«شياح» أميركا بلا «أمل»!

لا يخيل لمن يزور ولاية ميشيغين انه قلب الولايات المتحدة الاميركية، فلهذه الولاية وتحديدا ضاحيتها ديربورن نكهة جنوبية خاصة جعل من جمهور حركة امل ان يطلق عليها لقب "شياح اميركا".

محلات ميشيغان التجارية واسماؤها تحدثك عن هوية اصحابها وانتماءهم الديني وحتى السياسي. في ديربورن كل شي مسيّس ولا يهمهم وصول ترامب الى البيت الابيض طالما ان “الاستيذ” نبيه بري رئيسا في عين التينة.

إقرأ أيضا: حزب الله: ننفي ما ورد من اتهامات تجاه بزي في ويكيليكس

نهار ميشيغين لدى ابناء الجالية هو نهار “بزنس” وتحصيل العملة الخضراء اما ليلهم فهو ليل سياسي لبناني بأمتياز مليء باخبار الخلافات والنزاعات الداخلية بين اعضاء الاحزاب اللبنانية بفروعها الاميركية ولكن ما يحصل في جمعية “رسالة أمل” وهي الوكيل الحصري لحركة أمل في اميركا الشمالية ومركزها ميشيغين يستحق الوقوف عنده كونه تجاوز حدود الولاية لتصل ارتداداته الى عين التينة من دون القدرة على اخماده نهائيا.

ان الهدف الاساسي للجمعية بحسب القيمين عليها ينحصر في احياء المناسبات الوطنية والدينية حفاظا على هوية ابناء الجالية وتحديدا الجيل الجديد وتأكيد انتماءهم الى وطنهم الام كي لا ينجرفوا في تيار المجتمع الاميركي. هو هدف يبدو طبيعيا طالما ان اغلب الجاليات العربية والاجنبية تتبعه في بلاد الاغتراب في سبيل المحافظة على هويتها، ولكن حينما تنتقل عدوى السياسة اللبنانية باخبار صفقاتها وفسادها ومحسوبياتها الى قلب الولايات المتحدة حينها يصبح من الصعب تحقيقه بل على العكس فأن ردة فعله تنعكس سلبيا على جمعية او تنظيم اختار ربط قيادته وقراره بلبنان.

ما عانته “رسالة امل” في الاعوام الخمس الاخيرة يصح معه القول انها اصبحت بلا امل في الحياة، اذ انه وبحسب احد اعضاء الجمعية فأن نزاعا داخليا في لبنان بين رئيس الهيئة التنفيذية في حركة امل محمد نصرالله وعضو الهيئة التنفيذية _مسؤول العلاقات الخارجية_ الدكتور علي مشيك، ادى الى نقل خلافهما الى ميشيغين عبر مناصريهما وتحديدا الى داخل جمعية “رسالة امل”، وكان رئيسها حسين بزي حينها اول ضحايا هذا الخلاف بعدان فقدان مبلغ اربعون الف دولار تم جمعها عبر تبرعات في مناسبات دينية لتفعيل عمل الجمعية لم يعرف مصيرها.

بعد ذلك، اتهامات واتهامات متبادلة حينها وصلت اصداءها الى عين التينة، فطار بزي بشحطة قلم وجرى تسمية حسين الحاف مشرفا عاما على الجمعية لمدة ثلاث سنوات، وهذا الاخير هو شخصية معروفة في اوساط الجالية. حاول الحاف السير بين الالغام حينما ايقن ان الاسباب التي اطاحت بسلفه ما تزال كامنة ضمن جمعيته خاصة وان زيارة خاصة لمدير عام وزارة الخارجية والمغتربين هيثم جمعة الى ميشيغين في محاولة لتسوية الخلاف بين الاعضاء لم تنجح في اصلاح الامور وصفاء النوايا، غادر جمعة وترك الجمعية بلا امل والحاف بلا تغطية اذ ان عريضة موقعة من اكثرية الهيئة الادارية مرسلة في البريد السريع الى عين التينة كانت كفيلة بعزله وتعيين محمد الشيباني.

وفي ظل هذه الاجواء السوداء في وضع الحركة التنظيمي في معقلهم الاميركي قرر النائب علي حسن خليل في جولته الاميركية في اذار الماضي وبقرار من الرئيس نبيه بري شخصيا استبعاد ميشيغين، فزار خليل واشنطن العاصمة وحضر اكثر من مؤتمر كما والتقى بجمع من مؤيدي الحركة في نيويورك، وهو الامر الذي اعتبره حركيو ميشيغين بمثابة العقاب وعدم الرضى من عين التينة على ادائهم التنظيمي.

إقرأ أيضا: إخراج هاني قبيسي من قيادة حركة «أمل»: هل تبدأ الانشقاقات؟

ولكن ما زاد الطين بلة تمثل بمجيء احد مرافقي الرئيس بري للعلاج في مركز كرمانوس في ميشيغين. وبكونه  يعتبر نفسه في دائرة عين التينة الضيقة فإنه لقى ترحيبا واحتضانا من قبل مناصري الحركة في ميشيغين كونه من “ريحة الاستيذ” وتحديدا من قبل مؤسسة أمل. ولكن حينما حان وقت الرحيل اخذ هذا الاخير بالاتصال بالعديد من اصحاب المحال التجارية لبيع الالكترونيات ومحلات البدلات الجاهزة ذات الماركات العالمية واعلامهم بأن دولة الرئيس “وصاه” على ذلك وذاك. غادر المرافق ليترك وراءه ضحايا التشبيحات وغنائم اميركية من البدلات الرسمية واجهزة الكمبيوتر والايباد والاجهزة الخليوية.

السابق
حزب الله والغناء… هل يلاقي الضد ضده
التالي
قانون انتخاب ليعودوا «كلن يعني كلن»!