مصطفى بدرالدين وعماد مغنية.. والثأر الروسي

من المسؤول عن تصفية قيادات حزب الله، روسيا أم أميركا أم اسرائيل؟

في وثائقي أعادت نشره مجدداً قناة “روسيا اليوم” بعنوان “عرفات وفضل الله والاختطاف في بيروت، تفاصيل اكبر عملية للكي جي بي في الشرق الاوسط”، يتناول الوثائقي مرحلة الحرب الاهلية اللبنانية وما تخللته حقبة نزاع اللبنانيين من خطف دبلوماسيين من بينهم البعثة السوفياتية في بيروت وهم اليكس بيرين، فاليري ميركاف التابعان للجنة امن الدولة في الاتحاد السوفياتي عام 1985، أما اركادي كاتكوف فهو موظف في البعثة الدبلوماسية للاتحاد السوفياتي لبيروت بالاضافة إلى الطبيب نيكولاي سننسكي.

بعد عملية الاختطاف تبنت العملية خلية لم تكن معروفة سابقاً حملت اسم “خلية خالد ابن الوليد”، وفي بيان الخلية اتهام لروسيا بالكفر وبدعم سوريا التي ينفذ جيشها اعتداء على مدينة طرابلس اللبنانية، وبحسب الوثائقي حمل بيان “خالد ابن الوليد” تهديد لسفارة الاتحاد السوفياتي وضرورة اخلائها وإلا تعرضت للهجوم من قبلهم وإثباتاً للتهديد قتلت المجموعة اركاد كاتكوف التابع للسفارة السوفياتية في بيروت ورمية جثته في ملعب بيروت.

إقرأ أيضاً: حزب الله يدخل القسم «الجهاديّ» الى جميع وحداته!

ويشير الوثائقي إلى قيام الاتحاد السوفياتي حينها بإرسال بعثة امنية للتحقيق بالملف عام 1985 وتعد الخلية الامنية السوفياتية من الاهم في تلك الفترة، وتمكنت البعثة الامنية ببيروت بقيادة العقيد يوري بيرفيراف من تحديد الجهات التي تقف خلف عملية الخطف وقتل الدبلوماسي وتبين للكي جي بي أن حزب الله هو الذراع العسكري الذي قام بالخطف وإرتباط اسم منظمة فتح بالعملية.

وبحسب الوثائقي فقد كشف احد العمالين في وكالة امن الدولة السوفياتية فيتشي سلاف لاشكول لقناة “روسيا اليوم” عن خفايا العملية. فيتشي سلاف لاشكول صاحب كتاب “تاريخ العمليات الاستخباراتية” وثائق اهم حوادث الاعتداءات على البعثات وكيفية عمل الاجهزة الاستخباراتية ويصف لاشكول عملية الاختطاف التي حصلت في بيروت على انها لم يكن لها مثيل، ويضيف لاشكول ان حافظ الاسد بدا متريثاً في تعاونه في تحقيق الاجهزة الاستخباراتية السوفياتية الذي عاد وإستقبل وفد السوفيات وذكر عدم معرفته بتفاصيل الحادثة واستنكر ذلك ووجه كلام قاسياً إلى المخابرات السورية العاملة في لبنان، وتبين لموسكو أن هنالك اجهزة فلسطينية على علاقة بالحادث وطلب السوفيات لقاء عرفات وأشركوا رومانيا والسعودية وليبيا وألمانيا الديمقراطية في عملية تبادل للمعلومات.

إقرأ أيضاً: الحرب على الإرهاب متناسلة الفصول «بلا نهاية»

وتساءل محاور “روسيا اليوم” هل يعقل ان لا تعلم الاجهزة الامنية السورية المسيطرة على لبنان بالحادث، ويجيب لاشكول ان الاسد بعد شكوك السوفيات حول من يقف خلف الحادثة رفع من تعاونه الامني مع الاجهزة السوفياتية في التحقيق بالموضوع. واكدت المخابرات الدولية  وجود ايدي للفلسطينيين وأكدوا ان الدبلوماسيين يتم نقلهم كل 24 ساعة إلى مكان جديد ومن بين المناطق سهل البقاع، والمفاجيء في الامر وصول الـ”كي جي بي” إلى ان للسيد محمد حسين فضل الله علاقة بالامر، ويكشف لاشكول في تقرير “روسيا اليوم” ان قوات “خالد بن الوليد” كانت منظمة مبتدعة وزائفة وكانت هي نفسها حزب الله ذراع إيران في لبنان.

