البيت الأبيض: لم يكن بإمكاننا التصويت ضد القرار والحفاظ على ضميرنا حياً في آن واحد

قال البيت الأبيض في مؤتمر صحافي هاتفي عقد من جزر هاواي، حيث يمضي الرئيس الأميركي باراك أوباما إجازته، أن الموقف بعدم التصويت ضد القرار الاممي جاء بعد استنفاد كل الوسائل الممكنة لوقف الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وشارك في المؤتمر الصحافي كل من: بن رودس، نائب مستشارة الرئيس لشؤون الأمن القومي، وروب مالي، مسؤول ملف الشرق الأوسط في البيت الأبيض، وفرانك لوينستين، مسؤول ملف المفاوضات في وزارة الخارجية الأميركية.

وقال بن رودس في المؤتمر الصحافي الهاتفي التي شاركت به “القدس”: “لقد شرحت ممثلتنا في الأمم المتحدة بإسهاب وبلاغة لما اتخذنا هذا الموقف ذلك لان الاستيطان يدمر فرص حل الدولتين وأن على إسرائيل والفلسطينيين اتخاذ الخطوات الملائمة لتحقيق حل الدولتين قبل فوات الأوان”.

وقال رودس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اتخذ هذا القرار بعد مراجعة العديد من الخطوات والتصريحات والمشاريع التي قدمت بهذا الشأن “وأن ذلك ينسجم تماما مع موقف الولايات المتحدة الثابت ضد الاستيطان الإسرائيلي وضد التحريض الفلسطيني كما ينسجم مع موقفنا الثابت بشأن ضرورة تطبيق حل الدولتين”.

وأوضح رودس “إنه لم يكن بإمكاننا التصويت ضد هذا القرار والحفاظ على ضميرنا حياً في آن واحد ؛ يهمنا أن نؤكد ان هدف القرار هو إدانة الاستيطان وقد استنفدنا كل الوسائل والمسالك الممكنة لتحقيق حل الدولتين عبر التفاوض المباشر ولكننا فشلنا”.

وشدد رودس في معرض رده على استياء الرئيس المنتخب دونالد ترامب أن ” هناك رئيس واحد للولايات المتحدة وهذا الرئيس هو باراك أوباما حتى يوم 20 كانون الثاني 2017، وبالتالي يتخذ الرئيس القرارات الخاصة بأمن الولايات المتحدة … إن الرئيس أوباما قام بمساعدة إسرائيل أكثر من أي رئيس سابق ودعمناهم بـ 40 مليار دولار في السنوات العشر القادمة؛ إن حل الدولتين يهدف لحماية امن وسلامة إسرائيل في المستقبل”.

إقرأ ايضًا: نتنياهو يعلّق: في سوريا تذبح الأطفال ومجلس الأمن يلاحقنا.. يا للعار!

ورفض رودس الاتهام بأن الرئيس أوباما والوزير جون كيري تآمرا ضد إسرائيل، قائلاً : “إسرائيل تريد أن لا تبحث الاستيطان وهذا سيء بالنسبة لإسرائيل ديمقراطية ويهودية”، مذكراً أن (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو تبجح الأسبوع الماضي بأن حكومته تدعم الاستيطان بالكامل.

واشار رودس إلى أن الوزير الاسرائيلي نفتالي بينيت يقول أن حل الدولتين انتهى “ونحن في الوقت الذي ندين فيه الإرهاب الفلسطيني ونضمن أمن إسرائيل قلنا دائما أنه ليس هناك حلا إلا حل الدولتين”، مؤكداً “إننا نسمع الكلمات عن حل الدولتين (من قبل إسرائيل) ولكننا نرى أمورا مختلفة على الأرض”.

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر اليوم الجمعة قرارا يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بموافقة 14 عضواً وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت بدلا من استخدام حق النقض (الفيتو) كما فعلت غير مرة في السابق ، ما سمح بتمرير هذا القرار.

وجاء في القرار الاممي أن المستوطنات تهدد بقاء حل الدولتين، ودعا الإسرائيليين والفلسطينيين الى العودة للمفاوضات التي تؤدي إلى دولتين مستقلتين.

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ أكثر من 36 عاما التي يصدر فيها مجلس الأمن قرارا حاسما بشأن المستوطنات.

ويأتي امتناع الولايات المتحدة عن التصويت ليعكس الإحباط المتزايد لدى إدارة أوباما بسبب نمو وتوسيع المستوطنات التي تعتبرها الولايات المتحدة عقبة في طريق السلام.

وجاء القرار بد أن تأجل يوما واحدا من موعد التصويت عليه عندما انسحب راعي المشروع، مصر، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب.

ومن المقرر ان يلقي وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال الفترة القادمة خطاباً مفصلا يتناول رؤية الولايات المتحدة لحل الدولتين.

السابق
حكومة الحريري نالت الثقة بـ 87 صوتا
التالي
بانتظار أن يذوب ثلج آستانة