عملية نوعية قامت بها يوم أمس مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع فرع المعلومات، فالإنتحاري عمر العاصي الذي دخل مقهى الكوستا في شارع الحمرا، وطلب القهوة والشوكولا كما أشارت أحد وسائل الإعلام، رصدته العناصر الأمنية وأفشلت مخططه الإرهابي.
هذا الحدث، كان من المنطقي أن ينعكس إيجابياً، إذ أنّ لا أحداً يريد أن يرى مجزرة في شارع الحمرا، كما أنّ لا أحداً ايضاً يتمنى عودة مسلسلات التفجير إلى لبنان، إلا أنّ ردّة الفعل أمام هذه الحادثة كانت صادمة لبنانياً، فوصفه السواد الأعظم على أنّه فيلم هندي وخديعة جلّ الهدف منها التغطية على حادثة الخطف في بريتال، فيما أخذ جماعة الممانعة ينبشون ماضي الإرهابي حتى يجدوا أيّ رابط يجمعه بالحريرية السياسية وكان لهم ذلك بصورة قديمة تعود للعام 2013 أعادت نشرها صحيفة الأخبار، إلا أنّهم تغاضوا في الوقت نفسه عن الإشارة إلى ما أكدته مصادر عن أنّ الانتحاري قد وظفه الشيخ ماهر حمود ممرضاً منذ 4 أشهر!
السخافة الفيسبوكية والهرطقة الإعلامية لم يتوقفا هنا، بل تمّ تداول صورة ثانية لشاب كلّ جريمته أنّه يحمل اسم الإنتحاري نفسه، وأنّ في صفحته الخاصة صورة تجمعه مع الرئيس سعد الحريري، ليستدركوا فيما بعد أنّ عمر إرهابي الكوستا ليس هو “عمر” الصورة الحريرية!
محققو السوشيال ميديا، وفطاحل الممانعة، بدلاً من الوقوف عند هذا الحادثة بكل منطقية وإدانة الأرهاب وتهنئة القوى الأمنية، حولوها لـ”مسخرة”، ولمحاولة انتقامية، ولتصفية حسابات مع وزير معين أو سياسي، ولمحاصصة بين الأحزاب!
فيما كان الأجدر بهؤلا أن يوجهوا شكراً للأجهزة التي ردعت العمل الإرهابي وأن يدعوا التحقيق لأهله، وأن يطالبوا في السياق نفسه بتحقيق العدالة والقبض على خاطفي بريتال.
وكان الأجدر أيضاً بدلاً من تذكار صورة قديمة للسيدة بهية الحريري، ومن التشهير بشاب جلّ جريمته تشابه أسماء مع الإنتحاري، أن يتأملوا صور الإرهابي ميشال سماحة العديدة مع أكثر سياسي لبنان!
