أحمر بالخط العريض: جسدٌ هدد بالسكين وأمومة مغتصبة

عامٌ من البحث عن ديبا غارماسيري، مالك مكتبي يختم العام بحلقة إنسانية، حلقة حملت بتفاصيلها كل معاني الصدق والمعاناة والحرفية والمهنية.

ديبا غارماسيري، عاملة أجنبية تواجدت في الأراضي اللبنانية في التسعينات من القرن الماضي ثم غادرتها تاركاً طفلةً، لم تعرف أمها، ولم ترها، لتبدأ بعد زواجها رحلة البحث مع برنامج أحمر بالخط العريض.

زينب التي التمست في الحلقة الماضية، أعذاراً لوالدتها التي تخلّت عنها، والتي لم ترد أن يعلم والدها بما تقوم به حتى لا يمنعها، تابعت رحلة البحث التي بثت تفاصيلها اليوم السبت 31 كانون الأوّل، يرافقها مالك مكتبي ويدعمها زوجها.

من لبنان إلى سيريلنكا، أكثر من رحلة، والهدف واحد “ديبا غارماسيري”. نجح مالك مكتبي وقدّم حلقة تفوق بها مهنيةً وإعلاماً على كل ما سوف يقدم في ليلة رأس السنة، لتجد زينب بعد معاناة وقهر الوالدة في حالة يرثى لها من الفقر والمرض والوضع الإجتماعي المزري.

 

احمر بالخط العريض

 

إلا أنّ الحقيقة الصادمة، أنّ ما بين “ديبا” و والد زينب لم يكن زواجاً، كان اغتصاباً تحت تهديد السكين، ومن ثم ورقتين الأولى زواج والثانية طلاق تبعها ترحيل لتظلّ الطفلة ضحية “السكين” بين زوجة الأب و دار الأيتام.

إقرأ أيضاً: إلى اللقاء.. مالك مكتبي ينتصر

ملامح الخوف على وجه الوالدة كانت واضحة، قابلت مالك مكتبي بحالة من النكران، تذكرت كل شيء اسم المكتب اسم البيت الذي عملت به، ولكن حينما واجهها باسم الجاني ارتجفت تغيرت ملامحها لم تعترف، حتى التقط مكتبي نقاط خوفها فقالت له ما تعرضت له وكيف السكين كانت على رقبتها.

شهقة “زينب” حينما عرفت بتلك الجريمة لم تكن أقل وطأة من صدمة مالك مكتبي ومن خوف الأم، مزقت صورة أبيها، احتضنت والدتها، لتصطدم بحقيقة جديدة وهي أنّ أيام “ديبا” معدودة، إذ قالت لهم بشجاعة أنّها لا تستطيع السفر إلى لبنان لأنّ مرضها لم يعد يترك لها الكثير من الوقت وأنّها سوف تموت بعد يوم أو اثنين.

إقرأ أيضاً: عنصرية ..بالخط العريض‏

مالك الذي كان إنساناً قبل أن يكون إعلامياً، وعد زينب بأنّه سوف يهتم بوالدتها ويعالجها ويؤمن لها كلّ سبل التواصل معها، إلا أنّ قدراً ثانياً كان أقسى، بعد 42 يوماً توفيت والدة زينب بمرضها، توفيت بعد أن قابلت ابنتها، وبعد أن ظهرت الحقيقة كلّ الحقيقة.

تحية لما قدمه برنامج أحمر بالخط العريض، وتحية أكبر لمثابرة مالك مكتبي ولشجاعة زينب.

حلقة مأساوية إلا أنّها واقعية، واستطاعت زينب أن تعانق والدتها ولو لمرة واحدة قبل أن يفرقهما نهائياً الموت.

السابق
أين إيران من الاتفاق الروسي-التركي حول سوريا؟
التالي
توقعات ميشال حايك لعام 2017