قانون الستين فرضه جنبلاط شكلا: «سيوف الجميع على النسبية»!

يبدو ان عدد من القوى السياسية كانت تنتظر بفارغ الصبر هجوم جنبلاط على قانون الانتخاب النسبي كي تشارك زعيم الدروز في حملته، لأنه وبحسب الرئيس برّي فإن قلوبهم مع النسبية وسيوفهم عليها.

قالت صحيفة “الحياة” ان رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط بات يجاهر بمطالبته بإجراء الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين القائم على النظام الأكثري، الذي يعلن سائر الفرقاء السياسيين رفضه، داعين إلى اعتماد النظام النسبي ولو جزئياً، وهو الموقف الذي سيبلغه وفد نواب الحزب التقدمي الاشتراكي إلى هؤلاء الفرقاء في جولة يبدأونها اليوم عليهم، بالإضافة إلى الإصرار على إبقاء قضاءي الشوف وعاليه دائرة انتخابية واحدة في أي تقسيم جديد للدوائر الانتخابية في جبل لبنان، خلافاً لتقسيمات سابقة اعتُمدت في بعض مشاريع القوانين التي طرحت ودمجت الشوف وعاليه مع قضاء بعبدا.

اقرأ أيضاً: تيارات تعصف بتيار المستقبل في سجال الحريري-ريفي-المشنوق

وأبلغ جنبلاط موقف كتلته النيابية هذا إلى وزير الإعلام ملحم رياشي (القوات اللبنانية) الذي التقاه مساء أول من أمس، وهو سينقله إلى رئيس «القوات» سمير جعجع. وإذ يبدي جنبلاط أمام زواره ارتياحه إلى الموقف الذي أعلنه جعجع بأنه لن يوافق على قانون انتخاب لا يرضى عنه جنبلاط (وهو الموقف نفسه الذي اتخذه رئيس الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري)، فإنه لا يخفي تبرمه من أن لا أحد يطلعه على المشاورات التي تجري بين الفرقاء حول مشاريع قوانين الانتخاب التي يتم التداول فيها، ومنها المختلط بين النظامين النسبي والأكثري. ويقول زوار جنبلاط إنه يلاحظ «أنهم يمارسون التقية ولا يقولون ما الذي يحضرونه لقانون الانتخاب».
الى ذلك وفي تغريدة لرئيس حزب القوات اللبنانية التي قال فيها ان حزبه لن يقبل باي قانون يضر بالحزب الاشتراكي والتي اوحت ان القوات لا تعارض قانون الستين، أوضح النائب جورج عدوان للديار ان القوات اللبنانية «تدعو الى اقرار قانون جديد يراعي جميع الكتل السياسية ولكن في الوقت ذاته يعكس تمثيلا صحيحا للشعب اللبناني في البرلمان». وتابع بان «هذا القانون الجديد يجب ان يكون فيه جزء من النسبية»، مضيفا «ان التوصل الى قانون مختلط يجمع بين «النبسي والاكثري» لا يمكن ان يتحقق دون تطمين الجميع وبشكل خاص الوزير وليد جنبلاط». وقال عدوان «ان القوات اللبنانية تكثف الاجتماعات واللقاءات مع عدة كتل سياسية من اجل ايجاد مساحة مشتركة «تنجي» البلاد من قانون الستين وهي في الوقت ذاته والتزاما بتحالفها مع كتلة المستقبل فان القوات اللبنانية تسعى الى اقرار قانون يكون عادلا بحق تيار المستقبل كما الى قانون يريح جنبلاط». ورأى عدوان «ان اقرار الستين هو ضربة للعهد وللاصلاح وللتغيير».

مجلس النواب

وشدد رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح أمام زواره نقلته صحيفة “الأخبار” أن الانتخابات النيابية حاصلة في موعدها وفق قانون الستين، ولا مجال لإقرار القوى السياسية أي قانون آخر الآن.

وفي موضوع الموازنة، أكد بري امام زواره ان “وزير المالية علي حسن خليل قام بواجباته، ولا بدّ من أن يتحرك مجلس الوزراء بسرعة أكبر لإقرار الموازنة، ولا سيما أن سلسلة الرتب والرواتب المنتظرة جزء منها”.
وكتبت صحيفة “النهار” اللبنانية “يلاحظ سياسي مخضرم ان ثمة مشهدا سياسيا جديدا على وشك ان يرتسم بعد زيارة السعودية، ولا بد ان يتبلور اكثر خلال المرحلة المقبلة مع بدء ترجمة نتائج الزيارة ليس على المستوى السياسي فحسب وإنما على الصعيدين الاقتصادي والسياحي.

