حرب باردة «روسية – اميركية» في حوض البحر الأسود

ماذا يحصل بين اميركا وروسيا في البحر الأسود؟

في الوقت الحالي تتحدث التقارير العسكرية والامنية عن قيام الجيش الاميركي بإعادة إنتشار في مناطق تنسب للنفوذ الروسي وكانت تنتمي إلى الإتحاد الإشتراكي سابقاً، فقد أشارت الصحف الاميركية إلى قيام الجيش الاميركي بإرسال ثلاث بواخر إلى حوض البحر الاسود. ويعمل الجيش الاميركي إلى نشر قواته الجديدة في رومانيا وبلغاريا واوكرانيا وهي دول كانت تنتمي في السابق إلى الاتحاد السوفياتي ومهمة القوات الاميركية الجديدة التي بلغ عددها 4 آلاف جندي دعم القواعد الاميركية في منطقة البحر الاسود.

وكما وتشير التحليلات الغربية إلى ان الرئيس باراك اوباما يسعى إلى تأزيم الصراع الروسي – الاميركي وإلقاء تبيعاته وأعبائه على اكتاف الإدارة الاميركية الجديدة بقيادرة دونالد ترامب الودود نسبياً مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين وذلك بعد ان وضع ترامب الخطوط العريضة لسياسته الخارجية الساعية للتعاون مع الروس في الحرب على الارهاب بالإضافة إلى حسن الجوار مع دولة بوتين.

في حديث اجراه موقع “جنوبية” مع المتخصص بالشأن الروسي خالد عزّي أشار فيه إلى “أن التحركات الاميركية في البحر الاسود يمكن قراءاتها كبداية تشكل حرب باردة حقيقية بين روسيا والدول الاوروبية التابعة للإتحاد الاوروبي واميركا.”

وأضاف عزّي أن “روسيا حاولت خلال فترة معينة نقل ثقل صراعها مع القوى الغربية في أوكرانيا إلى سوريا، وقد سعى بوتين إلى تسوية النزاع في اوكرانيا منتصف عام 2016، ولكن الادارة الاميركية لم تستجب إلى المطالب الروسية.”

يشير عزّي الى ان ما جرى الحديث عنه عن تراجع دور اميركا في سوريا وتداعي موقفها امام تقدم حلف روسيا يشكل جزء من استراتيجية اميركية المستقبلية.

إقرأ أيضاً: سوري يرفع دعوى ضد روسيا… فهل يكسبها؟

وبحسب عزّي “فإن أميركا لا تقود صراعاتها وفق عقلية سطحية، وتبلور ذلك بالإحراج الذي يعيشه الروسي حالياً في سوريا، ومأزقه مع ارتفاع امكانية فشل مؤتمر استانة للسلام الذي يحضر له لتسوية حرب سوريا.

كذلك فإن اوباما عمل على عدم منح روسيا قيمة إضافية بشكل مجانٍ، وتبين أن سكوت الادارة الاميركية عن تصرفات موسكو في سوريا ليس إلا جزء من إستراتيجية مدروسة جداً، تتبلور سماتها في الوقت الحالي في منطقة البحر الأسود التي تشهد توتر عالٍ جداً بين روسيا واميركا وحلف الناتو.

إقرأ أيضاً: وسائل الاعلام الروسية تعلن استعداد موسكو لـ«حرب عالمية ثالثة»

وبحسب عزّي “فإن التحرك العسكري الاميركي سيرافقه نشر لقوات من الجيش الالماني والبلجيكي والبريطاني في عدد من دول بحر البلطيق، مما يعني محاصرة روسيا عسكرياً في مناطق تنظر لها على انها تحت نفوذها، وقد نشهد في المستقبل القريب الحديث عن سباق تسلح وهو احد سمات الحرب الباردة.

وتساءل المتخصص بالشأن الروسي “إذ كيف يمكن لنا قراءة خبر استعراض روسيا لدبابة تطلق صواريه نووية في سوريا، او حتى اعلان وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم عن تطوير عشر صواريخ عابرة للقارات؟.

 

 

 

 

السابق
بالفيديو.. ملايين شيّعوا رفسنجاني وهتفوا «الموت لروسيا»
التالي
كفررمان: حريات عود على بدء بانتظار قرار المحافظ