أين المعارضة السورية من الاتفاق الروسي – التركي؟

مقتطف: الكاتب الصحفي ماجد كيالي كتب في صحيفة الحياة طارحاَ أسئلة كثيرة ومحرجة حول الاتفاق الروسي - التركي الذي أوقف الأعمال القتالية في سورية.

يقول الكاتب كيالي أن هدف الاتفاق الروسي – التركي هو الذهاب الى مؤتمر الآستانة أواخر الشهر الحالي لإنهاء الصراع السوري.

اقرأ أيضاً: قراءة جيوسياسية حول التفاهم الروسي-التركي-الإيراني في سوريا

ويتساءل الكاتب انه كيف حلّلت الفصائل العسكرية في المعارضة لنفسها إجراء مفاوضات مع روسيا وعقد هذا الاتفاق معها “المشوب بالغموض”، بينما قامت هذه الفصائل بتحريم ذلك على الباقين؟ ثم لماذا لم تفسرّ هذه الفصائل السقوط السريع للمدينة بيد جيش النظام السوري وحلفائه؟ وما هو التبرير الذي سوف تدلي به هذه الفصائل للشعب السوري حول سرعة قبولها بالتفاوض مع النظام؟ ثم أين «الائتلاف الوطني» و «الهيئة العليا للمفاوضات» ومحلهما من الاعراب والمفروض أنهما تضمّان تلك الفصائل العسكرية التي وافقت على الاتفاق دون ذكر هاتين الهيئتين؟ ولما لم تستدع تركيا أحدا من المسؤولين فيهما؟

يستدرك الكاتب بأن “لا أحد سيجيب على تلك الأسئلة” وان الدول الراعية مثل روسيا وتركيا تأخذ مصالحها بعين الاعتبار بشكل اساسي دون النظر لحساسيات أو لحسابات النظام السوري ولا فصائل المعارضة.

ويستنتج الكاتب أن قبول النعارضة أمس بالاتفاق الروسي التركي وقبله بمقررات روسيا – تركيا – ايران في موسكو دون استشارة أي فصيل منها هو بسبب تشتت تلك الفصائل، لذا يبدو بديهياً أيضاً،ان مسارعة قبولها المشاركة في مفاوضات مع النظام، برعاية روسية وتركية في «الآستانة»، هو بسبب ضعفها وتفتّتها.

مع ذلك، يقول الكاتب كيالي، فان على فصائل المعارضة التي انخرطت في العملية السلمية أن لا تظهر بمظهر من يعطل الحلّ السلمي، بل على العكس من ذلك، اذ أن موقف المسهّل للعملية السلمية هو الذي يبقي المعارضة على الخريطة، أي ان المعارضة عليها أن تستثمر هذه الحلوا لإظهار نفسها شريكا فاعلا وإظهار ان من يعرقل تلك الحلول هو النظام السوري، الذي يرفض أي حل سياسي، عوضاً عن منحه صكّ براءة بإعلانها هي رفض المفاوضات أو رفض الحل السياسي.

المعارضة السورية

ولكن وبحسب الكاتب فإن على فصائل المعارضة أن تتمسك بشروط محدّدة لا بدّ منها وهي: وقف كامل لكل أعمال القتل والتدمير والتشريد، والإفراج عن المعتقلين، ورفع الأطواق الأمنية عن المناطق المحاصرة، وإخراج الجماعات أو الميليشيات المسلحة الأجنبية من البلد، بضمانة قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي ومع تواجد قوات دولية.

ويؤكد الكاتب أن أي تهاون في هذه المطالب الحيوية سيؤدي الى خيبة أمل وإعادة إنتهاج النظام من جديد، مهما تطلب ذلك من جهد وإصرار حتى لو أدى ذلك الى مزيد من قتال واحتراب فهذه طبيعة الصراعات ولا سيما في سوريا حيث يعدّ كل طرف نفسه أنه يخوض حربا وجودية. وعلى الرغم من ضعف النظام وخور قواه فإنه ما زال يتلقى دعما روسيا إيرانيا قويا، في حين ان المعارضة التي تمدّ يدها للمساعدة الدولية ما زالت لا تلقى المعونة المطلوبة.

أخيراً، فإن نجاح الاتفاق الروسي – التركي يتطلب برأي الكاتب توافر عدة عوامل، أول تلك العوامل وضع حدّ دولي لتدخّل ايران ومليشياتها في الحرب في سوريا دعما للنظام. وثانيها ان يستمر هامش الخلاف بين روسيا وايران. وثالثها ان تدخل أميركا بقوة على خط دعم الاتفاق التركي الروسي، ورابعها التحول من مفاوضات «الآستانة» إلى مفاوضات «جنيف»، المنطلقة من مرجعية بيان جنيف1 وقرارات مجلس الأمن الدولي، وخامسها تصحيح المعارضة بشقيها السياسي والعسكري لأوضاعها على جميع المستويات.

السابق
دريد لحّام ينتقد بشكل مفاجىء الجامعة العربية
التالي
والد الطفل محمد بركات لـ«جنوبية»: تدهورت حالة ابني بسبب مستشفى السان تيريز