ايران في آخر صورها: الموت لروسيا ويحيا آل سعود!

لوحظ ان شعار الموت لروسيا الذي ظهر في الشارع الإيراني خلال تشييع رفسنجاني، يتزامن مع تصريحات سياسية لتطويق النزاع الإقليمي الدموي مع السعودية. فما هي أسباب هذه الانعطافة الإيرانية؟

الموت لروسيا ودفاعا عن آل سعود، مشهدان ايرانيان برزا خلال الايام القليلة الماضية. الأول كان ابرز ما شهده تشييع الزعيم الايراني هاشمي رفسنجاني من شعارات، هذا التشييع الذي ضم نحو ثلاثة ملايين ايراني في طهران، سيسجل التاريخ الايراني الحديث انه شهد ظهور هذا الشعار، علما ان المشاركين في التشييع هم من عموم التشكيلات الايرانية المحافظة والمعتدلة والحرس الثوري في المقدمة.

اقرأ أيضاً: تشييع رفسنجاني: لا موت للشيطان الأكبر وإنّما «الموت لروسيا»

الدفاع عن آل سعود هو ما قاله امس الاثنين، صاحب ارفع منصب عسكري ايراني، امين عام مجلس الامن القومي علي شمخاني ، الذي نبهنا الى ان السياسة الايرانية لم تكن تستهدف اسقاط حكم آل سعود، واكثر من ذلك كانت تهدف لحمايتهم، من المتطرفين.

موقفان بارزان لا يمكن المرور عليهما مرورا عابرا، الانزعاج الايراني من الحلف مع روسيا بات معلنا، والشعب الايراني عموما لا يميل الى هذا التحالف العميق بين قيادتي البلدين، لأسباب تاريخية تتصل بحروب سابقة بين الدولتين وباقتطاع روسيا لاراضٍ ايرانية ضمتها الى اراضي روسيا القيصرية. الايرانيون ايضا في بنيتهم المجتمعية منجذبون الى الحلف مع اميركا، وشعار الموت لروسيا هو رسالة الى القيادة الايرانية ترفض تخريب مسار المصالحة مع واشنطن.
اما شعار الموت لآل سعود الذي طالما روجت له البروباغندا الايرانية، انقلب اليوم الى موقف رسمي يتبرّأ من هذا الشعار ويدعو الى ضده اي حماية حكم ال سعود.

تشييع رفسنجاني

ايران اليوم ليست على مايرام، تترقب بحذر وقلق انتخاب دونالد ترامب رئيسا لاميركا، وهي تدرك ان روسيا اصبحت الآمر الناهي في اي حلّ محتمل في سوريا، وهي تدرك معنى ان يقول وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف اليوم (الثلاثاء) انه لولا تدخل روسيا لسقطت دمشق بيد المعارضة خلال عشرة ايام.هذا التوصيف الروسي كاف لمعرفة موقع روسيا في المعادلة السورية محليا ودوليا.

اقرأ أيضاً: الإستعلاء الفارسيّ يتعاظم في زمن الحرب السورية

ايران التي تعاني اقتصاديا وتعاني من انخفاض اسعار النفط، وتعاني اكثر من الابتزاز الصيني والروسي، لا ترغب بتضييع ما تبقى لها من رصيد اميركي وغربي، والاهم هي تدرك ان سياسة الإيغال في الصراع المذهبي، جعلها شيطان في نظر دول الجوار. إيران تذهب الى اجراء تسويات مع دول الجوار الخليجي تحديدا تفاديا لانهيارات داخلية لن يحول دونها التمدّد الخارجي وبروباغندا الانتصارات في زمن صارت فيه ايران قطعة جبنة يتقاسمها الروس والصين ويستنزف ما تبقى، منها شعارات الموت للشيطان الاكبر ولآل سعود والارهاب السني.

السابق
معلومات مفاجئة عن سفاح اسطنبول .. يتقن 4 لغات ومعه آلاف الدولارات
التالي
حزب الله والغناء… هل يلاقي الضد ضده