الجيش الحرّ يسيطر على مواقع داعش في «البادية» ويحذّر من خرق الهدنة

شنت قوات الشهيد احمد العبدو يوم الخميس الماضي هجوماً واسعاً على تنظيم داعش الرهابي في قطاع البادية السورية وسيطرت على نقاط عدة في منطقة البادية جنوب سوريا

وقد شمل الهجوم الذي شن على محورين الأوّل من مفرزة جليغم و بئر محروثة  باتجاه سد ابو خشبة و تل مكحول والثاني من قطاع ضمير بتجاه بئر الهيل – تيس – سيس، مناطق و النقاط التالية  ( بئر الهيل – تيس – سيس – بئر شهيب – تل مكحول – سد ابو خشبة ).

و استطاعت القوات خلال فترة زمنية لا تتجاوز الـ 4 ساعات من السيطرة على كافة النقاط باستنثاء نقطة تيس التي انسحب اليها عناصر التنظيم الفارين، كما تمكنت تدمير وعطب أكثر من 5 آليات وعربات في نقاط الاشتباكات لتنظيم داعش، ودمرت معسكرات التنظيم ومراكزه في سرية تيس، بالإضافة قتل 34 مسلحاً من التنظيم وجرح العشرات، وسحب 12 جثة.

هذا وقامت القوات في اليوم الثاني من العملية بالسيطرة على تل مكحول الاستراتيجية في البادية ودمرت محطة الاشارة للتنظيم في نقطة تل مكحول الاستراتيجية عقب السيطرة عليها.

اقرأ أيضاً : الجيش الحر: عناصر «جيش الفتح» من أبناء حلب ونحن من يسيطر على المدينة

فيما عمد تنظيم داعش في المقابل لإلى جلب تعزيزات عسكرية من مواقعه في ريف السويداء، وشن هجوماً مباغت أفشلته قوات أحمد العبدو في حين تجري الاشتباكات على أشدها في جميع المذكورة أعلاه، وقد حاول التنظيم أيضاً التسلل إلى محاور جبال القلمون الشرقي، غير أنّ محاولاته قد أحبطت.

في هذا السياق أوضح النقيب أحمد التامر، القائد العام لقوات الشهيد أحمد العبدو لـ”جنوبية” أنّه “في البداية لا يخفى على أحد خطر تنظيم متطرف إرهابي كتنظيم داعش في أيّ نقطة تحل سيطرته عليه ولنا في المنطقة الشرقية من سوريا أكبر دليل ومثال، لكن الخطر الأكبر الذي يمكن أن نقوله هو استراتيجية جبال القلمون التي تشكل قلعة محصنة استراتيجية قد يتخذها قاعدة عسكرية له عقب انهياره في المنطقة الشرقية الذي ليس ببعيد، ونحن بكل تأكيد نفشل مشروعه الذي يطمح من خلاله لإتخاذ جبال القلمون وأجزاء من البادية عاصمة جديدة له إلا أنّه لن يحقق ذلك إذ نفرض المعادلة على الأرض”.

جيش الحر

مضيفاً “أهمية المعركة كمعركة شيء وأهميتها بالنسبة لأهدافها شيء أخر لكنهما متصلين ببعضهم البعض، فأهمية المعركة تمكن في أهمية البادية السورية التي تشرف على عدة دول شقيقة، وكونها تكسر حصار التنظيم عن القلمون الشرقي، وتعيد نفوذ الجيش السوري الحر على البادية السورية بالمطلق، بالإضافة إلى كونها مثلث يطل على تدمر السوري والبوكمال. أما بالنسبة للأهداف فهي واضحة ونقولها لا مكان للإرهاب في سوريا، ولا مكان لمن جعلوا دين المحبة والمسامحة دينً للإرهاب، نحن نقاتل اليوم في البادية السورية والقلمون، وغداً نقاتل في ريف حمص وربما في أي مكان آخر من سوريا”.

وتابع التامر “نحن اليوم نفرض معادلة جديدة استراتيجية وهي بالنسبة لنا مفصلية نكون أو لا نكون، الفكرة أبعد من ذلك، إذ أنّ ما يتخذه النظام هو أكبر من فرض داعش حتى يضرب القوات المعتدلة، فهو يريد داعش ويهمه تواجده في منطقة حساسة كالبادية السورية التي تتمحور على محافظة السويداء عديدة، كي يعضهم بين فك كاشمته التي تقول أم إرهاب داعش او إرهابي، هذه الخطة النظام نفذها وينفذها باستمرار لضرب الفصائل المعتدلة، نحن بنهاية ثورة شعب تهدف إلى إسقاط النظام، والنظام هو نظام إجرامي لا يفهم سوى القتل والتشريد والإرهاب”.

وفيما يتعلق بالواقع العسكري والميداني والإنساني أشار إلى أنّه “في البداية يجب أن نكون واضحين وشفافين التنظيم استطاع التقدم في الفترة من الماضية خلال هجماته وتمكن من فرض طوق أمني على القلمون السوري وبسط نوعا ما من نفوذه، نحن استطعنا باستراتيجتنا أن نوقع أكبر قدر من الخسائر في صفوفه، ومعركتنا الحالية هي معركة كسر عظام، أي كسر حصار التنظيم وكسره في البادية السورية والقلمون السوري، وفرض طوق أمني على التنظيم ومعادلة استراتيجية جديدة”.

اقرأ أيضاً : الجيش الحر لـ«جنوبية»: «ملحمة حلب الكبرى» ستحرر حلب بالكامل

وفي سؤال حول الواقع السوري واتفاق وقف إطلاق نار ومستقبل سوريا في ظلّ خطر التقسيم لفت صالح الصالح قيادي سياسي في قوات الشهيد م1 أحمد العبدو إلى أنّه “نحن بكل تأكيد مع وقف حقيقي لإطلاق النار، شرط أن تتبعه مفاوضات سياسية جادة لإنتقال سياسي سلمي وفقاً للمقررات والمرجعيات الدولية على أسس جنيف1. لكن نحن أيضاً نرفض أن يكون إتفاق هش وأن يعيد النظام ترتيب أوراقه ويعود من جديدة بحملات عسكرية جديدة ومجازر هذا بكل تأكيد لا نقبله، على الأطراف الضامنة بذل الجهود بشكل أكبر لإنجاح ووقف نزيف الدماء في سوريا”.

متابعاً “بالنسبة لموضوع التقسيم في سوريا، بمعناه الحرفي هو بعيد بكل تأكيد لكن لا يمكن الجزم بذلك بالمطلق، لكن الأقرب يمكن القول هي الفدرالية السورية هي الأقرب للوضع الحالي في سوريا، ما نسعى إليه كمعارضة عسكرية مسلحة وسياسية، هو الوصول إلى دولة سوريا موحدة ديمقراطية لامركزية

السابق
داعش يتبنى العملية الإرهابية في اسطنبول
التالي
نشطاء حزب الله: اللبنانيون الذين سقطوا في اسطنبول ليسوا بشهداء