إيران وروسيا: افتراق في سوريا أم تبادل للأدوار

اثار الإتفاق الروسي – التركي هواجس شعبيّة خاصة لدى الجهات التي ساهمت في الحرب السورية طيلة خمس سنوات، في ظل غياب ايران عن الصورة، وبالتالي حزب الله الذي قدّم ما قدّم.

رد محمد جواد ظريف وزير الخارجيّة الإيراني، على التساؤلات حول غياب ايران عن اتفاقية وقف إطلاق النار الشامل الذي تم التوصل إليها في سوريا بموجب اتفاق روسي – تركي بالقول انه “إنجاز كبير”، وهو تصريح غير مباشر يعلن الرضى عن هذا الاتفاق وينفي شائعات التهميش.

اقرأ أيضاً: وقف اطلاق النار في سوريا يضع مصير حزب الله على المحك

من المنطلق نفسه، استغل حزب الله منبر البطريركيّة المارونيّة في بكركي، ليرد على لسان رئيس المجلس السياسي في الحزب السيّد ابراهيم أمين السيّد، وليعلن أنّ الحزب باقٍ في سوريا “من أجل هزيمة المشروع الإرهابي بكامله، وأن الحزب لم يذهب الى سوريا بقرار تركي أو أميركي أو سعودي، بل في إطار التعاون بينه وبين الدولة السورية، وعندما نرى أنّ المصلحة تناسب خروجنا من سوريا نخرج، ولكن ليس التزاماً منّا بقرار تركيا أو غيرها”.

ويأتي موقف الحزب الحاد والمباشر هذا، بعد إعلان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أنّه يتعين على “جميع المقاتلين الأجانب ان يغادروا سوريا، ويتعيّن على حزب الله العودة الى لبنان”.

سوريا

جاء هذا التراشق بالتصاريح على خلفيّة حدث إقليمي نوعي كبير، تَمثّل بالإعلان عن اتّفاق لوقف إطلاق نار شامل في كلّ أنحاء سوريا بين المعارضة والنظام برعاية روسيّة- تركية.

وللوقوف على حقيقة الموقف المُعلن سواء التركي او الحزب اللهي، كان لـ”جنوبية” اتصال مع المحلل السياسي الكاتب نبيل هيثم، حيث قال ردا على سؤال حول امكانية انسحاب حزب الله من سوريا بعد تصريح جاويش أوغلو؟: “أولا، برأييّ انه كلام غير جديّ، وليس صحيحا على الاطلاق. وحزب الله لن ينسحب من سوريا، وليس لمشاركته أثمان. فالحرب لم تنته بعد، والكلام الذي صدر عن دعوة حزب الله للانسحاب إنما صدر عن مصادر سورية مُعارضة، اضافة الى أن جاويش أوغلو هو نفسه الذي قال سابقا عن حزب الله منظمة ارهابية. وهي ليست الا تمنيّات، ونحن نسأله هل انتهت المعركة في سوريا؟ ولازال العدو الإرهابي كالنصرة والقاعدة وداعش، موجود في سوريا؟

نبيل هيثم

وعن سرّ غياب ايران من الصورة خلال الإتفاق التركي – الروسي؟ يقول هيثم: “العداوات تاريخية، ومن لا يُحبك لن يحبك أبدا، والصراع المذهبي موجود منذ أزمان. وفيما يتعلق بعدم الوجود الإيراني خلال اعلان الإتفاق الذين لم يوضعوا أصلا بالصورة، فإنه عندما جاء الروس الى سوريا قالوا أن ثمة اتفاق بيننا وبين الايرانيين على كل شيء. إذن طالما أن روسيا بالصورة، فإيران بالصورة. اذ لا غلبة للوجود الروسيّ على الوجود الإيرانيّ.

اقرأ أيضاً: أين ايران من إتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟

وختم هيثم: “أنا أريد ان أنقل الوقائع، وهي عبارة عن قراءة وملاحظات وليست بتمنيّات. فالحلف بين الروس والايرانيين لايزال قائما لكن لكل منهما أعمال وأدوار. فالروس موجودون وهم رأس الحربة، وليس على حساب الإيرانيين، وحزب الله ذهب نتيجة اعتبارات ما زالت قائمة في سوريا، لذلك فهو لن ينسحب الآن.

السابق
اكتشاف عشيقة روسية لـ«ألطنطاش» والشرطة التركية في حيرة!
التالي
تهديد قوي روسي لصقور أميركا: أوباما بطة تعيسة!