حزب الله يطمئن جنبلاط: «النسبي المختلط» هو الحلّ

إستقبل رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، في دارته في كليمنصو مساء امس، وفدا من قيادة "حزب الله" ضم المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل ومسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق وفيق صفا.

سبق الزيارة المفاجئة لوفد حزب الله إلى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي مساء امس (الإثنين) تصريح لأمين عام حزب الله  السيد حسن نصرالله جاهر بموقفه حيال إعتماد النظام النسبي لقانون انتخابات 2017 النيابية. ما أثار حفيظة النائب وليد جنبلاط الذي خرج بشراسة معارضا النسبية الكاملة قائلا “كفى تنظيراً وتطبيلاً حول نسبية ملزمة آتية ولازمة وإلّا بَطل التمثيل، لسنا بقطيع غنم ليسلّم مصيره وسط هذه الغابة من الذئاب”.

موقف زعيم المختارة المتخوف من خطر وجودي يتعلق بمستقبل الزعامة السياسية لآل جنبلاط وللحزب التقدمي الاشتراكي في الجبل في حال تم الانصياع لرغبة الثنائي الشيعي تم تفهمه من قبل نصرالله الذي عاود ابداء استعداده لمراعاة بعض الخصوصيات وهواجس بعض الافرقاء. وقد جاءت إشارة نصرالله بعد صرخة جنبلاط ضد محاولة الإبتلاع والإقصاء له ولنفوذه من الحكومة إلى مجلس النواب.

من هنا فان هذه الزيارة أرادها “حزب الله” كاعلان حسن نوايا تجاه هواجس زعيم المختارة، وعقب اللقاء أعلن جنبلاط ان “اللقاء مع وفد “حزب الله” تم في أجواء إيجابية جدا وهو حمل رسالة الى السيد نصرالله للتأكيد على المزيد من التعاون”.

لكن ماذا وراء هذه الزيارة، فهل هي محاولة لإعادة تموضع بعد  دراسة لحسابات الربح والخسارة في التحالفات؟ وفي أي إطار جاءت الزيارة؟ وما هي الخطوط الحمر التي رسمت؟

مصادر إشتراكية اكدت لـ “جنوبية” الأجواء الإيجابية التي تحدث عنها جنبلاط، وعن حصيلة اللقاء أكد المصدر ان”البحث تركّز حول  صيغة القانون النسبي المختلط”. لافتا إلى أن جنبلاط أول من دعا إلى النسبية ولكن ليس النسبية الشاملة، لانه يرفض حرب الالغاء ضد أي قوى سياسية”.

 

جنبلاط وحزب الله

 

وفي حديث مع رئيس تحرير موقع “IMLebanon” الصحافي طوني أبي نجم لموقع “جنوبية” لم يرَ  في زيارة وفد حزب الله لجنبلاط  مفاجأة ، سيما أن العلاقة بين هاتين الجهتين لم تنقطع ولا تزال مستمرة منذ تاريخ 7 أيار حتى هذا اليوم، وقنوات التواصل قائمة”.

وأشار أن “الزيارة شكليا لطمأنة زعيم المختارة، إلا أنه عمليا هناك توازنات لا يمكن كسرها في لبنان”. لافتا إلى ان “جميع حكومات عهد الوصاية السورية  قبل 2005 وما بعدها تراعي التمثيل الدرزي في لبنان، وهذ ما نراه اليوم مع حزب الله”.

إقرأ أيضاً: جنبلاط القلِق يسأل: أين قانون الانتخاب؟

وبحسب أبي نجم “هناك هواجس لدى جنبلاط بشأن القانون الانتخابي، ونصر الله عندما يتحدث عن النسبية الشاملة لا يقصدها بشكل دقيق، لأنه مشروع بعيد المدى، إذ لا يمكن الحديث عن النظام النسبي الشامل  إلا في الدولة ذات نظام الحزبين وهو ما لا يتوافر في لبنان”. مشيرا إلى أن “حزب الله دائما يرفع السقف عاليا ليكون الإتجاه  نحو إدراج جزء من النسبية تمهيدا للمراحل اللاحقة”.

وشدد على أن “تصوير زيارة الوفد لجنبلاط على أنه تمّ في موضوع القانون الانتخابي فيه مبالغة، وحتى النقاش بالقانون يحتاج وقتا سيما أنه هناك اختلاف كبير بين القوى السياسية”.

إقرأ أيضاً: نصرالله لجنبلاط وجعجع: قانون الإنتخاب أو عباءتي

كما رأى ابي نجم أن “جنبلاط غير جدي بطرح القانون المختلط، ولا يوجد توافق”.  وأضاف “سنرى شدّ حبال بين الافرقاء ولن يتم التوصل إلى قانون انتخابي بشكل يسير”.

وخلص إلى أن “التوجه سيكون إما ان يكون هناك انتخابات نيابية في حزيران 2017 ، أن سيتم إعتماد قانون الـ 60 معدل“. لافتا إلى أن” لإقرار أي قانون انتخابي جديد  سنكون حتما أمام تمديد تقني للمجلس الحالي وبالتالي البحث خلال ثلاثة أشهر غير كافٍ لأنه يتطلب تحضيرات جديّة ادارية ولوجستية تستغرق أشهرًا عدة”.

السابق
جمعية أمان تزور مفتي الجمهورية: لحظر قناة الجديد
التالي
في مآلات الايديولوجيا الايرانية عربياً