حزب الله والغناء… هل يلاقي الضد ضده

حزب الله
طبيعي ألا يحب حزب الله الموسيقى، هما نقيضان، لا يشبه الحزب لا صوت فيروز، ولا عزف العود.

في ظلّ أصوات الحرب التي يقودها حزب الله، طبول الموت وحدها من تطربه، أناشيد الجهاد، وشعارات طريق القدس والمقاومة والموت لـ”آل سعود”، هذا هو الفن الحلال في منظومة الحزب الفكرية.

اقرأ أيضاً: الجامعة اللبنانية تخضع لـ«حزب الله»: المجالس الحسينية مباحة و «فيروز» ممنوعة

الحزب والفن والجمال والإبداع، أضداد، فالرقص والغناء، وكؤوس الخمر، لا تتعارض فقط وبنيته الدينية، وإنّما هي تشكل تماسًا مع الصورة العامة التي يريد ترسيخها، وهي التبعية للولي الفقيه والولاء للسلاح، وخوض المعارك المذهبية الوجودية.
اعتراف حزب الله، بصوت فيروز، وعزف العود، وخمور كفررمان، وبالإختلاط، هو اعتراف بالآخر، وتقديس للحريات، وبالتالي تماهي معه ومع منظومته وفسح المجال لأن يكون هناك مساحة من الحياة بين كلّ تشييع وتشييع!
تخيلوا معي، عناصر حزب الله يدندون “أحن إلى خبز أمي”، على عود أحدهم، أو يبدأون يومهم بقهوة وفيروز و”بحبك يا لبنان”.
لنتخيلهم أيضاً، في سهرات غنائية يطرقون كؤوس الخمر “بصحة الوطن”، ويراقصون الموسيقى بفرح ونشوة!

فيروز
لنتخيلهم أيضاً وأيضاً، في معارض رسم ونحت، وفي مجالس أدبية، يقرأون الكتب عن الحب والحرب، عن الآخر، عن الفكر!
قليلٌ من هذه الظواهر ما إن تدخل بيئة حزب الله القتالية، حتى تحاكي الوعي نحو الحريات، فيعيدون القراءة في واقع المطاوعة، حينها لن يجدوا الكثير من الفوارق بين ما تفرضه عليهم القيادة من محظورات، وبين تعاميم الجماعات الإرهابية، فالتطرف هو كل ما لا يقبل بالأخر ويدينه دينياً على حريته الخاصة.
معضلة حزب الله هي في القيادات، لو كان السيد حسن نصرالله استمع مرّة لـ”فيروز”، ولو كان النائب محمد رعد استرخى لحظة على دندنة “عود”، لما كان التشديد على هذه النواحي، ولكنّا وجدنا في زوايا الحزب قليلاً من التنوير.

اقرأ أيضاً: حزب الله والنظام اللبناني.. قصة إبريق الزيت

غير أنّ اللون لا يداخل بيئة الحزب، السوداوية والوشاح الأسود واللطم على الصدور وصور العائدين في صناديق صفراء وجهوزية السلاح جميعها ثوابت لا ولن يسمح ممثلو حزب الله أن يصيبها خلل السلم الموسيقي.
الحياة والموت.. لا يلتقيان، لا سيما في منظومة قائمة على التعبئة من حيّز مذهبي بحت!

السابق
ايران في آخر صورها: الموت لروسيا ويحيا آل سعود!
التالي
«شياح» أميركا بلا «أمل»!