منى فياض لمنتقديها: هل تريدون للإسلام أن يكون بهذه الصورة؟

أثارت إطلالة الدكتور منى فياض عبر إذاعة الشرق يوم الجمعة 21 كانون الأول مع الأستاذ علي حمادة جدلاً واسعاً على خلفية ما أشارت إليه عن إصلاح ديني.

الحديث المقتطع الذي تداوله الناشطون وضع الفكرة في غير سياقها، من جهتها إذاعة الشرق أوضحت في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية فيسبوك أنّه “ورد في حلقة إذاعية تم بثها يوم الجمعة عبر إذاعة الشرق كلام مسيء ينم عن فهم مشوه للآيات القرآنية”، وأضاف البيان “يهم إدارة إذاعة الشرق ان تستنكر ما ورد من كلام يعبر عن رأي صاحبته ولا يعبر إطلاقا عن رأي الاذاعة التي تجل وتحترم جميع الاديان السماوية”.

الدكتور منى فياض وفي اتصال مع “جنوبية”، أكّدت “أنا قلت أنه في القرآن هناك آيات تدعو إلى العنف مثل الآية القائلة { ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق}، هذه الآية تستعملها داعش لقتل جميع الناس على أساس أنّها تملك الحق، يفترض أن نشير إلى أنّ هذه الآيات قيلت في زمن معين وفي مكان معين وأن نعيد قراءتها الآن بطريقة لا تسمح لأحد أن يستغلها باسم الإسلام، وإن استغلها علينا أن ندينه”.

وتابعت فياض “قلّة هي الأصوات الشرعية التي تخرج وتقول أنّ هؤلاء جماعات تأخذ القرآن لمكانٍ لا يقصده، وأنّه إن كان مقبولاً في الماضي ضرب النساء وقطع يد السارق، الآن في العالم المتحضر لا يمكن أن نقبل قطع أيدي الناس وضرب المرأة”.

مضيفة “لقد قلت انّه إن كانت هناك أموراً مقبولة في زمنها الماضي، علينا أن نعيد قراءتها الآن، وإن كان هناك آية محددة لا نستطيع تطبيقها علينا أن نعمل لتحييدها وهذا ما حدث فعلياً فيما يتعلق بقطع اليد حيث ما من بلد إسلامي يطبقها باستثناء السعودية التي تواجه الكثير من الإنتقاد في هذا الخصوص،. وإن كان هناك أموراً تستغل أيضاً في الإسلام علينا نعيد قراءتها بطريقة إيجابية”.

 

منى فياض

 

واعتبرت فياض أنّ “الحملة بحد ذاتها تدين المسلمين بأنّهم (حاملين السلم بالعرض)، وأيّ شخص ينتقدهم ولو إيجابياً يهاجمونه، وبالتالي العالم الغربي له الحق في الخوف من الإسلام وأن يتأثر بالإسلاموفوبيا، لأن كل ما يتعرض له في الغرب هو باسم الإسلام وهم يتبنون ذلك ولا يرفضونه ويقولون الدين الحنيف يقول ذلك”.

إقرأ أيضاً: إيلي الحاج سيدخل الجنة بلا عذاب!

وسألت فياض مطلقي الحملة “هل تسرّكم حالة الخوف من كل شخص يتحدث اللغة العربية ويطلق لحيته، ألا تلاحظون أنّ القتل والعنف يترافق بكلمة “الله أكبر”، كما حصل في جريمة قتل السفير الروسي، هل تريدون للإسلام أن يكون بهذه الصورة”.

موضحة “أنا قلت في المقابلة الإذاعية على صوت الشرق تأويل القرآن ولم أطالب بتغييره، والتأويل مفتوح، هم استمعوا لجملة واحدة في المقابلة ولم يتابعوا حديثي أنا مع الإصلاح الديني“.

وأردفت فياض “نقول أنّه في لبنان ما من أرضية صالحة لداعش، هذه الحملات تهيئ هذه الأرضية ، موضوعياً داعش لا يسمح للآخر بالتفكير وأنا مع حرية التفكير، وهم لو لم يكونوا داعشيين لسمحوا للناس أن تفكر كما تريد حتى لو كانوا من خارج الدين وإن كانوا يريدون أخذ الجميع إلى أرضيتهم، ماذا سوف يتركون للعقول المغلقة وللسلفيين”.

إقرأ أيضاً: طرد إيلي الحاج والهجوم على نديم قطيش: من يحصر المستقبل في زاوية سنية؟

مشيرة إلى أنّ “هذه حجة لانتقاد المستقبل وإذاعة الشرق وفرض نوع من الرقابة لمنع الناس عن حريتها، وهنا أنا ألوم الأستاذ علي حمادة الذي علّق عند قولي الجملة محور الانتقاد أنّهم سوف يكفرونه ويغلقون برنامجه وهذا ضوء أخضر لقراءة هذا الحديث بشكل متطرف”.

لتختم بقولها:”أرجو ممن يغضب لأي مطلب اصلاحي لفهم الاسلام فهماً  يتلاءم مع مستجدات حياتنا وحاجاتنا للتطزر والتأقلم مع العالم ، أن يغضب ويدافع بدلاً عن ذلك عن أرض الاسلام وعن الدم الاسلامي  – العربي المهدور بدل أن يتسلوا بتكفير الناس على وسائل الاتصال التي اخترعها لهم الغرب الكافر الذي يدعون محاربته”.
يبقى أنّ الحكم على ما قالته الدكتورة منى فياض خلال إطلالتها الإذاعية ليس منطقياً ما لم يتم الاستماع إلى كامل اللقاء وإلى كامل الحوار.
لذا، لكل من يريد أن يسجل تعليقاً على ما ورد حول الإصلاح الديني والقرآن ليستمع أولاً إلى الحلقة كاملة وليتوقف ملياً عند السياق الذي وردته فيه العبارة، وبعدها ليحاجج كما يشاء.
السابق
الحريري يواجه دعوى قضائية بقيمة 51 ألف ريال
التالي
اتفاق بين روسيا وفصائل المعارضة يقضي بطرد حزب الله من مضايا