#طيور_المطار هي الجانية أم مطمر كوستا برافا؟

لا تزال ازمة النفايات في لبنان وتداعياتها مستعصية على الحلّ منذ 18 شهرا، وبفضل إستخفاف المسؤولين بالكارثة البيئية المستفحلة، ها هي الأزمة أصبحت تنذر بكارثة بشرية جراء تأثيرها على مطار رفيق الحريري الدَولي، وخصوصاً بعد أن حضرت أسراب طيور النورس فوق مطمر الكوستابرافا" المجاور لمدرج المطار والتي باتت تهدد سلامة الطيران المغادر والقادم نحو بيروت.

أزمة طيور النورس التي طالما حرصت هيئات المجتمع المدني على تحذير الدولة اللبنانية مرارا وتكرار منها، وعلى مدى خطورة طيور النورس على حركة الملاحة الجوية، هي اليوم تفاقمت وأخذت أبعادا أمنية وسياسية وهي التي زاد عددها مع ازدياد أطنان النفايات المكدسة في هذا الموقع الملاصق لمطار بيروت، خلافا لكل المعايير والمواصفات الدولية.

إلا أن المفاجئ أن الجهات المعنية بقضية النفايات لا تزال تستهين بخطر وجود طيور النورس، التي يجذبها المطمر إلى المطار. حيث لا ترتقي تصريحات المسؤولين إلى الحد الأدنى من المسؤولية حيال المخاطر الجدية لهذا الأمر، ولا ترقى إلى الحقائق العلمية. سيما مع طرح طرق لمعالجة الأزمة عبر زيادة عدد الاجهزة التي تصدِر اصواتاً تخيف هذه الطيور وتبعِدها، بطلب من الرئيس سعد الحريري لمجلس الإنماء والإعمار ، تبين أن من سيؤمّنها المتموّل جهاد العرب، وهو صاحب الشركة نفسها التي التزَمت أعمال مكب النفايات في مطمر الكوستابرافا وطمر السنسول.

إقرأ ايضًا: نجاح غير مكتمل لزيارة عون للسعودية وإجماع على استرضاء جنبلاط
وبناء على الدعوى القضائية التي تقدم بها المحاميين حسن بزي وهاني الأحمدية فضلا عن عباس سرور، طرأ تطور بارز على هذا الملف مساء وتمثل في اصدار قاضي الامور المستعجلة في جبل لبنان حسن حمدان أمس بالإقفال المؤقت لمطمر الكوستابرافا في خلدة، وقد تم إبلاغ مضمون القرار اليوم (الخميس) للمدعى عليهم، بضرورة تقيّد المشغّل جهاد العرب بنص القرار.

وقد صدر قرار القاضي بعد تكاثر طيور النورس في المنطقة، ما يهدد سلامة المسافرين، ولاسيما أن وزارة البيئة قد خلصت في تقريرها الذي رفعته بتكليف من القاضي حمدان بتاريخ 7 كانون الأول الماضي، إلى أن المطمر غير آمن ويشكل خطراً على الملاحة الجوية وله أثار بيئية سلبية. إضافة إلى كشف النائب وليد جنبلاط في تغريدة صباح أمس (الأربعاء)، كارثة كادت تقع في مطار بيروت حين صادفت مجموعة من الطيور قبل أمس (الثلثاء) طائرة تابعة لطيران الشرق الأوسط، وعلى متنها 147 راكباً، وكادت أن تُحدث خللاً فيها وتسقطها لحظة ملامستها المدرج.
لكن السؤال الأهم الذي يطرح الآن، هو عن الوجهة التي ستعتمد لنقل النفايات إليها كبديل عن كوستابرافا.

ويؤكد المحامي حسن بزّي، لـ “جنوبية” “مخالفة هذه المطمر كل القوانين والمعاهدات الدولية المختصة بالبيئة”. موضحا أن “حكم القاضي بإقفال المطمر مؤقت لأن حكم غير نهائي”.

