الإرهاب دين وليس أعمالاً فردية

الإرهاب دين أرضي صاعد، له أتباع، له أنصار، له مهاجرين، له علماء، له سنن، له شيع، له فقه وشريعة، فيه جزاء وعقاب، له كتاب، فيه طقوس وأسفار وأخبار.

ما سبق ليس إفتراء بل تكشف عنه وثائق نشرت في وسائل الإعلام والإعلان، دين (أي طاعة) يستعين بالطرق والأساطير والخرافات، يستفيد من بعض المفردات، من كلمات مثل فتنة وبعث وحساب، حدّ وفوز وثواب، حور عين وجنة وانهار، إنها الحقيقة ولو أغمضت عينيك لرأيتها بوضوح لا يشوبه شك من ذاك الذي قد تسببه الظلمة أو النور، هو دين الأموات يقيّم الحدود في وجه الأحياء، آلة قتل متنقلة هائمة في وهم الفوز بالجنة بالنار.

إذاً لا يمكن لشخص منفرد ان يفعل ما يفعله  في هذا العالم، ما لم يكن هنالك من قال له كن فكان، لا بد من وجود قوة مساعدة مهيأة صانعة تجعل من كل هذه الأمم المفترضة هزيلة مترنحة ضعيفة منقسمة تستجدي التضامن لمحاربة هذا الفرد الواحد أو بعض من الأفراد، لا يمكن له أن يكون فزورة و لا حتى حزورة نبحث عنها خارجنا ونحن بالاصل شيعاً  نقتل بعضنا بعضاً، فليس حلاً أن نبحث دوماً عن شيطان عظيم الفعل يبرر تخلفنا.

إقرأ أيضاً: بين«محاربة» الإرهاب … و«مكافحة» الإرهاب

كل فرد من هؤلاء هو عامل من عوامل إرهاب، وهنالك إرهاب على شكل جماعات، وإرهاب دول، وإرهاب أمة ، واليقين أن منشأه أرضي ينشأ طبقة ثرية تجعل من البعض أضاحي ترضيها وترضي أسيادها أو قاداتها وزعماءها و أدعياءها، وأنك كلما لعنتهم لعنوك أو قتلوك أو في أضعف الإيمان عزلوك أو نفوك.

لسنا بحاجة إلى قاتل في اسطنبول لنقرّ بالفتنة، فمع وجود هذا الكم من الإرهاب ومن الأتباع ممن يستترون بالعفة وهم منها أبرياء، ومع وجود كمّ منهم للأسف بأكثرية الأصوات منتخبين، وبعد الأحداث التي تراكمت على صفحات الزمن ترانا نضع الأمر مجدداً بيد أفراد ونبحث عن شيء خارجنا، نبحث عن شخض فريد تغلب قدرته قدرة الأمة و العالم، نريد أن نعرف صورته، نريد أن نعرف أصله، نبحث على صفحات الفيسبوك والإنستغرام عن تاريخه و أقواله، وفي ذلك فعل مستتر يمنح هذا المنهج وقتاً ليستقيم و يبقي الجميع في وهم يهوي بهم إلى القاع، لكن كل مرة  مع سابق إصرار وتصميم.

إقرأ أيضاً: الإسلام والإرهاب والعلمانية: كم نحن حمقى!

حقيقة الأرهاب هذه المرة كما في كل مرة انه ليس اعمالا فردية، لكن الحقيقية الوحيدة هي أننا نخسر كل يوم شبان وشابات من أمثال ورديني والشامي ومسلم و ما زلنا نصر على أن الإرهاب فردي وليس ديناً يولد غريباً بين الناس.

السابق
روسيا تعلن عن تقليص قواتها في سوريا
التالي
ترامب والعرب… ووداع عهد أوباما