نعم « #كرمال_الرايتينغ » ينشر الاعلام غسيلنا الوسخ!

منذ فترة تطالعنا الشاشات اللبنانية بالبرامج الهابطة والساقطة، التي تعتمد على الإستعراض المبتذل والإباحية والتهجم الوقح على الفنانين، في حرب إعلامية بين الشاشات بلغت ذروتها لجذب واستقطاب أكبر عدد من المشاهدين " # كرمال_الرايتينغ ".

عبر الإحتيال على المهنة وأخلاقياتها، وإبتداع الأساليب الملتوية، تكتظ شاشاتنا بالبرامج الهابطة تعتمد بالدرجة الأولى على مضمون فارغ يرتكز على  الايحاءات الجنسية، لا بل تتعداه في الكثير من الأحيان إلى التعري والاستعراض الجسدي كما حصل في برنامج “نقشت” أو ” Take me out” الذي يعرض على الـ ” LBCI” عندما خلع مشاركا ملابسه وبقي بسرواله الداخلي على الهواء.

هذا الانحطاط الأخلاقي والسقوط المهني أصبح عدوى بين القنوات اللبنانية، التي تتسابق فيما بينها على تخطي الحدود فنراها تغوص يوما بعد يوم في دوامة الجنس والمنافسة الرخيصة، حيث تتحول شاشات التلفزة كل ليلة إلى ساحة معركة سلاحها توجيه الرسائل المباشرة وشن كل قناة هجوم على الثانية بشكل أصبح  أشبه بسوق خضار لا محطات تلفزيونية.

إقرأ ايضًا: المنافسة مستمرّة بين الـ «LBCI» والـ «MTV» على العُري والاباحة!

هذا الموضوع تطرق لة أمس الاعلامي طوني خليفة في برنامج “العين بالعين” على  قناة “الجديد” في حلقة تحت عنوان ” #كرمال_الرايتينغ ” حاول فيها معالجة هذه الأزمة المستفحلة بين القنوات من ضمنها “الجديد” مع الاشارة الى برامجها المشاركة في هذه الدوامة.

لعب خليفة على الوتر بدهاء في عزّ المعمة الحاصلة، فهو الذي عالج الموضوع  وعرض الحلقة للهدف نفسه، أي “#كرمال_الرايتينغ”!
وفات خليفة انه ” #كرمال_الرايتينغ” إستضاف في البرنامج نفسه عارضة الأزياء التي تتباهى بالإغراء ميريم كلينك للدفاع عن “التعري”، علاوة على تقصده إثارة مواضيع جدلية في برنامجه كتغيير الدين، والإلحاد، كما الجدل القائم حول قتال حزب الله في سوريا وغيرها من الملفات الشائكة التي تهدف في صميمها جذب المشاهدين.

لكن بالمقابل، من حق طوني والقييمين على برنامجه تناول هذه الملفات الجذابة، سيما أنها تضمن نجاح واستمرارية العمل  في ظل المنافسة الشرسة التي يبتدع فيها أساليب غير شريفة بين القنوات.

إقرأ ايضًا: سوق النخاسة التلفزيونية: بنات للبيع والايجار!

وبرزت الصرخة التي وجهها أيضًا الممثل ومقدم برنامج “هيدا حكي”عادل كرم في حلقته السابقة التي دعا فيها الإعلاميين إلى التوقف عن “نشر غسيلنا الوسخ” على مرأى شاشات التلفزيون. فالواضح أنه هذا الانحدار الذي فاق كل التوقعات أزعج حتى الغارقين في مستنقع “الرايتينغ”.
لكن النهم على استقطاب المشاهدين ليس العقدة، بل إن الأساليب الملتوية المعتمدة لهذا الهدف هي القشة التي قسمت ظهر البعير، بشكل بدأ يثير قلق عميق على المفاهيم والدور الهادف للإعلام  من أن تتحول إلى مصدر للفساد الأخلاقي والانحطاط وترويج للإباحية والايحاءات الجنسية.

 

السابق
لماذا حذف موقع الامام الصدر من المعادلة ؟
التالي
شكوك حول إعلان عودة 200 ألف نازح الى سوريا؟