إقرأ أيضاً: وقف اطلاق النار في سوريا يضع مصير حزب الله على المحك

ويشير وثائقي “روسيا اليوم” إلى طلب ممثل المخابرات في لبنان برفيليف لقاء اكثر شخصية راديكالية في لبنان “محمد حسين فضل الله” الذي كان الزعيم الروحي للحزب، وطلب السوفيات من مسؤولهم الاستخباراتي التعاطي بحزم مع فضل الله، ونصحت موسكو برفيليف لقاء زعيم حزب الله مرة اخرى.

وذكر برفيليف لفضل الله ان الاتحاد السوفياتي يشارف على القيام بمناورة عسكرية ولا مانع لهم بتوجيه صواريخ  نحو قم ومشهد، وتبين لموسكو ان المدبر لعمليات الخطف هو المسؤول العسكري لحزب الله عماد مغنية، وقام الـ”كي جي بي” بتشكيل خلايا امنية لمراقبة تحركات مغنية وتصفيته، ومن المعلوم أن مصطفى بدرالدين المتهم من قبل المحكمة الدولية بترؤس المجموعة التي اغتالت الحريري عام 2005 هو نائب مغنية العسكري وذراعه الأيمن.

عام 2008 قامت احد الجهات الاستخباراتية بإغتيال القيادي الجهادي في حزب الله عماد مغنية في حي هادىء في دمشق، إتهم حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله اسرائيل بالإغتيال، بدورها تل ابيب لم ترد على الاتهامات ولم تتبناه، واثير علامات استفهام كبيرة حول الجهات الضالعة في اغتياله، وكشفت اميركا عن اعدادها لمخطط لإغتيال مغنية مع اسرائيل، إلا ان الرئيس الروسي فلادمير بوتين في عام 2005 اكد للرئيس سعد الحريري بأنه سيدفع بأقصى جهده لملاحقة والمساهمة بالكشف عن من نفذ عملية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق للبنان رفيق الحريري. كذلك الامر في ايلول 2015، دخلت روسيا إلى سوريا عسكريا، وكشفت التحليلات الصحفية عن ان المسؤول الجهادي في سوريا لحزب الله هو القيادي مصطفى بدر الدين، قبل عملية اغتياله علقت روسيا مشاركتها الجوية في المعارك التي يقودها الجيش السوري مع ايران على مدينة خان تومان، وسقط في المدينة عدد من القتلى للجانب الايراني وللحزب، بعد شهرين اي بتاريخ 14 ايار 2016، قتل بدر الدين وعرف القليل عن كيفية مقتله ومن بينها ان القائد في الحرس الثوري قاسم سليماني كان قد اجتمع مع بدر الدين قبل ساعة من اغتياله. وما زالت إلى الان خلفية اغتيال قيادات حزب الله غير مكشوفة وربما يقع بعضها في تفاصيل حرب روسيا واميركا للقضاء على الخلايا المصنفة بأنها ارهابية وتهدد الامن العالمي.

ويجدر التذكير بمقال للكاتب اللبناني حسن فحص بعنوان “بدر الدين، هل قتله الرفاق الروس” يشير فحص إلى احد المنشورات على فيسبوك قال فيه “مصطفى بدرالدين ورد اسمه في اكثر من دولة ومطلوب لديه من الكويت الى روسيا الى اسرائيل ونتذكر خطف الدبلوماسيين السوفيات في بيروت وعلى ارض السورية اصبحت التصفيات بين الدول والمجموعات والجميع راض عن اللعبة”.

وثائقي روسيا اليوم

http://middleeasttransparent.com/ar/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86%D8%9F%D8%8C-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%84/

 

 

السابق
في أحد مستشفيات صور: الممرضة قصّت الشريط اللاصق ومعه إصبع الرضيعة!
التالي
المحاصصة سادت ملف النفط و«بلوكات الجنوب للجنوب»