سباق سعودي – ايراني على لبنان يسبق البيان الوزاري

طبعت حركة ديبلوماسية واسعة المشهد الداخلي أمس بدلالات بارزة حيال الاحاطة الدولية والاقليمية للوضع في لبنان عقب تشكيل الحكومة.

على مسافة يومين من احتفال المسيحيين في لبنان والعالم بعِيد الميلاد المجيد، وفيما تكاد اللجنة الوزارية المكلفة اعداد البيان الوزاري للحكومة تنجز مهمتها في وقت قياسي عاكسة التوافق السياسي على استعجال الخطوات الحكومية برز تأكيد فرنسي وأممي أنّ لبنان على المسار الصحيح وأنّ صفحةً جديدة فتِحت فيه، وتَرافقَ ذلك مع تشديدٍ على ضرورة إجراء الانتخابات النيابية المقبلة.

واسترعت الانتباه في هذا السياق الزيارتان المتزامنتان لوزير الخارجية الفرنسي جان – مارك ايرولت ومستشار وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابر الانصاري لبيروت، بينما جاء الاتصال الذي تلقاه رئيس الوزراء سعد الحريري مساء من ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ليرسم دلالة بارزة على اندفاع الديبلوماسية السعودية في اتجاه لبنان منذ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون.

إقرأ ايضًا: المقاومة والإرهاب والصراعات الخارجية..إشكالات البيان الوزاري

وبحسب  “الجمهورية” مع اكتمال هيكلية المؤسسات الدستورية، وبَرز في هذا الإطار الاتصال الهاتفي الذي أجراه مساء أمس ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، برئيس الحكومة، واعتُبر مؤشّراً كبيراً على دعم المملكة العربية السعودية للبنان رئيساً وحكومةً وشعباً، في وقتٍ يستعدّ رئيس الجمهورية لزيارة السعودية قريباً، على حدّ ما أعلنَ وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت. وعلمت “الجمهورية” أنّ هذه الزيارة ستتمّ في النصف الاول من الشهر المقبل.

وقد هنّأ ولي ولي العهد السعودي الحريري بتشكيل الحكومة، وتمنّى له “النجاح والتوفيق في مهمّاته، لِما فيه مصلحة وخير لبنان وشعبه”. وأكّد “وقوف المملكة إلى جانب لبنان وحِرصها على تقوية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين”. وقد تمّ خلال الاتصال “التداول في آخِر المستجدات اللبنانية والعربية”.

وفيما تمضي اللجنة الوزارية قدُماً في إعداد البيان الوزاري للحكومة استعداداً للمثول أمام مجلس النواب لنَيل الثقة على أساسه، وزعت الأمانة العامة لمجلس الوزراء في وقت متأخر من ليل أمس مسودة البيان الوزاري على الوزراء عبر البريد الالكتروني مرفقة بدعوة لعقد الاجتماع الثاني الساعة الخامسة عصر اليوم في السراي الحكومي لمناقشته.
وعلمت “الجمهورية” أنّ بري اتّصَل ليل الأربعاء بالحريري، وجرى حوار طويل بينهما حول موضوع البيان الوزاري وجلسة الثقة.  وبدا مِن جوّ الاتصال أنّ بري يستعجل عقدَ جلسة الثقة، وقال للحريري: “أنا جاهز للجلسة”، وحضَّه على إقرار البيان الوزاري قبل غدٍ السبت، على اعتبار أنه إذا أحيلَ إلى مجلس النواب بـ 126 نسخة قبل الثانية عشرة ظهر السبت، ففي الإمكان الشروع في توزيعه على النواب، على أن تُعقد جلسة الثقة لثلاثة أيام بدءاً مِن الثلثاء 27 الجاري وتستمرّ الأربعاء والخميس نهاراً ومساءً.

إقرأ ايضا: خشية من تجاذبات حول البيان الوزاري وقانون الانتخاب

واذ تقول ان “الخلطة السحرية” التي ستبعد عن حكومة “الوحدة الوطنية”- التي تجمع تحت جناحيها قوى متناقضة في التكتي والاستراتيجي- كأسَ كباش “باكر” على حلبة البيان الوزاراي، تكمن في اللجوء الى خطاب قسم رئيس الجمهورية مع “رشّة” من بيان حكومة تمام سلام الاخيرة، تلفت مصادر “الشرق”  الى ان اللجنة قد تجتمع مجددا غدا أو قبل نهاية الاسبوع، مؤكدة ان البيان العتيد سيكون مقتضبا (من 4 صفحات) و”عمليّا” وسيركّز في شكل خاص على الانتخابات النيابية المقبلة والاسراع في اقرار قانون جديد لها، وعلى ضرورة اقرار الموازنة العامة ومكافحة الفساد وتحسين ظروف حياة المواطنين اليومية (طرقات، مياه، كهرباء، نفايات)، اضافة الى الحفاظ على الامن والاستقرار.

 

توقع وزير الدولة لشؤون المرأة جان أوغاسابيان في حديث لاذاعة” صوت لبنان 93,3 “أن ينجز البيان الوزاري خلال اليومين المقبلين”، لافتا “الى وجود قرار وطني جامع بإبقاء القضايا الخلافية الكبرى جانبا والانصراف الى الاهتمام بالأولويات كالموازنة، وإقرار قانون انتخابي جديد، وإجراء الانتخابات في موعدها بالإضافة الى أمور حياتية ملحّة كأزمة النفايات والكهرباء وغيرها”.

وأشار الى “أن الرئيس الحريري يولي اهتماما خاصا لوزارة الدولة لشؤون المرأة”، لافتا الى “أنه اجتمع به ثلاث مرات وجرى وضع استراتيجية عمل ورؤية واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة حيث ان هناك أكثر من اثنين واربعين اقتراح ومشروع قانون مطروحة على الطاولة”.

السابق
اختطاف طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الافريقية
التالي
طُرد من الطائرة بسبب إيفانكا ترامب