في سجون مصر.. يدخلون تلامذة ويخرجون «دواعش»

السجون المصرية في سياستها العنفية تحول السجين الى متطرف داعشي.. خاصة في ظل غياب أي دور للأزهر الشريف؟

في تحقيق أعده الزميل مصطفى عبده لصالح موقع “قنطرة” حول أوضاع السجون في مصر، يبحث في نشاط “داعش” في السجون المصرية.

إقرأ أيضا: #تدمر وسرّ سقوطها السريع بيد «داعش»!

ويروي قصة محمود شفيق  الذي اعتقل أثناء وجوده في تظاهرة لجماعة الإخوان في القاهرة، حيث كان حينها تلميذاً بالثانوية العامة. حيث قضى شفيق عاما كمسجون احتياطي، وحصل على إخلاء سبيل، لكنه حين خرج لم يكن الشخص نفسه، الذي دخل، حيث فجَّر نفسه بين المصلين في الكنيسة البطرسية وسط القاهرة ما أسفر عن مقتل نحو 26 شخصا.

سجون مصر داعش

وبخروجه كان قد حصل على براءة من انضمامه إلى جماعة إرهابية محظورة، أي جماعة الإخوان المسلمين، ومن حيازة أسلحة ومتفجرات. وبعد خروجه هرب إلى سيناء وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”. حيث اعتنق محمود أفكارا متطرفة داخل السجون بعد تعرّضه لتعذيب شديد.

من هنا يبقى السؤال عن أسباب تحوّل الشباب واعتناقهم أفكارا متطرفة داخل السجون المصرية. حيث تتفاقم مخاطر تطرف الشباب داخل السجون المصرية، إزاء تزايد نشاط أعضاء وأنصار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في تجنيد الشباب داخل السجون.

وبحسب إحصائية قدمتها “التنسيقية المصرية للحقوق والحريات” أن العدد الإجمالي للمعتقلين خلال الثلاث سنوات الاخيرة وصل الى 44 ألف تقريبا.

وأصدرت الدولة المصرية، منذ عزل الرئيس السابق محمود مرسي، تسع قرارات تقضي بإنشاء 16 سجناً جديداً، افتتح بعضها رسميّاً، وأخرى لا تزال قيد الإنشاء.

ويقول سجناء سابقون مَرُّوا على سجون عديدة من بينها سجنا “العقرب” و”استقبال طرة” إن الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية في سجن العقرب أسهل وأسرع بكثير نظرا للتعذيب الشديد والإهانة والتضييق الشديد على السجناء، والانعزال التام عن العالم الخارجي ومنع الزيارات لمدد تصل إلى عدة شهور. مما يدفع بالسجين للانضمام للتنظيم نظرا للقمع الذي يتعرض له وقوة تحمله النفسية ومن هم حوله داخل الزنزانة.

وتعمل إدارة السجون على تبنيّ سياسة عزل المتهمين في قضايا التنظيمات المتطرفة عن باقي السجناء حيث تودع المتهمين في قضايا تنظيم “أنصار بيت المقدس” الذي أعلن مبايعته لتنظيم الدولة في تشرين الثاني 2015، و”أجناد مصر” وبعض قيادات الإخوان في سجن العقرب الشديد الحراسة، لكن مع تزايد المتهمين ومع الوقت بات يتداخل الأفراد بعضهم مع بعض.

إن فكرة تحول السجون لمفرخة متطرفين جدد ليست بجديدة، وهي تكرار لتجربة السجون في عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات، كما كتب الباحث مصطفى عبده في تقريره.

ومما يزيد الأمر سوءا هو أحوال السجون المصرية، التي تحتاج إلى إصلاحات جذرية خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع السجناء، إذ أصبحت التنظيمات المتطرفة تستغل يأس الشباب وإحباطهم خاصة في ظل التعذيب وإهانة الكرامة.

وهناك سجالات عديدة تحدث بين الإسلاميين ومن بينهم “جماعة الإخوان” وبين أنصار وأعضاء “تنظيم الدولة” تتطور لمشادات كثيرة إلا أن أخطرها  هو ما حصل في يوم 21 تموز 2016 حيث استعملوا الآلات الحادة فيما بينهم.

إقرأ أيضا: «أنصار بيت المقدس» تتحول إلى «ولاية سيناء»

إن فكرة تحوّل السجون لمفرخة متطرفين جدد ليست بجديدة، ولكنها تكرار لتجربة السجون في عهدي عبد الناصر والسادات، إذ أنه في ستينيات القرن الماضي تحولت السجون إلى مفرخة للجهاديين، وحتى أن معظم كتابات سيد قطب التي حملت على التكفير كتبها داخل السجن، وترعرع هذا الفكر داخل السجون في السبعينيات، الى أن حدث عام 1976 صدام مع الدولة وتم إعدام معظم قيادات التكفير.

ويقول أحد السجناء الذين حصلوا على إخلاء سبيل أنه طوال عام ونصف، وهي مدة وجوده داخل سجن “استقبال طره” لم يتلقِ بتاتاً بمشايخ من الأزهر يناقشونهم في الأمور الفكرية الملتبسة.

السابق
عودة اللاجئين إلى سوريا.. بشرط الإنتساب للفيلق الخامس
التالي
صهر ترامب مستشاره والعقل المدبر لسياساته