الثأر بين الجيش وآل جعفر لم ينته مع اغتيال العسكري القاق

بعد قتل الشاب هادي جعفر أمام حاجز جيش في 18 أيلول الماضي، تحركت العقلية الثأرية وانتقمت من العسكري في المخابرات اللبنانية محمد القاق يوم الإثنين 26 كانون الأول.

بعد مرور عشرة أيام على زفافه، قضى هادي جعفر ابن الـ19 عاماً، برصاصات عدّة اخترقت جسده عن طريق الخطأ عندما كان عناصر الجيش اللبناني يعدّون كميناً لأحد المطلوبين من بلدة الهرمل.

هذه الحادثة التي أحيك حولها العديد من الروايات منها أنّ هادي لم يمتثل لحاجز الجيش اللبناني، وهذا نفاه مصدر مقرب من العائلة مؤكداً أنّ المكان الذي قتل فيه هادي لا حاجز للجيش فيه، لتظلّ الفرضية المطروحة هو أنّ هادي كان ضحية كمين وتوقيت لم يرحمه ولم يرحم عائلته.

هادي “الضحية” لم يبرد دمه، ولم تتوقف التداعيات عن الاشتباك اللحظوي الذي دار بين العشيرة وحاجز الجيش، إذ أشار والده في تشييعه وفي حضور فعاليات آل جعفر إلى أنّ الجيش هم أبناؤه، إنّما الثأر سوف يكون من القاتل.
ما أعلنه والد هادي تحقق يوم الإثنين الماضي حيث تمّ اغتيال العسكري في المخابرات اللبنانية علي ماجد القاق، وتعميم تسجيل صوتي ينسب العملية للوحدة الأمنية ل آل جعفر ويتوعد بالمزيد من عمليات الثأر بحق كل من كان له صلة بجريمة ابنهم.
إلا أنّ علي الذي أشيع أنّه قد أطلق عليه النار أمام ثكنته، تأكد فيما بعد أنّ عملية اقتناصه تمّت في دمشق، وذلك بعدما كان قد توجه إلى سوريا بموجب مأذونية لزيارة مقام السيدة زينب، والجريمة قد تمّت أثناء افتراق محمد عن عائلته في سوق الحميدية ليذهب هو إلى زيارة المقام حيث تمّت ملاحقة سيارة التاكسي التي يستقلها وحينما ترجّل هارباً تمّ قتله بأسلحة حربية.

هذه المعلومات أكدّت معظمها مصادر آل جعفر لصحيفة الأخبار، والتي أوضحت أنّها كانت تراقب تحركات علي القاق وصولاً لمعرفتها بنية سفره إلى تركيا عبر سوريا. مضيفة أنّ الثأر كان لأن قيادة الجيش لم تفِ بالعهد ولم تحاسب مطلقي النار.

إقرأ أيضاً: جريمة ثأر تطال الجيش اللبناني

بالوقت نفسه نقلت الصحيفة عن مصادر امنية، أن قتل هادي كان عن طريق الخطأ وأثناء اشتباك ناري مع أحد المطلوبين، لافتةً إلى أنّ رئيس فرع مخابرات البقاع العقيد علي عواركه كان قد زار منزل محمد جعفر، والد هادي، في أيلول الماضي حيث أكدت العشيرة في لقائها معها حرصها وثقتها بالمؤسسة العسكرية.

 

علي القاق

 

هذا وكانت مصادر عسكرية قد أكدت أنّها لن تسكت عن جريمة مقتل الجندي علي القاق، وانّ المحرضين والفاعلين سوف يقدمون للعدالة، فيما صدر عن قيادة الجيش اللبناني يوم الثلاثاء27 كانون الأول البيان التالي:
«دهمت قوة من الجيش فجر اليوم(أمس)، منازل عدد من المطلوبين في منطقة القصر – الهرمل، والمشتبه في علاقتهم بالعمل الإجرامي الذي استهدف العريف في الجيش علي ماجد القاق خلال وجوده بمأذونية في محلة السيدة زينب – دمشق وأدى إلى استشهاده. وقد تمكنت القوة من توقيف شخصين، وضبطت بحوزتهما كمية من الأسلحة الفردية والذخائر والأعتدة العسكرية المتنوعة.
وتؤكد هذه القيادة أن الجيش لن يسكت عن هذا العمل الإجرامي الجبان، وسيلاحق القائمين به والمحرضين عليه أينما كانوا، حتى إلقاء القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة».
وفي السياق، نعت قيادة الجيش – مديرية التوجيه، العريف علي ماجد القاق الذي استشهد جرّاء تعرّضه لإطلاق نار من قبل مسلحين خلال وجوده بمأذونية في منطقة السيدة زينب – دمشق، وفي ما يلي نبذة عن حياة الشهيد:
– من مواليد 24/11/1986 السفري – قضاء بعلبك – الهرمل.
– مددت خدماته في الجيش اعتبارا من 11/9/2008، ثم نقل الى الخدمة الفعلية بتاريخ 23/1/2010.
– حائز عدة أوسمة وتنويه العماد قائد الجيش وتهنئته عدة مرات.
– حائز تهنئة وزير الداخلية والبلديات. – متأهل من دون أولاد.

إقرأ أيضاً: معروف حمية يظهر مجدداً في شريط فيديو مصوّر

الجدير بالذكر أنّ هذه الجريمة الثأرية ليست الأولى هذا العام، فقبلها كان معروف حمية والد العسكري الشهيد محمد قد ثأر لابنه من “أبو طاقية” وذلك بقتل ابن أخيه الشاب حسين الحجيري (22 عاماً) في بلدة عرسال في 24 نيسان 2016.

إلا أنّ حمية ما زال حراً طليقاً، وكان له مداخلات إعلامية عقب الجريمة، ليظل السؤال، هل أصبح الثأر مشرعاً؟

السابق
في خرافة نصرالله: الحرب الكونية
التالي
الممثلة الأمريكية تريسيا ماكولي جثة هامدة في سيارتها