سامي خضرا ينتقد أعياد المسيحيين فينتقده الشيعة المعتدلون

في كل مرة يرغب أحد رجال الدين الإسلاميين في المساهمة برأي حول قضية ما، نراهم يزيدون الطين بلّة كما يزيدون الفجوة المتسعة أصلا بين الاسلام والمجتمع.

“اذا كان للنصارى (بابا نويل) يحقق لهم أحلامهم مرة كل سنة كما يزعمون ويتوهمون، فلنا رب البرية يحقق لنا أحلامنا طوال السنة وفي كل وقت وحين. كل عام ونحن نشهد عيسى كلمته التي ألقاها الى مريم وروح منه. كل عام ونحن نشهد أن اليهود ما صلبوه وما قتلوه ولكن شبّه لهم”.

بوست سامي خضرا

إقرأ أيضا: من يفتح الباب لأفكار «قرون وسطية» باسم التشيّع؟

هذا التعليق نشرعلى صفحة السيد سامي خضرا على الفايسبوك استوجب ردود فعل عنيفة، أجبرته مباشرة لمحو التعليق بعد ساعات بسبب تعرضه للانتقاد الشديد من المسلمين قبل المسيحيين، لأنه يتناقض كليّا في نصه مع روح التآلف التي يدعو لها اولا المسلمون الشيعة على الأقل، وثانيا لانه يتناقض أيضا مع خط حزب الله الذي ينتمي اليه السيد خضرا، فالحزب دأب في الفترة الأخيرة على تحريض شبابه في رسائلهم “الفايسبوكية” على اظهار روح التسامح والاحترام للديانات الأخرى بصورة متناقضة مع ما يظهر عليه التنظيمات السنيّة المتطرفة كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة وغيرهم، فيتصورون امام أنصبة وتماثيل مسيحية فيرسلون بذلك رسائل ايجابية تجاه المسيحيين في سبيل اظهار مدى التقارب بينهم وبين الشيعة. وحزب الله هو نفسه من يبادر الى تهنئة القيادات المسيحية بأعيادهم.

فهو في منشوره الإفتراضي هذا، الذي إختفى بسرعة، يرفض فيه خضرا ضمنّا فكرة احتفاء المسلمين بأعياد المسيحيين، ويظهر انزعاجه من عقيدتهم، وهو على العكس مما ينادي به رئيسه وولي أمره السيد حسن نصرالله. وان كانت دعوة نصرالله سياسية تعود الى الحلف السياسي بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ.

حزب الله

فهل يعتقد خضرا ان برنامجه التلفزيوني الدينيّ الذي يقدّمه على تلفزيون المنار هذا لا يفيّ بغرضه لجهة الإنتشار الشهرة التي يطلبها؟

فما قال الاستاذ الديني في حزب الله السيد سامي خضرا استفزّ عدد من رجال الدين الشيعة المتنورين، ومنهم الشيخ فادي حجازي الذي نشر ما نصه:

“ماذا لو أشرقت الشّمس على الملحدين…

هل يعترض أهل الإيمان!!!

وماذا لو أُنزل الغيث على بلاد الكفر…

هل يجاهر الأتقياء بالرّفض!!!

وماذا لو أخرجت الأرض خيرها على المشركين…

هل يعلن المتدينون ثورة على التّراب!!!

وماذا … وماذا … وماذا…

وهل تظنّ أيها الراكع لله، أن الكون رهن لك؟

وهل تعتقد أيها الخاشع أن الدنيا تبع لبنصرك؟

دعني أخبرك:

أنت تقوم بواجبك حسب قرآنك…

وانجيلك…

وتوراتك …

الجديد ما يقوم به البعض من اخراجنا من واقعنا…

يريد هذا البعض أن نخالف الآخر ولو بالمباح والمشروع، فقط لأن هذه عادات الآخرين!

ومَن قال يجب أن نعارض!

ومن قال حرام أن نتّفق!

ومن قال أن القاسم المشترك بين أهل الأرض بدعة !

فإذا اتفقت البشرية جمعاء على اعتبار هذا اليوم يوم عيد بمناسبة ولادة مخلص الإنسانية من ظلم المحرَفين والمفسدين والخائنين …

أو باعتبار هذا اليوم بداية عام جديد وصفحة جديدة من صفحات العمر …

فأهلا بالوفاق والإتفاق …

وكل عام وأنتم بألف خير”

الشيخ محمد علي الحاج

وفي اتصال مع الشيخ محمد علي الحاج، مدير حوزة السجاد الدينية، حول الموضوع قال لـ”جنوبية” ردا على سؤال: هل تغيّر دور رجل الدين من مصلح الى مثير للقلاقل والخلافات؟ قال: “دور علماء الدين في الأساس حساس جدا، واليوم الحساسية والخطورة مُضاعفة بشكل كبير، لأكثر من اعتبار، ليس أقلها أننا نشهد صراعا طائفيا له أبعاد وتأثيرات بالغة التعقيد”.

وأضاف سماحته قائلا: “إن حالة التدّين تمر بفترة عصيبة، والتطور في وسائل التواصل، مع انفتاح الشباب على مختلف الثقافات والإيديولوجيات المعاصرة، مضاعفا للدور السيء لما يسمى بالإسلام السياسي وإخفاقاته المتتالية، كل ذلك ولّد ردة فعل سلبية اتجاه الدين!!”.

إقرأ أيضا: السيد سامي خضرا يضرب مجددا: لا ينبغي للشيعة الحديث عن المحبة والسلام!

“وعلى رجال الدين تاليّا الإلتفات للمستجدات التي تشهدها ساحتنا، وهذا ما يفرض مزيدا من الوعي والحكمة في تصريحات وتعابير علماء الدين. ويصح ان نستعيرعبارة لنصفَ واقع علماء الأديان بأنهم : بيت الداء والدواء”.

وختاما، نقول ان السياسة دخلت رجال الدين الذين لم يدخلوا العصر، بل هاهم يعيشون عقلية القرن الأول الهجري، بأدوات القرن الخامس عشر للهجري!

السابق
زياد بطرس ينتقد المحطات اللبنانية: لم يوقفوا برامج الهبل تضامناً مع ضحايا اسطنبول
التالي
حماة الديار: الإرهاب لا دين له