مجزرة اسطنبول وحّدت اللبنانيين: الإرهاب يستهدفنا جميعاً

بالرغم من طغيان أجواء الحزن والغضب التي انتابت لبنان في اليومين الماضيين جراء مجزرة ملهى " رينا " في اسطنبول التي ذهب ضحيتها ثلاثة مواطنيبن لبنانيين، الا أن الاستقبال الرسمي للشهداء والجرحى، عكس صورة تضامنية واسعة شاءت الدولة إظهارها في مواجهة هذه الفاجعة.

استقبل لبنان الرسمي والشعبي أمس جثامين الضحايا اللبنانيين الثلاث في مجزرة اسطنبول، الياس ورديني وهيكل مسلم وريتا الشامي، ملفوفة بالعلم اللبناني، في مطار بيروت الدولي، برفقة الجرحى الخمس فرنسوا الأسمر، ناصر بشارة، نضال بشراوي، ميليسا بابالاردو وجهاد عبد الخالق.
هذه الصورة التضامنية التي عبّر عنها حضور رئيس الحكومة سعد الحريري الى المطار ممثلا في الوقت نفسه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري . وفيما أحاطه الوزراء نهاد المشنوق وجبران باسيل ويوسف فنيانوس وميشال فرعون ونقولا تويني حرص الحريري على التوجه بكلمة شديدة الاقتضاب وقال رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي كان في المطار بين المستقبلين، إن الحكومة اللبنانية تتابع مع الحكومة التركية حيثيات التحقيق في الجريمة، مؤكداً أن “الإرهاب يستهدفنا جميعاً، فهو يستهدف الناس الطيبين الذين يحبون الحياة ويريدون أن يعيشوا”. وشدد على أن “الإرهاب لا دين له، وسنحاربه بأقوى ما عندنا وهو وحدتنا الوطنية”.

إقرأ ايضًا: لكم أديانكم واتركوا لنا انسانيتنا
وفي حين نقلت الجثث الثلاث إلى مستشفى أوتيل ديو، سيستكمل الجرحى العلاج، على نفقة وزارة الصحة في مستشفى الجامعة الأميركية (الأسمر وبشارة ونضال) وميليسا بابالاردو في مستشفى الروم. أما عبد الخالق فهو بصحة جيدة وسيتوجه إلى منزله، “وفي حال تبين أنه في حاجة إلى رعاية خاصة، فسيؤمن له العلاج المناسب في المستشفى”، وفق مدير العناية الطبية في وزارة الصحة الدكتور جوزف الحلو.

ومن بين الجرحى اللبنانيين، بقيت بشرى الدويهي، ابنة النائب أسطفان الدويهي، في إسطنبول إلى حين استقرار وضعها الصحي. بينما أعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير أنه قد تصل خلال 48 ساعة إلى بيروت.
وكانت الطائرة التي أقلت الضحايا وذويهم من تركيا إلى مطار رفيق الحريري الدولي– بيروت حطت بعيد الثامنة من مساء أمس (الاثنين)  قد جهزت بتقنيات طبية لتسهيل عملية نقل الجرحى، الذين سيخضع عدد منهم لعمليات جراحية، مساء اليوم الإثنين.

وقد غصّ صالون الشرف الرئيسي في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، بالشخصيات الرسمية وأهالي الضحايا الذين حملوا صور أبنائهم، فتم فتح صالون آخر امتلأ أيضا، ما استدعى فتح قاعة ثالثة.
في غضون ذلك يتوقع ان تطرح مأساة اللبنانيين الذين طاولتهم مجزرة اسطنبول نفسها بندا استثنائيا من خارج جدول الاعمال على الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في السنة الجديدة غدا الاربعاء علما انها الجلسة الاولى ايضا بعد نيل الحكومة الثقة النيابية الاسبوع الماضي .

إقرأ ايضًا: تركيا الهدف الأول للإرهابيين

وفي جديد هجوم إسطنبول كشف نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتول موش، أن اعتداء اسطنبول ليلة رأس السنة مختلف عن الهجمات السابقة التي شهدتها البلاد. وأشار قورتول موش إلى شبهات باستقدام المتورطين في الهجوم دعماً لوجيستياً عبر الحدود، وتحديداً من سوريا، مؤكّداً استمرار العمليات العسكرية التركية على مواقع “داعش” في سوريا رغم اعتداء اسطنبول.

إلى ذلك، عزز الجيش التركي خلال اليومين الماضيين قواته العسكرية على الحدود السورية في منطقة كيلس المقابلة لمعبر باب الهوى في إدلب. وتضمنت التعزيزات الجديدة التي أرسلت إلى المنطقة دبابات ومركبات مدرعة وناقلات جنود وتجهيزات عسكرية.

السابق
تركيا الهدف الأول للإرهابيين
التالي
الحريري: يعلن حداداً عاماً لساعة واحدة استنكاراً لجريمة اسطنبول