حزب الله وجيش النظام عاجزان في «وادي بردى»

منطقة وادي بردى تتبع لقطاع القلمون في الشمال الغربي لدمشق، وعلى اتصال مع السلسلة الغربية لجبال لبنان، فيما يقع نهر بردى في ريف دمشق الغربي وينبع من الزبداني.

تتكون هذه المنطقة من 13 قرية تسيطر المعارضة على تسع منها، وتعد مياه عين الفيجة التي تنبع منها مصدراً اساسياً للمياه لما  يوفره من مياه الشرب لما يزيد عن الست ملايين شخص في دمشق وريفها، كما كانت المعارضة تستعمل هذا النبع ورقة ضاغطة في وجه للنظام إن للمقايضة أو لإطلاق معتقلات من سجونه.

لوادي بردى أهمية استراتيجية في المرحلة الحالية من الأزمة السورية، هذه المنطقة التي انتفضت في وجه النظام السوري منذ العام الثاني للثورة السورية واعتقل العديد من أبنائها، إذ تشكل امتداداً جغرافياً للزبداني المحاصرة من قبل حزب الله والنظام السوري، حيث أنّها تقع على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية والتي يعمل حزب الله على تأمين خط إمداد له على طولها.
مؤخراً عادت وادي بردى من جديد إلى خط النار، وتمّ قصف نبع عين الفيجة مما أدّى إلى قطع مياهه عن مناطق دمشق وريفها، هذا العدوان الذي دخل في تخطى يومه السادس، طرح مجدداً مخطط التهجير وأن تكون خطة النظام في هذه المنطقة لإعادة تطبيق سيناريو داريا وشرقي حلب من حصار وتجويع وصولاً لاتفاق يكون محوره الباصات الخضر.
ميدانياً وفي آخر المعطيات التي تناقلتها وسائل إعلام المعارضة، فقد استطاعت الفصائل يوم أمس الثلاثاء 27 كانون الأول صد هجوم لقوات النظام على محور قرى الحسينية ودير قانون و وادي بسيمة، موقعة العديد من الخسائر في صفوفهم فيما لم يتوقف الطيران السوري عن قصف المنطقة بالبراميل المتفجرة.

 

وادي بردى

 

بدوره المرصد السوري لحقوق الإنسان أوضح أنّ قوات النظام تسعى للتقدم في هذه المنطقة، والسيطرة على قراها، أو فرض اتفاق بها على غرار شرقي حلب.
في السياق نفسه منح جيش الأسد مسلحي وادي بردى مهلة 48 ساعة و وضعهم أمام خيارين إما سلامة نبع عين الفيجة وخروج آمن للمسلحين وعائلاتهم باتجاه إدلب، وإما استمرار العملية العسكرية حتى قتل آخر مسلح.

إقرأ أيضاً: ثوار الزبداني يطلقون معركة فك الحصار والنظام و«حزب الله» يحاصران وادي بردى

فما هو الواقع حالياً، وماذا تقول الهيئة الإعلامية لوادي بردى؟
موقع “جنوبية” تواصل مع عضو الهيئة الإعلامية في وادي بردى، أبو محمد البرداوي، الذي أكّد أنّ “الوضع في وادي برى سيء جداً على كافة الأصعدة الإنسانية والمعيشية والصحية، والقصف لم يتوقف اليوم بشتى أنواع الأسلحة على القرى ولاسيما على قريتي عين الفيجة وبسيمة”.
موضحاً “حتى الآن جميع النقاط التي بين أيدي الثوار ما زالت معهم ولم يحرز حزب الله والنظام أي تقدم، قوات النظام وحزب الله يسيطران على التلال المحيطة بالمنطقة بيما الثوار في داخلها داخلها وفي الجرود”.
وأشار البرداوي إلى أنّه “اليوم لم يحدث أي اشتباكات مباشرة إنّما قد قام النظام بقصف القرى والمدارس الملاجئ والمساجد في قريتي ين الفيجة وبسيمة”.

إقرأ أيضاً: من بعد حلب هذا مخطط حصار وتهجير وادي بردى وتسليمه إلى حزب الله

مؤكداً أنّ “وادي بردى غالبيته من فصائل الجيش الحر وكتائب أحرار الشام وجيش تحرير القلمون وكتائب تابعة للجيش الحر تشكيلها وقيادتها في وادي بردى”.
وفيما يتعلق بخسائر النظام وحزب الله لفت إلى أنّه “اليوم لا يوجد خسائر لحزب الله والنظام، ولكن خسائرهم في الـ 5 أيام الماضية تقدر بخمسين قتيلاً بينهم عشرة قتلى تابعين لحزب الله، إضافة إلى اغتنام دبابتيين وعربة مدرعة وتريكس مزنجرة”.

السابق
أوباما صفّى حسابه مع نتنياهو
التالي
أين ايران من إتفاق وقف إطلاق النار في سوريا؟