عن خطاب السيد حسن نصرالله الهادىء بعد «انتصار حلب»!

حزب الله
أظهر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أمس افراطا في الايجابية داخلياً على وقع انتصاراته والنظام السوري في حلب.

في رسالته – الكلمة – التي وجهها ظهر أمس الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لمجموعة من الطلاب الجامعيين التابعين للحزب، عبر الشاشة، التي ركز فيها على دعوته لإجراء حوار ‏شامل مع كل القوى السياسيّة حول قانون الإنتخاب الذي يؤيده حزب الله وهو النسبيّة الكاملة، شدّد نصرالله على تفهّم الحزب لمخاوف بعض السياسيين، وقلق البعض الآخر، التي يجب ان ‏تؤخذ بعين الإعتبار.

اقرأ أيضاً: شهداء حلب لـ«نصرالله»: ليت صورنا «مفبركة» وليتك لم تتحول إلى «محتل»

ودعا نصرالله، الى الجمع ما بين الصيغة والقانون الإنتخابي الأمثل والأفضل. كما أبدى نصرالله تفاؤله بناءا على أجواء النقاشات الطيبة والإيجابية والمنفتحة، وهذا يعني أن لبنان يدخل في مرحلة استقرار سياسي ـ أمني، “وهذه نتيجة طيبة بانتظارالانتخابات المقبلة التي يجب أن نحرص عليها جميعاً”.

وأشار الى أن ثمة إيجابية على صعيد تأليف الحكومة كونها “لم تأخذ ‏شهرين او ثلاثة اشهر او ستة اشهر او 11 شهرا”، وأمل أن ينسحب ذلك على البيان الوزاري في ظل “النيّات الطيبة والجيدة”.

ونفى نصرالله بشدة أن يكون حزب الله يعمل وفق مقولة مفادها أنه “يريد السيطرة على البلد”، وان الحزب كان سيرفض لو قُدّم له عرض ان يكون رئيس الحكومة وكل الوزراء منه، وعبّر قائلا ” نحن نريد الشراكة، وشراكة الجميع، نحن كنا نقاتل من أجل تمثيل الجميع في أي حكومة، هذا ليس لأننا نريد أن نسيطر على البلد، لأن هذا البلد خياره وقدره ومصلحته أن يشارك الكل”.

يقول مصدر إعلاميّ لبنانيّ، رفض الكشف عن اسمه، لموقع “جنوبية”: “السيد حسن نصرالله في اطلالته بالأمس توّجه الى جمهوره من خلال لقاء الطلاب الجامعيين في التعبئة التربوية على وقع انتصار حلب ومفاعيله فرفض استخدام مصطلح “الإسلام” وزجه في تسميّات الحركات الإرهابية”.

ويضيف هذا المصدر الإعلامي اللبناني “في حلب رسم الحزب ومن معه معالم الخطة المقبلة من تثبيت الإنتصار وترسيخه وتأمين هذه المدينة الكبيرة من الارهابيين، كما ويُظهر فعالية الانتصار في تغيير الوقائع والدعوة الى الحلّ السياسي من خلال دفع الدول المنهزمة الى تغيير توجهها ودعوتها الى المفاوضات السياسية”.

السيد حسن نصرالله

وفي الملف الداخليّ الذي هو موضوعنا تابع المصدر، ان “السيد حسن نصرالله يدعو الى تحفيز العمل الحكومي، وعدم حصر المهام بوضع قانون الإنتخاب، في رسالة واضحة بأن حكومة العهد التي تبنّاها فريقه السياسي بشخص حليفه الرئيس ميشال عون هو خيار صائب ولعدم التقليل من فعاليتها”.

وفي اتصال مع العميد الدكتور أمين حطيط، للتعليق على خطاب السيد نصرالله نهارأمس، قال لـ”جنوبية” إن: “سرّ الإيجابية في خطاب السيد حسن ليس الداخل اللبناني، فمشروع حزب الله إقليمي، وهنا متشعباته. فمشروعه هو المقاومة والإنتصارات على كل الصعد في الميدان. وكان الإنتصار في حلب الذي ستحكي عنه الأجيال، وانعكس ذلك من خلال قرار مجلس الأمن، فمنذ 49 عاما أمريكا تقف مع اسرائيل، ولم تعطل أمريكا أي قرار ضد اسرائيل”.

العميد الركن المتقاعد امين حطيط

ويشرح حطيط فيقول: “ثمة تغييرات تحصل بالمنطقة، فبالنسبة لحزب الله المقاومة رقم أساسي، ولبنان تفصيل صغير، وهو لا يتأثر في ظل هذه الانتصارات بالأجواء. فلا وزير يهم ولا وزارات. فلولا أن عملية انسحاب وزراء حزب الله من الحكومة قد تشكل أزمة لدى جمهور الحزب لكان الحزب يتخلى عنهم”.

ولفت الى أنه “من المعلوم ان الحزب حصل على وزارات هامشية. وكان السيد صريح بكلامه امس حيث كان مرتاحا، وهو بذلك يعكس حالة انتصار للمقاومة، لان لبنان تفصيل ولبنان ليس اساسيا بالنسبة للحزب، بل هو ساحة، وحزب الله ليس معنيّا بالسلطة الداخلية”.

وعن سرّ تحسن العلاقات مع بعض الجهات التي كان يختلف معها قال “اليوم جميع السياسيين مرتاحون للحزب، فسابقا كانوا خائفين من مشروعه. ويكفي انه كان الوحيد في العام 2014 الذي طرح اسم ميشال عون للرئاسة، وظل مصرّا على رأيه حتى اوصله للرئاسة”.

واستدرك حطيط فقال: “نعم هناك 17 وزيرا من المؤيدين للحزب في الحكومة، انما نصره ليس بالوزارة، بل بايصال رئيس الجمهورية الى سدة الحكم، وهذا هو الانتصار الحقيقي والباقي تفصيل”.

اقرأ أيضاً: البيان الوزاري يولد اليوم بعد إعتراض قواتي

وختم العميد الدكتور أمين حطيط مذكّراً بالقول: “أول “بوانتاج” جرى في لبنان أظهر ان ميشال عون لن يحصل الا على أصوات أعضاء التيار الوطني الحرّ، وأصوات نواب حزب الله”.

السابق
أنَخَاف من توحش «داعش» أم توحش العالم المتحضر؟
التالي
الحكومة «تسوية مؤقتة» بانتظار التسويات الكبرى بعد تسلّم ترامب