في سوريا الفوز لإيران وليس لروسيا

الخامنئي
روسيا غرقت في وحل سوريا وإيران مستمرة في حياكة خيوط امبراطوريتها.

في مقالٍ للكاتب اللبناني حسين عبدالحسين بعنوان “كم إنسحاباً روسياً من سوريا” يشير فيه الكاتب إلى ان في أقل من سنتين اعلنت موسكو عن سحب قواتها من سورية ففي المرة الاولى اعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن سحب قواته بعد ان انجزت مهمتها القتالية في سوريا، اما المرة الثانية فكانت قبل اسبوع من الآن حين اعلنت موسكو عن سحب قواتها من سوريا.

ويقول عبدالحسين انه لا يمكن احتساب العواقب المترتبة عن الاعلان المتكرر لروسيا عن انسحابها من سوريا، وذلك رغم ان بوتين يصور حروبها بأنها حاصلة على موافقة المؤسسات الرسمية الروسية، إلا ان بوتين اثبت في حربه على جزيرة القرم ان حروبه اغلبها سرية.

حتى في سوريا فإن المقاتلات الروسية بدأت عملها بشكل سري إلا ان اضطر بوتين للإفصاح عن تدخله العسكري، ويقول عبدالحسين أن “لبوتين مقاتلون على الأرض السورية” وقد اشارت التقارير أن بعض القوات العاملة الروسية في سوريا من المرتزقة ولا تنتمي للجيش الروسي النظامي.

إقرأ أيضاً: لماذا تخلّت روسيا عن ايران في اليمن ثمّ باعتها صواريخ أس 300؟

ويقول عبدالحسين أن بوتين “يتأرجح في وجوده في سوريا” ويسعى لإخفاء مدى تورطه في الحرب السورية وإخفاء خسائره أيضاً من أجل منع اي تحرك شعبي سيكون سببه الكشف عن تلك الخسائر.

وبحسب الكاتب فإن بوتين بدأ يفقد أضواء حربه في سوريا وبالتالي فهو يندفع أحياناً لسرقة الأضواء من جديد عبر الإعلان عن تلك الإنسحابات لجيوشه من سوريا. كذلك فإن مشاركة روسيا في المعركة السورية إلى جانب الاسد وإيران لا يعني بأن موسكو هي المسيطرة على اللعبة، فقد نشر عدد من التقارير من اعلام ايران يشير إلى تأفف من تقاعس روسيا عن تأمين غطاء جوي لمعارك إيران.

إقرأ أيضاً: روسيا وإيران ستعانيان بسبب انخفاض أسعار النفط…

وبحسب عبد الحسين فإن روسيا تريد نتائج سريعة لتدخلها العسكري إلا ان ايران لا تسعى إلى ذلك فهي منشغلة في بناء امبراطوريتها التي وصلت لأول مرة إلى سواحل المتوسط. ويصف الكاتب الاختلاف الروسي عن ايران بالقول ان روسيا تفضل ان تلعب كرة القدم في سوريا بينما ايران تريد ان تلعب الشطرنج في الصراع السوري.

ويختم الكاتب بالقول ان روسيا نفدت افكارها حول الحرب السورية، ولم يعد الغرب مكترثاً لروسيا والأسد مما يعني ان الانتصارات التي يحققها بوتين على المعارضة بدون نتائج دبلوماسية بالإضافة إلى ان بوتين غير قادر على فرض نفسه كشخص يحل الصراعات في الشرق الاوسط، وستستمر ايران في التمدد ولا مانع من ان يعلن بوتين انسحابه من سوريا لأكثر من مرة بعد انسحابه الاخير.

السابق
عوّاد من رئاسة التفتيش المركزي الى القضاء العدليّ تهرّبا من الملفات السوداء
التالي
رجل دين عراقي يثير موجة سخط لدى طلاب العراق