روسيا تبحث عن مخرج لها من وحل سوريا وايران

صدر عن المركز العربي لدراسة السياسات قراءة لاستراتيجية روسيا وتعارضها مع ايران ومضيها قدماً في التعاون مع تركيا حول سوريا...

عدد كبير من التحليلات تتناول ما سيؤول إليه المشهد السوري بعد سقوط حلب والإتفاق التركي – الروسي الذي يقضي بإيجاد حل شامل للنزاع السوري بين المعارضة السورية ونظام الأسد.

وقد صدرت دراسة عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، تناول “فرص نجاح الإتفاق الروسي – التركي في سوريا”، تستهل الدراسة الحديث عن كيف تم توقيع الإتفاق الروسي – التركي وإنسحاب الفصائل المعارضة بموجب الاتفاق من حلب وتوجه القوى الاقليمية إلى استانة لعقد مؤتمر السلام حول سوريا.

وبحسب الدراسة قد تتخلل الخطوات الروسية – التركية النجاح بعد فشل كل الخطوات الدولية السابقة لحل الحرب السورية، بحيث ان منذ التدخل العسكري الروسي بتاريخ ايلول 2015، توصل الاميركيين والروس إلى اتفاقيين لوقف اطلاق النار في سوريا، وقد نتج عن تفاهمات فيينا الاتفاق الاول لتذليل عقبة المفاوضات في جنيف 3.

ولكن النظام اسقط الاتفاقات عبر استمراره بالقصف على المناطق المحاصرة، إلا ان اللقاءات بين لافروف وكيري لم تتوقف بهدف التعاون العسكري ضد التنظيمات المتطرفة في سوريا، ولإحياء المفاوضات ونتج عن ذلك الاتفاق الثاني في سبتمبر 2016، وفشل في ضبط الوضع في سوريا، بسبب حماسة النظام السوري للحل العسكري ومعه إيران.

إقرأ أيضاً: أميركيون بقيادة ترامب مع روسيا ضد أميركا

إلا أن وقف اطلاق النار الحالي لديه فرص نجاح اكبر بسبب تأثير القوى الضامنة على الاتفاق على أطراف النزاع في سوريا، وإصرار روسيا على وحدة مسار الحل في اوكرانيا وسوريا. وتنظر روسيا إلى تدخلها العسكري على انه حمى النظام وإيران والميلشيات من الانهيار بينما تنظير إيران والاسد والميلشيات إلى التدخل السوري على انه للقضاء على المعارضة.

ورغم جهود روسيا بإيجاد حل سلمي يخرجها من ورطتها في الوحل السوري إلا المحللين العسكريين والسياسيين في الغرب يجمعون عى ان محاولات روسيا في مؤتمر أستانة قد لا يكتب لها نجاح ويضاعف خيار الفشل استمرار الاسد بالقصف بعد توقيع الاتفاق الروسي – التركي. وتشير الدراسة إلى تعويل العرب على الشقاق بين ايران وروسيا فقد لعب حزب الله الدور الابرز في خرق الهدنة، وتجد التحليلات الدولية ان تركيا قد تساعد روسيا على ايجاد المخرج الذي تريده.

إقرأ أيضاً: وسائل الاعلام الروسية تعلن استعداد موسكو لـ«حرب عالمية ثالثة»

كذلك تشير الدراسة على الاجماع حول فشل المعارضة المسلحة من الاستمرار بدون تركيا كما وان الفصائل هذه تفهم حاجة روسيا بالمحافظة على وقف اطلاق النار، بالاضافة إلى ذلك فإن إيران وروسيا لا تتفقان على مختلف الاهداف حول سوريا ولكن لا يمكن لموسكو الاستغناء عن طهران لأنهما تتفقان على دعم الأسد. وتعود الدراسة الصادرة عن المركز العربي إلى ما صدر عن دورية “ستراتفور” لتحليل المعلومات وبحسب الدورية الاميركية فإن روسيا ملحة على تخفيض تمثيلها العسكري بعد انجاز حلب وتسعى إلى الخروج من الورطة السورية رغم إلحاح الايرانيين على الحلول العسكرية طويلة الامد.

وعن التقارب الروسي التركي تقول الدراسة العربية أن روسيا ألزمت المعارضة على الخروج من حلب، وإلزمت إيران والميلشيات المدعومة منها على الإلتزام بالاتفاق والعمل وفقه كذلك دخلت موسكو بحوار مع الفصائل المعارضة مما سيقلب موازين الصراع السوري.

 

 

السابق
سباق روسي – إيراني نحو اختطاف ما بعد حلب
التالي
غوانتانامو: 40 سجينا فقط باقون هنا