هو مفتعل من نعرات بين العرب والفرس.

إقرأ أيضا: الباسيج في ايران يجبر مشجعي كرة القدم على اللطم!

فهل رجل الدين له دور تفريقي أم وحدوي بين القومية والمذاهب. اذ “لا فضل لعربي على أعجمي الا بالتقوى”، بحسب قول رسول الله. وكأن الجاهلية بهذا التصريح للشيخ الخزعلي يُعيدنا الى أيام الجاهلية الأولى ما قبل الإسلام حين القوميات والنعرات والمذاهب ولملل والعشائر والقبائل.

السابق
سماع اصوات قذائف مدفعية في محيط مراكز العدو في مزارع شبعا
التالي
انقسام على فقدان أميركا «قيادة العالم»: بين خوف من الانعزالية وقلق من التهور