كتاب «دمُ الأخوين» لفوّاز طرابلسي: عندما يُصبح قتلُ الأَخِ واجباً دينياً!

كتاب
"دم الأخوين/ العنفُ في الحروب الأهلية" عنوان كتاب جديد للكاتب اللبناني فوّاز طرابلسي. وهذا الكتاب هو من منشورات "دار رياض الريّس" في بيروت، صادر في طبعة أولى 2017.

هنا نص تقديم الكتاب بقلم مؤلفّه الكاتب السياسي والأدبي المعروف فواز طرابسي، يقول فيها: يجمع بين نصوص هذا الكتاب موضوع مشترك: العنف، والعنف الأهلي خصوصاً، في علاقاته المتبادلة مع الأدب والفنّ. توسلت لذلك دراسة أعمال متباينة تشمل شيعة مسيحية في جنوب فرنسا من القرن الثاني عشر، الحرب والتضحية بالأبناء في رسوم كاثي كولفتس، الذبح في فن الإيطالي كرافاجيو، الندم والعيب والذاكرة والنسيان في الحروب، عدوان الأدب والفن على الواقع في مسرح هاينرموللر، الحرب الأهلية اللبنانية في طقوسها وملصقات الميليشيات فيها، الأطفال في مسرحية لمحمد الماغوط، وفي فيلم عن الحرب الأهلية بيوغوسلافيا، استدمات جدارية بيكاسو في التعبير التشكيلي عن الحروب العربية، إلخ… ولم يخلُ الأمر من نبذات تاريخية متفرقة عن الطيران الحربي وتطوّر استخدامه لقتل المدنيين على الأرض، من قمع الطيران البريطاني لـ”ثورة العشرين” في العراق وقصف الطيران الفرنسي لدمشق خلال الثورة السورية عام 1925، مروراً بولادة “الحرب الشاملة” التي تسهدف المدنيين في الحرب العالمية الثانية وذروتها المروّعة في هيروشيما، وصولاً آخر الأسلحة المستخدمة في الحروب العربية: الطائرة دون طيار والبرميل المتفجّر.

اقرأ أيضاً: أحمد بزُّون… وملحميّةُ الاحتفاء بالجسَد الأُنثويّ…

عنوان الكتاب “دم الأخوين” مستوحى من اسم شجرة نادرة في جزيرة سقطرى اليمنية، يقال إنها إشارة إلى قتل قايين لأخيه هابيل: الأسطورة التأسيسية لولادة الحضارة الإنسانية التي قوامها قتل الأخ. في هذه النصوص يولد القاتل – القتيل، الثنائي المسخ الذي تتمخض عنه الحروب، ولا سيما الأهلية. سوف نلتقيه في حصار ساراييفو أو لوحة لكارافاجيو أو جدارية لبابلو بيكاسو، أو في مأساة عضو خلية حزبية صينية عن هاينر موللر أو في قول مأثور لزعيم ميليشيا في الحرب الأهلية اللبنانية.

كتاب

لم تتطر نصوص هذا الكتاب إلى أنماط العنف التي لا تحصل من السماء، بل على الأرض بإسم السماء. وعندها يصير القتل، قتل الأخ خصوصاً، واجباً دينياً إيمانياً. في طور التوحش هذا، استُكمل انتقال الإنسان من دور الضحية والأضحية إلى دور الضاري.

وكم هو معبّر أن أدولف هتلر كان يحبّ أن يكنّى بـ”ذئب”، وأن أبو بكر البغدادي يقسّم مجموعاته التكفيرية بين “ذئاب منفردة” و”مجموعات ذئاب”، وأن أشهر طائرة أميركية دون طيار لأغراض الاغتيال من السماء اسمها “المفترس”.

اقرأ أيضاً: الشيخ والمُومِس وإحدى عشرة دقيقة..!

لست أستطيع أن أتوقع كيف سيرة الأدب والفن على تحدي العلاقة بالعنف في طور التوحش. كلي استعداد للمراقبة والبحث والدراسة. في الانتظار، أردت لهذه النصوص أن تكون صيحات مدوية من أجل وقف القتال والقتل والحروب. من هنا نبدأ.

السابق
البحرين تستدعي سفير العراق بعد إستنكاره إعدام البحرينيين
التالي
المحامي طارق شندب: اتهام 5 أشخاص بخطف الضابط السوري المنشق وتسليمه لحزب الله