وعن الحل البلديل عم مطمر الكوستابرافا قال بزّي إن “نحن كنمجمتع مدن يطالبنا بمعامل نفايات مختصة والفرز من المصدر باعتماد خطة بيئية سليمة من شأنها أن تخفف أعباء على خزينة الدولة فضلا عن تجنب التلوث البيئي”. وتابع “إلا أن المسؤويلن يبحثون عن المزيد من الصفقات والسمسرات في معالجة هذا الملف وغيره من الملفات العالقة”. مشيرا إلى جمهورية جهاد العرب في المطار من خلال استيلائه على كاميرات المراقبة فيه وأجهزة التفتيش والآن من خلال أجهزة إبعاد النورس”.

وعن نفي المسؤلين وجود طيور النورس فوق مطمر الكوستابرافا أشار إلى انه “رأي خصمنا وهو رأي غير موضوعي، لافتا إلى وجود صور تثبت الانتشار الكثيف لهذه الطيور فوق الشاطئ المحاذي لمطار بيروت وليس فوق مصب نهر الغدير كما يشاع”.
ويشدد بزّي على أن “خطورة وجود المطمر بجانب المطار تكمن في انها تستقطب الطيور بسبب عصارة النفايات التي يفرزها، والنورس يعتبر من الطيور الخطرة على سلامة الطائرات لأنها لا تهرب من الطائرة، وقد تدخل في احدى محركاتها”، لافتاً إلى أنها “تتواجد بالقرب من المدرج 21 في المطار”. مضيفا أنها “تتكاثر بشكل مضطرد في الشتاء”.

منددا “بالأساليب البدائية المطروحة لحل أزمة الطيور والتي يفوح منها رائحة الصفقات”.

كما كشف بزّي إلى “ضغط سياسي يمارس من قبل المسؤولين على القاضي المعني والمدعين لإيقاف القضية بحجة تحميلهم مسؤولية عودة النفايات الى الشارع وتابع “في وقت تقع عليهم وحدهم مسؤولية إنشاء معامل فرز كمعمل صيدا”.

إقرأ ايضًا: جنبلاط عن مطمر الكوستابرافا: «عندما تقع الكارثة لا نفع للندم»!

وخلص بزّي على التشديد “أنهم مستمرين في الدعوى التي قدمت من قبل محامين ثلاث بإسم الشعب/ مؤكدا أن لا خلفية سياسية وراء الدعوى وان الهدف منها وطني ضد الفساد والفاسدين”. مشيرا إلى موعد الدعوى لمطمر برج حمود في 26/1/2017 ودعوى الكوستابرافا في 24/1/2017″.

القرار القاضي بإقفال المطمر إستدعى استنفاراً حكومياً لمعالجة “استلحاقية” لهذه الأزمة بما يكفل حماية الملاحة في المطار وتجنب نشوء “ملحق” جديد من ازمة النفايات بفعل الاقفال المؤقت للمكب.  فقد نوقشت سلسلة خطوات في اجتماع لخلية الأزمة رأسه رئيس الوزراء سعد الحريري مساء أمس في السرايا.

وتوصل المجتمعون الى “اقتراح بيئي” للحماية من الطيور والحفاظ على سلامة الطيران المدني ظل دون المس بخطة المطامر الامر الذي يبقي الشكوك كبيرة في جدواه نظراً الى الطابع الظرفي الذي يتسم به. ومن اجراءات هذا الاقتراح: “إخافة الطيور بواسطة تقنية الألعاب النارية، إصدار أصوات مزعجة للطيور، وهي تقنية تستخدم يوميا في مطارات عدة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وتستخدم حالياً في جزء من مطار بيروت، طرد الطيور عمن طريق رش مواد على محيط المطار، ولا يمكن وضعها مباشرة على أرض المطار لعدم إعاقة الطائرات، وهذه المواد تمنع الطائر من الاقتراب من الأرض أو من المناطق التي رشّت بهذه المواد”.

السابق
إنزلاق مصعد في أحد مدارس البربير – بيروت وإصابة 11 طالباً
التالي
قائد من الحشد الشعبي يتصل بنائب كويتي: تحريض على السعودية ودعوة إلى سحق رؤوسيها