وفي هذا السياق، لا يخفي السياسي تساؤلات حول إثارة ملف التعيينات غداة الزيارة، ووضعه على نار قوية، ليس من باب ملء الشواغر، وهو أمر ضروري وملح وحق لرئيس الجمهورية في مستهل عهده، ولكن من باب إثارة التعيين في موقعين لن يشغرا قبل ستة أشهر على الأقل، وهما قيادة الجيش وحاكمية المصرف المركزي، خصوصا ان عون كان من اكثر المعارضين لتمديد ولاية قائد الجيش، فيما يطمح لتغيير النهج المالي القائم في البلاد، مما يؤدي حكما الى تغيير رأس الهرم في السياسة النقدية، والمقصود به الحاكم رياض سلامة.

وفي هذا المجال، يرى السياسي ان القرار في هذين الشأنين يجب أن يتخذ بكثير من الحذر والتريث والتروي، نظرا الى ما يمثله كل من قائد الجيش الحالي والحاكم بشخصيهما، بقطع النظر عن سياساتهما ومقارباتهما لملفاتهما.

فقائد الجيش، في رأي السياسي المخضرم، نجح وبقطع النظر عن كل الاعتبارات، بتحقيق أمرين من الصعب الجمع بينهما. فهو نجح في عدم الاصطدام مع “حزب الله” وسلاحه، فيما تمكن من بناء علاقات قوية مع الغرب والأميركيين تحديدا، وحاز ثقتهم بحيث وفر للجيش وللأجهزة العسكرية الدعم المالي واللوجستي للتجهيز ولكل الاعمال المخابراتية التي أدت الى تفكيك الكثير من الشبكات الإرهابية.

اما سلامة، ورغم ما شاب الهندسة المالية الاخيرة والمكلفة العالية للاستقرار النقدي، ورغم الاستقلالية التامة التي يتمتع بها المصرف المركزي، فهو نفذ على مدى اكثر من عقدين سياسة الحكومة القاضية بتثبيت النقد. وليس المجال الآن لتقويم نتائج هذه السياسات وكلفتها، ولكن قرار تعيين حاكم جديد للمركزي يجب ان يأخذ في الاعتبار السياسات النقدية والمالية المقبلة، ولا سيما أن ما يصح في قهوجي يصح في سلامة، وإنما على الصعيد المالي، إذ نجح في التوفيق بين العقوبات الأميركية والدولية على “حزب الله” وطمأنة الحزب والفصل بين لبنان والحزب في مسألة العقوبات”.

لسعودية تنتظر 4 مؤشّرات…

وقالت صحيفة الجمهورية “علم أنّ المملكة العربية السعودية تنتظر اربعة مؤشّرات لتحديد مصير إعادة مساعداتها العسكرية وغيرها الى لبنان، إذ بعد «جوجلة» كلّ ما رافق الزيارة الرئاسية وأعقبَها، تبيّن انّ المملكة أبدت امام رئيس الجمهورية استعداداً جدّياً لتنشيط علاقاتها مع لبنان على كلّ الأصعدة، إلّا أنّها تتريّث ريثما تتأكّد من «استقلالية العهد»، فلا يحاول أطراف لبنانيون وضعَ اليدِ على مساره الذي يبشّر حتى الآن بإيجابيات، خصوصاً أنّ الاتصال المباشر بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبين الرئيس عون «كان جيّداً».

اقرأ أيضاً: هذه حقيقة الحوار بين القوات اللبنانية وحزب الله وهذا ما قصده رياشي

أمّا المؤشرات التي تنتظرها الرياض قبل ترجمة نيّاتها حيال لبنان فهي:

1ـ سلوك إيران و«حزب الله» في الأشهر المقبلة على الساحة اللبنانية، خصوصاً أنّ مفاوضات التسوية في سوريا بدأت في موازاة استمرار الحرب فيها.

2ـ إجراء الانتخابات النيابية في لبنان لكي تعرف السعودية ما إذا كان الحريري سيبقى رئيساً للحكومة، أم أنّ ترؤسَه لها حالياً هو مرحلي. وقد جاء لتأمين انتخاب عون.

3ـ إستطلاع مصير قيادة الجيش اللبناني بعد تسريب أخبار غير مؤكدة عن تغيير معيّن، علماً أنّ الإنجازات التي حقّقتها المؤسسة العسكرية اخيراً بقيادة العماد جان قهوجي تفرض تثبيتَ القيادة لا المسّ بها قبل انتهاء ولايتها.

4ـ مصير حاكميّة مصرف لبنان، حيث إنّ الهبات السعودية السابقة او المقبلة تتمّ من خلال مصرف لبنان المركزي الذي تربط المملكة بحاكمه رياض سلامة علاقات ثقة. غير أنّ المسؤولين السعوديين تلقّوا معلومات الاسبوع الماضي من رئيس الحكومة مفادُها أنّ سلامة باقٍ حرصاً على سلامةِ النقد اللبناني.”

السابق
بيضون: حزب الله يشيطن قانون الستين ويطرح النسبية الكاملة في محاولة لضمان هيمنته
التالي
احتجاز طلاب من الجنسية اللبنانية والفرنسية في أبيدجان