اللبنانيون يقعون ضحية «المراهنات» على كرة القدم

المراهنات على كرة القدم .. آفة تجتاح المجتمع اللبناني.

المراهنة على مبارة كرة القدم رسخ نفسه كواحد من القواسم المشتركة التي توحد شرائح واسعة من المجتمع اللبناني. وبات من الممكن أن يجزم المرء بأنه لا يوجد شاب يقطن ضاحية او حي من أحياء بيروت إلا وراهن على احد مبارايات كرة القدم فإما فاز في رهانه أو خسر.

ريال مدريد برشالونة

الدخول إلى عالم المراهنات يتطلب من الشاب تفعيل برنامج “سوكر” أو أي برنامج يعادله متخصص في متابعة ومواكبة عالم الرياضة على مختلف أنواعه. في بيروت وضواحيها تنتشر مئات المكاتب المتخصصة بالمراهنات بعضها يصف نفسه بالشرعي أي انه حاصل على رخصة من الدولة اللبنانية والجزء الاخر من المكاتب يصفونها الشباب بأنها غير شرعية.

بإمكان المراهن أن يلعب على أي دوري لكرة القدم في العالم، حتى بلغت الأمور إلى المراهنة على فرق الدوري الصيني والدوري الفليبيني. يحدد المراهن مجموعة من المباريات ويقوم بتحديد الفائزين في كل مباراة على حدة، وبإمكان المراهن أن يلعب أيضاً على عدد الأهداف في كل مباراة يختارها ضمن لائحته.

لا يمكن غض النظر عن تلك الظاهرة المخيفة التي تجتاح الشارع اللبناني بأكمله صغار وكبار، فقراء وأغنياء بحيث ان عدد ضحايا هذه اللعبة ضخم فلا احد من المراهنين يتوقع إلى ماذا ستؤول إليه نتائج المباريات المراهن عليها.

يقول أحد المراهنين بأن اصحاب اغلب المكاتب يرتعبون عند سماع إسم الدولة حتى انهم لا يبيعون بطاقات المراهنة للشباب الغرباء ظناً منهم بأنهم تابعين لإحد الاجهزة الامنية في الدولة. ويضيف شاب اخر بأن الاجهزة الامنية تسعى جاهدة لمكافحة ظاهرة المراهنات لأنها تسهل عملية الاحتيال والنصب وطالما أن المراهنات بعيدة عن رقابة الدولة فهذا يعني أن امور غير شرعية عدة متاحة لأصحاب مكاتب المراهنة من بينها التلاعب والإبتزاز او حتى قد تصل الامور إلى عدم دفع المبالغ المالية للفائزين.

يقول حسن إحد المولعين بلعبة المراهنة على مبارايات كرة القدم انه يراهن مرتين كل اسبوع، أي حوالي ثماني مرات في الشهر الواحد، وتقدر ارباحه الشهرية حوالي 500$ وذلك في حال اصاب في خياراته.

إقرأ أيضاً: اشتباكات جمهوري النجمة والعهد يهدّد رياضة كرة القدم

وينظر الشاب العشريني لأرباحه في لعبة المراهنات كعامل مسهل لأموره الحياتية. يعمل حسن “ديليفري” في احد المطاعم في ضاحية بيروت الجنوبية وقد توجه إلى لعبة المراهنات على كرة القدم لأن راتبه لا يكفيه إلى منتصف كل شهر، فوجد أن اسهل الطرق للحصول على المال ومضاعفته هو الولوج بلعبة المراهنات.

ياسر شاب صغير لا يتجاوز الـ16 عام، قال لـ”جنوبية” أن بعض مكاتب المراهنات، ترفض احياناً بيعه بطاقة المراهنة لأنه صغير السن، ولكن بعض اصحاب المكاتب يطلبون منه دفع ألف وخمس مئة ليرة إضافية كـ”خوة” على البطاقة.

وتحدث ياسر إلى “جنوبية” عن خسارته منذ المرة الأولى للعبه في المراهنات. فقد راهن على مبلغ 15$ وكان من الممكن لو فازت كل الفرق التي إختارها أن يفوز بمبلغ وقدره 130$، ولكن حلم محمود بالحصول على المبلغ المالي تبدد كلياً بمجرد خسارة الفريق الانكليزي ليفربول المباراة امام فريق ساندرلاند.

إقرأ أيضاً: «داعش» استبدل تحكيم «الفيفا» في كرة القدم بالـ«أسس الشرعية»

أما أحمد القاطن في طريق الجديد تحدث لجنوبية عن ان اغلب المولعين في لعبة المراهنات من فقراء المنطقة لأنها تؤمن لهم مخرجاً لتحسين ظروفهم المادية، ولكن بحسب احمد فإن الفقراء ايضاً هم اول ضحية لها.

كامل يعمل في محل لبيع المجوهرات قال لـ”جنوبية” أنه يقدم بين الحين والاخر على المراهنة على المباريات، ولكنه يفضل المراهنة على المباريات الكبرى في دوري أبطال أوروبا مثلاً، او المراهنة على مباراة نصف نهائية او نهائية بين المنتخابات.

ويضيف كامل “ان المراهنة على هذا النوع من المباريات يجلب الكثير من المال في “ضربة وحدة”، لأن مثل هكذا مناسبات كمواجهة فريق ريال مدريد الاسباني لنظيرته برشالونة.

ويضيف كامل أنه “يشتري ورقتين الاولى أحدد بها “فوز الريال على برشالونة” اما الثانية فأحدد “فوز البرشا على الريال”، ولا يتجاوز سعر الورقتين الذين راهنت عليهما العشرين آلاف ليرة وفي حال ربحت أكون بذلك قد حققت ما يقارب الألفي دولار.” ويختم “تكون الأرباح اعلى بكثير من المباريات العادية، ومن هنا كل ما زادت اهمية المباراة كل ما اصبحت المكاسب أعلى.”

 

السابق
«علي» بطل لبناني يكرّم في ألمانيا
التالي
الحرب على الإرهاب.. الاسم الحركي لضرب «الدولة العربية»