الحرب السورية: ما بين شوارع موسكو وأزقة واشنطن

روسيا
اضحت روسيا بعد تسلقها سلم الحرب السورية، اللاعب الابرز في الساحة هناك، و بالرغم من دوامة التخبطات التي تعصف بها، اقتصاديا كان ام ديبلوماسيا او على صعيد المنطقة ككل، ورقة حل لا يمكن تجاوزها.

اذ نرى الحل موجود على اجنحة طائرات بوتين، ومكتوب تحت اغطية زجاجات الفودكا، افتح و اربح. فمع كل صاروخ تطلقه طائرة السوخوي، تتجدد البيعة لنظام الاسد، وأقول للنظام وليس لشخص بشار الاسد. فلا يمكن للروس اطلاقا، وان سيطروا حتى على الاراضي السورية كاملة بما فيها الجولان، أن يسلموها مجددا للأسد. فالاخير قد اصبح أداة تتم عليها المفاوضات، ليس اكثر. بل يمكننا القول ان دوره ينتهي والبحث عن البديل جاري. اذا لا يمكن للروس تحمل ضغوطات الرأي العالمي بعد ست سنوات من الحرب “او ربما اكثر”، ومن ثم العودة الى حل الاسد!

اقرأ أيضاً: حرب باردة «روسية – اميركية» في حوض البحر الأسود

ومع تسلم ترامب سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الاميريكية في العشرين من الحالي، ننتظر تغيرا في الموقع الروسي على صعيد المنطقة، وخاصة حلولا في الوضع السوري. وذلك بعد التقارب التركي – الروسي، وتحجيم أدوار كل من الحرس الثوري الايراني وميليشيا حزب الله اللبناني في ساحات المعارك. فالهدنة بالمجمل قد تمت، ويبدو ان الحل قادم مع قدوم الرئيس الاميريكي المنتخب.

روسيا

فبالنظر الى اقتصاد روسيا الذي يعتمد بنسبة 40% على النفط، وترنح اسعار النفط اليومية، فإقتصاد روسيا الى اسوأ. أما بالعودة الى الوضع الروسي الامني والسياسي خاصة في السلك في الديبلوماسي، فنرى استقرار حذر أو ربما موقوت. ثم مع نيل روسيا المرتبة 15 في ترتيبات البنك الدولي، اي ان 14 قوة اقتصادية تسبقها، نرى تناسقا في قويا وتعاطفا غريبا بين شوارع موسكو وازقة واشنطن. فمع كل هذه التخبطات، لا بد لنا ان نرى تبدلا للأدوار بين ترامب وبوتين في المنطقة. ربما انسحاب تكتيكي للأميريكان يتبعه تخطيط مجدول يرسمه ترامب ينفذه بوتين.

اذا فمستقبل روسيا سيبنى على خطة اميريكية ترسم في البيت الابيض وتنفذ في الكرملين. والسلام في سوريا لن يكون سوى عبر حل سياسي يرضي جميع الاطراف، فلكل الاطراف المتناحرة مصالح هناك؛ أما بالنسبة الى الثورة السورية، فقد اجهضوها جميعهم.

السابق
تفشي المخدرات في الضاحية يتخطى الخطوط الحمر
التالي
مخاطر بعد «استانة» تطال حزب الله والوجود الإيراني في سوريا