كيف تبدو الصورة السياسية بعد انتخاب عون؟

عملية انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، رسمت لوحة جديدة في الحياة السياسية اللبنانية، المسيحية السياسية توحدت أكثريتها وراء حقها في التمثيل السياسي، وتصرفت بردة فعل طائفي على محاولات الإسلام السياسي في تحديد من يكون رئيس الجمهورية.

تظهر اللوحة أن السنية السياسية هي الخاسر الأكبر من العملية الصراعية من خلال تنقل ترشيحاتها وصولاً إلى ترشيح عون في محاولة لتخفيف الخسائر والحفاظ على موقع رئاسة الحكومة كما حدده اتفاق الطائف.

اقرأ أيضاً: المخلص اللبناني

أما الشيعية السياسية، فيبدو أن أحد طرفي الثنائي الشيعي (حزب الله) هو الرابح الأكبر عبر استمرار تأييده لترشيح عون ومن ثم بات يمتلك دوراً مقرراً في تركيب السلطة التنفيذية (رئيس حكومة ووزراء) وفي الوقت نفسه حافظ على وحدة الطائفة الشيعية على الرغم من الصراع الفئوي الذي دار بين حلفائه (التيار الوطني الحر وحركة أمل).

بالإجمال تبدو الصورة وكأن هناك توازناً بين الأدوار السلطوية الثلاثة في حين أنها كانت مختلة سابقاً لصالح السلطة التشريعية ورئاسة الحكومة، لكن هذا التوازن لا يلغي علاقات الصراع والتجاذب بين مختلف القوى الطوائفية على المحاصصة والنفوذ في السلطة والحكم. وإن هذه الصورة تطرح سؤالاً عن مصير كل من قوى 8 آذار وقوى 14 آذار بعد معركة الرئاسة وإذا كانت هاتان القوتان قادرتا على استمرار تماسك كل منهما.

من جهة أخرى يطرح سؤال حول احتمال تعميم صيغة التفاهم والتوافق على العلاقات بين المكونات الطائفية في المرحلة القادمة.

ولكن هذا الواقع السياسي، هل يستطيع بناء دولة؟

أشرت الانتخابات في الرئاسية إلى ربح حلف عون – حزب الله، فما هو رؤيتهما لبناء الدولة؟ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ما زال يطرح في خطبه موضوع الدولة العادلة والقادرة وأساسها مجلس نيابي منتخب على قاعدة النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة أو دوائر موسعة. والرئيس عون يطرح مسألة بناء الدولة والمؤسسات على قاعدة القضاء على الفساد وتطبيق اتفاق الطائف بحذافيره.

الحريري بري عون

الطرفان يطرحان رؤية كل منهما من موقع يختلف عن الموقع السابق فقد صارا في موقع يسمح لهما بالحسم واتخاذ القرار وليس من موقع إبداء الرأي فحسب، لكن لهذا الطرح شروطاً للنجاح، فبناء دولة عادلة وقادرة يعني إلغاء بناء الدويلات ضمن الكيان الواحد وعدم الخروج على الاجتماع اللبناني وعدم الالتحاق بالخطط

الإقليمية الاستراتيجية. وشرط نجاح النسبية بإلغاء القيد الطائفي، وأن مواجهة الفساد وتطبيق اتفاق الطائف بحذافيره تعني مواجهة اطراف دولة المحاصصة والفساد المرتبط بالسلطات السياسية ومواجهة وثيقة الطائف المعطلة خلال نظام الوصاية السورية.

اقرأ أيضاً: كيف وصل عون؟

هذه الشروط هل تعني مزيداً من المواجهات والنزاعات تكون بين أطراف المجموعات الطوائفية السلطوية ويمكن أن تصل إلى عقد تسوية بين المجموعات لتنتج نسخة طائفية متجددة من اتفاق الطائف على قاعدة إصلاح المؤسسات لتؤمن التوازن الطائفي؟ أم تعني إعادة بناء نسخة جديدة من سلطة الترويكا مرة أخرى ويتمثل فيها الزعيم الجنبلاطي بالواسطة؟

السابق
بالفيديو: الدبّ البني يظهر في سلسلة لبنان الشرقية
التالي
فيديو الإشكال الذي حدث على طائرة الميدل إيست بعدما تمّ الإعتداء على المضيفة