طائر النورس: مفيد للبيئة ومضرّ للملاحة الجوية…

النورس
تهدد الأعداد الهائلة لطيور النورس التي تحلق فوق مطمر "الكوستا براف " للنفايات بالقرب من مطار بيروت الدولي حركة الملاحة الجوية.

لطالما حذرت جماعات حماية البيئة من خطورة تراكم النفايات ذات الرائحة الكريهة في مقلب “الكوستا” الذي يجذب العديد من الطيور والقوارض ويشكل خطراً على حركة الطائرات المدنية في مطار بيروت الدولي.

اقرأ أيضاً: #طيور_المطار هي الجانية أم مطمر كوستا برافا؟

وقد ساهم مطمر الكوستا برافا بزيادة أعداد طيور النورس بالقرب من المطار مما خلق أزمة جديدة، لم تستطع الدولة إلى الآن إيجاد حلول صحية لإبعاد طيور النورس. لا بل خلقت إقتراحات الحكومة جدل واسع بين المواطنين الرافضين لطرق المعالجة التي اتسمت بالبدائية كإستعمل آلات تصدر أصوات مزعجة تهرب الطيور، وغيرها إضافة إلى إبادهم بإرسال صيادين قامت بمجزرة بيئية بحق طيور النورس يوم السبت الفائت.

والنوّرس هو أحد الطيور المائيّة، حجمه أكبر بقليل من الحمامة، وله جناحان كبيران، ورأس ومنقار كبيران، وعنقه قصيرة، أمّا ريشه فيختلف لونه تبعاً لعمره، وللفصل من السّنة، ولكنّ بشكل عام فالطّيور البالغة بيضاء اللون، مع بعض البقع على رأسها وظهرها حسب نوعها، وهو طائر صاخب يطلق صيحات عاليّة.

نورس المطار
مكان المعيشة يعيش النوّرس على شكل مستعمرات كبيرة بالقرب من المسطّحات المائيّة، مثل البحيّرات، والبحار، ويتواجد بشكل كبير في مدغشقر، وشواطئ قارّة أفريقيا، وقارّة أستراليا، وأمريكا الجنوبيّة، ويبني أعشاشه على الصّخور؛ من أجل توفير الحماية له ولبيوضه من الرياح وبعض الأعداء، ويفضلّ الشواطئ التي تمتلئ بأسود البحر، ويقضي أوقات استراحته طافيّاً على الماء. التّغذيّة يتغذّى النّورس على الأسماك، والدّيدان، والحشرات، كما أنّه ينظّف الشواطئ بالتهامه الفضلات التّي تعدّ غذاءه الرئيسي، كما أنّه يتبع مراكب الصيّد؛ لأكل بقايا الأسماك، مثل الرأس، والأجزاء الداخليّة، وتنقضّ الأنواع الكبيرة منه على صغار النّوارس الأخرى، ويسمّى النّورس بقرصان البحر أيضاً، فهو يسرق بيوض الطّيور الأخرى وطعامها ويتغذّى عليها، أمّا بالنسبة للماء، فطائر النّورس يشرب الماء سواء كان مالحاً أو عذباً؛ فلديه غدد متخصّصة تمكنّه من شرب الماء المالح دون ضرر.

والجدير ذكره أن مطمر الكوستا برافا هو واحد من ثلاثة مطامر مؤقتة تنقل اليها نفايات بيروت ومحافظة جبل لبنان – بناء على خطة أقرتها الحكومة في اذار 2016 بعد اشهر عدة من ازمة نفايات في البلاد. وفي آب حذرت نقابة الطيارين اللبنانيين من إمكانية اصطدام الطيور بمحركات الطائرات.

وقد عدّت الجمعيات البيئية اللبنانية عمليات صيد النورس خرق من قبل الدولة اللبنانية للمعاهدات والاتفاقيات الدولية لحماية الطيور، والتي من المفترض ان لبنان وقع عليها، والتي قد تدعو المنظمات الدولية والمحلية وسائر الجمعيات البيئية ووزارتي البيئة والزراعة الى التدخل السريع لوقف هذه الابادة في حق طيور النورس وقد تلزم لبنان بعقوبات.

غير ان صحيفة “الغارديان” البريطانية ذكرت أنه تم القضاء على ما يقرب من 70 ألفاً من طيور النوارس والزرازير والإوز في مدينة نيويورك، بعد أن ارغمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الأميركية “United Airlines”، يقودها الكابتن تشسلي سولي سولنبرغر على الهبوط على نهر هدسون عام 2009 بعد أن اصطدمت بسرب من الإوز الكندي بشكلٍ فوري، ما تسبب بتوقف محركين عن العمل، فقاد سولنبرغر الطائرة فوق نهر هدسون وحطَّ بسلام على المياه المتجمدة، ونجا كل الـ155 شخصاً الذين كانوا على متنها.

اقرأ أيضاً: «كشاش حمام» سخرية اللبنانيين الجديدة!

وأوضح تحليل لوكالة” أسوشيتد برس” للبيانات الفيدرالية أن تم تكثيف برامج قتل الطيور في مطاري لاغوارديا ونيوآرك وهما مطاران رئيسيان في نيويورك في السنوات التالية للحادث، رداً على ما يسمى بـ”معجزة الهدسون”، بينما زاد عدد هجمات الطيور على تلك المطارات بالفعل.

السابق
احتجاز طلاب من الجنسية اللبنانية والفرنسية في أبيدجان
التالي
«فوضى» طرقات الضاحية الجنوبية.. أين الاجهزة الامنية واتحاد بلدياتها؟